ارشيف من :انفوغراف

27 عاماً على استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري.. والمسيرة مستمرة

27 عاماً على استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري.. والمسيرة مستمرة

تصادف اليوم الذكرى السنوية الـ27 لاغتيال القادة الثلاثة: عضوي اللجنة المركزية لحركة "فتح" صلاح خلف "أبو إياد"، وهايل عبد الحميد "أبو الهول"، والمناضل فخري العمري "أبو محمد" أحد المساعدين المقربين لأبو إياد في جهاز الأمن الموحد في ذلك الوقت.

ففي مثل هذا والذي صادف يوم الجمعة في  14 كانون الثاني/ يناير 1991، وبينما كان القادة الثلاثة في اجتماع في قرطاج التونسية اغتالت رصاصات الغدر واحداً من مؤسسي حركة فتح القائد "أبو إياد"، ورفيقيه "أبو الهول"، و"أبو محمد"، ويعد الشهداء الثلاثة من ممن واجهوا الاحتلال الإسرائيلي على مدار الصراع معه حتى لحظات استشهادهم، فمن هم:
 الشهيد صلاح خلف "أبو أياد":
ولد "أبو إياد" في مدينة يافا عام 1933، وعاش فيها، حيث اضطر قسرا وعائلته إلى مغادرتها  إلى غزة عن طريق البحر، مستقراً فيها، متابعاً لدراسته حتى الثانوية، ليغادرها إلى مصر عام 1951 لمتابعة التحصيل الجامعي، ليتخرج بدبلوم تربية وعلم نفس من جامعة عين شمس.
في القاهرة تعرف على الشهيد الرئيس ياسر عرفات الطالب في كلية الهندسة، مشكلين نواة خلية للطلبة تدعو إلى ضرورة اعتماد الفلسطينيين على أنفسهم في معركة استعادة ما احتل من فلسطين عام 1948م، فقرروا عام 1952م مباشرة هذه الفكرة بتقديم ترشيحهم إلى قيادة اتحاد الطلاب الفلسطينيين، وكان التشكيل الوحيد الذي يمثل قطاعا ما من الرأي العام الفلسطيني، ونجحت لائحة "أنصار الاتحاد الطلابي"، وأثبت ذلك أن الطلاب يتطلعون إلى عمل وحدوي، رغم معتقداتهم الأيديولوجية.
تطور عمل اتحاد الطلاب فكانت معسكرات التدريب التي تتيح للفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم ضد الهجمات الإسرائيلية بمباركة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبدأت العلاقة تتوطد بين الطلبة والثورة المصرية.
عام 1957  أنهى أبو إياد دراسته وعاد إلى غزة مطلقاً العمل السري لتجنيد مجموعات من المناضلين وتنظيمهم في غزة.
بعدها انتقل أبو إياد إلى الكويت عام 1959م للعمل مدرسًا، ملتحقاً برفيق دربه ياسر عرفات، وخالد الحسن، وسليم الزعنون، وفاروق القدومي، ومناضلون آخرون في بلدان مختلفة، كان أبرزهم أبو يوسف النجار، وكمال عدوان، والرئيس محمود عباس المقيمين في قطر، لتوحيد جهودهم لإنشاء حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح".
وبدأوا بعرض مشروع الحركة بواسطة مجلة "فلسطيننا"، وأسسوا جهازين: أحدهما عسكري، والآخر سياسي في الفترة ما بين 1959م –1964م. مكن "المؤسسين" من بناء الحركة التي أصبحت في السنوات اللاحقة أكبر فصيل فلسطيني ورائدة النضال الوطني التحرري الفلسطيني.

الشهيد هايل عبد الحميد "أبو الهول":
ولد "أبو الهول" عام 1937 في مدينة صفد، وغادرها أبان نكبة العام 1948 إلى سوريا،سعي أثناء متابعته للدراسة في مدارس دمشق لتشكيل تجمع تنظيمي للاجئين الفلسطينيين في سوريا، وأسّس منظمة "عرب فلسطين".
قاد "أبو الهول" عام 1957 تحركا فلسطينيا للمطالبة بمنح اللاجئين الفلسطينيين نفس الحقوق المدنية للمواطنين السوريين، باستثناء الجنسية وجواز السفر، حفاظا على الهوية الوطنية الفلسطينية وتحقيقا لكرامتهم، وحقق البرلمان السوري هذا المطلب، وانضمت "منظمة عرب فلسطين" التي أسّسها إلى الإطار التنظيمي لحركة "فتح"، التي كانت تستعد لإطلاق شعلة الكفاح المسلح.
وفي عام 1972 أصبح معتمد حركة "فتح" في لبنان، وحوصر مع خليل الوزير (أبو جهاد) وقوات الثورة الفلسطينية في خريف 1983 في طرابلس، ثم انضم لهم ياسر عرفات حتى 19 كانون الأول/ ديسمبر 1983 حين غادر طرابلس بحرا برفقة الرئيس الشهيد ياسر عرفات والقوات الفلسطينية.
تولّى "أبو الهول" أيضا مسؤولية الأمن والمعلومات لحركة "فتح" إلى جانب صلاح خلف "أبو إياد"، وعمل مفوضا لجهاز الأرض المحتلة بعد استشهاد خليل الوزير "أبو جهاد"، إضافة إلى مسؤولياته في جهاز الأمن، واستمرّ في ذلك حتى تاريخ استشهاده.

الشهيد فخري العمري "أبو محمد":
ولد أبو محمد في مدينة يافا عام 1936، وهو الثالث بين الإخوة الذكور، لوالداً شكل وعيه الثوري داعماً باكورة الحركة الفلسطينية المقاومة في العام 1936.
وكان المؤثر الثاني في تشكيل وعيه الثوري الشهيد أبو إياد، وعملا معاً على استقطاب الشباب الوطني ليكون نواة التأسيس لحركة وطنية فلسطينية خالصة عرفت لاحقأ باسم "فتح".
وشغل الشهيد العمري مناصب عدة أبرزها في جهاز الأمن، فكان الرجل الثاني في جهاز الأمن الموحد الذي يترأسه أبو إياد، وقد اغتيل بعد أن تلقى حوالي ثلاثين رصاصــة وهو يحاول الإمســـاك بالمجرم القاتل..

2018-01-14