ارشيف من :أخبار لبنانية

الرئيس عون: إجراء الانتخابات النيابية سيتم في موعده

الرئيس عون: إجراء الانتخابات النيابية سيتم في موعده

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن لبنان انتصر على أشد المنظمات الإرهابية إجراماً ووحشية، وتمكّن الجيش من طردها من الأراضي اللبنانية، بعدما استطاع هو وسائر القوى الأمنية الأخرى إبعاد خطرها عن الداخل ومنعها من تنفيذ مخططاتها الدموية، معتبراً أن الاستقرار السياسي والالتفاف الشعبي حول القوات المسلحة أمّن لها الدعم المطلوب كي تتمكن من إنجاز مهمتها.

وخلال استقباله ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة في لبنان، في القصر الجمهوري، قال الرئيس عون "عام ونيف، عمر هذا العهد، وأول أولوياتي حدّدتها في خطاب القسم وأعدت تأكيدها في كلمتي من هذا المنبر العام الماضي، وتتلخّص  بتأمين الاستقرار، وكانت البداية للاستقرار السياسي، إذ من دونه لا يمكن إنجاز أي تقدّم في أي مضمار".

وتابع أن "الحكومة التي ضمّت كل الأطراف السياسية الرئيسية، ساهمت في إرسائه وحتى لو علت داخلها الأصوات المختلفة أحياناً، إلا أنها تبقى تحت سقف الاختلاف السياسي الذي يُغني الحياة الديمقراطية"، وأشار الى "أن إنجاز قانون انتخابات، وبعد جهود مضنية، يقوم على النسبية لأول مرة في تاريخ لبنان، سيؤمّن مزيداً من الاستقرار السياسي، لأنه سيسمح بعدالة أكثر في التمثيل، مؤكداً حرصه على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها.

كما شكر الرئيس عون الضيوف على التهنئة لمناسبة حلول العام الجديد،  متمنياً أن يحمل هذا العام، الخير والأمن والازدهار، رغم كل التحديات.

وتوجه الى السفراء والبعثات الدبلوماسية بالقول "أغتنم هذه المناسبة لأشكر كل الدول الصديقة التي ساندت لبنان ودعمته في خطواته نحو الاستقرار" مضيفاً " قد شهدنا بيروت تستعيد فرحها وتغالب أزماتها وتأبى إلا أن تنشر البهجة والأمل".

وتوجّه بالشكر الى قداسة البابا، معتبراً أنه أبدى في خطابه أمام السلك الدبلوماسي المعتمد تفهماً كاملاً لوضع لبنان وتقديره للجهود التي بذلها في موضوع النازحين.

وفي معرض حديثه، لفت الرئيس عون الى أن الشأن الاجتماعي والاقتصادي هو الطريق الأصعب، لأن لبنان غارق منذ عقود بهدر المال العام وغياب المحاسبة، كما بالديون، وإن تعدّدت الأسباب والدوافع، فإن النتيجة على الاقتصاد اللبناني واحدة، مشدداً على أن الحكومة وضعت القطار على السكة، فأُقرت الموازنة بعد غياب أعوام وأعوام، وكذلك قانون الإصلاح الضريبي، مشيراً الى أن الجهد سيتركز خلال هذا العام على الشأن الاقتصادي تخطيطاً وتطبيقاً.

وتطرّق الى موضوع التعيينات التي حصلت في مختلف مؤسسات الدولة، معتبراً أنها منحت مؤسسات الدولة حيوية ووضعت نهج عمل مختلفاً ومتقدّماً، سواء في القضاء بحيث أمّنت استقلاليته، وجعلته أكثر حصانة، أو في الإدارة حيث وضعتها على الطريق الصحيح لمكافحة الفساد وللمضي قدماً في الإصلاح كما في الانتاجية، أو في الأمن حيث ظهرت النتائج جلية ولمسها اللبنانيون كما كل العالم.

وأردف الرئيس عون أنه وبلا شك فإن حفظ الاستقرار الأمني وسط منطقة ملتهبة، وفي بلد كلبنان، ينفعل ويتفاعل مع محيطه الى حد كبير، هو أمر بالغ الصعوبة، مضيفاً  "لكننا تمكّنا من تحقيقه ومنع انتقال نار الفتنة الى الداخل اللبناني، وذلك بفضل تضافر كل الإرادات، والتنسيق الكامل بين مختلف الأجهزة الامنية بعد التعيينات الجديدة في قياداتها".

وعن القدس، أشار الرئيس عون الى أن الارتدادات لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده الى القدس، والتي تشبه القول المأثور "يهب ما لا يملك لمن لا يستحق"،  بما يعنيه ذلك من اعتراف بالقدس عاصمةً لـ "إسرائيل" ودعمها في مشروعها العنصري بتهويد دولتها، لا تزال تتفاعل.

وشدد على أن من حق كل دولة أن تقرر مقار سفاراتها في العالم وفقاً للقانون الدولي وبعد اتفاق الدولتين المعنيتين، لافتاً الى أن اختيار القدس تحديداً، بكل ما تحمل من إرث ديني لكل الأديان السماوية، وبكل ما لها من خصوصية حتى في القرارات الدولية ذات الصلة، وما تشكل من إشكالية منذ احتلال فلسطين، يعمّق الفجوة ويبعد السلام ويزيد لهيب النار في الشرق.

وتابع "أن السلام، قبل أن يكون اتفاقات على الورق أو خطوطاً على الأرض، هو شعور داخلي، وهو حالة يعيشها المجتمع ويمارسها، والتاريخ يشهد على أن كل اتفاقيات السلام التي فرضتها الحكومات فرضاً على شعوبها من غير قناعة ومن غير قبول داخلي، لم توصل أبداً الى السلام الحقيقي".

وأكد أن الشعور بالظلم والاضطهاد لا يمكن أن يمهّد لأي سلام، والتعنت والإمعان في الاعتداء على الحقوق لن يحلا مشكلة، بل على العكس ستزداد الكراهية وسيتفاقم العنف"، معتبراً أن السلام لن يكون ما لم تبحث جدياً مشاكل هذه المنطقة، من منطلق العدالة لا القوة، وعبر الاعتراف بالحقوق لا الاعتداء عليها.

ولفت الى أن الاستراتيجية التي اعتمدت "الفوضى الخلاقة" لإحداث التغيير قد أثبتت ليس فقط فشلها الذريع بل كارثية نتائجها، وصار هناك حاجة لاستراتيجية دولية جديدة تقوم على الحوار أولاً وعلى مقاربة جديدة تحترم حقوق الشعوب والدول، كبيرة كانت أو صغيرة، غنية أو فقيرة، قوية أو ضعيفة، مضيفاً " لا ضرورة للتذكير بأن هذه هي الأسس التي قامت عليها منظمة الأمم المتحدة فتضع حداً للدمار وللدماء، وتلتفت الى معالجة التداعيات، وأولاها مشكلة الملايين الذين اضطروا الى ترك أوطانهم وأرضهم وشدوا رحالهم نحو المجهول".

وختم رئيس الجمهورية اللبنانية أن النموذج اللبناني هو نقيض العنصرية والأحادية، وهو نموذج عيش الوحدة ضمن التعددية والتنوع، والمحافظة عليه وحمايته هما ضرورة للعالم، مشيراً الى أنه سبق وطرح في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة ترشيح لبنان ليكون مركزاً دائماً للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والأعراق.

سانتوس

بدوره، أكد القائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور ايفان سانتوس، في كلمة القاها أمام الرئيس عون وأعضاء السفراء المعتمدين في لبنان، أن "لبنان يشكل مصدر إلهام وتفكير للجميع"، مشيرا إلى "ان ما يربط أواصر المجتمع والسياسة والعالم هي العدالة والتعايش والأخوة وهي قيم يشهد لها اللبنانيون أينما حلوا".

وقال سانتوس إن  "الجيش اللبناني أظهر بسالة في حفظ وحدة لبنان والقوى الأمنية أعطت نفحة أمل للبنانيين"، داعيا إلى "خلق الظروف الملائمة لعودة النازحين السوريين إلى بلدهم".

وتوجه الى الرئيس عون قائلا:"نحن شهود على الإجماع بين جميع مكونات المجتمع اللبناني لانتخاب فخامتكم رئيسا للجمهورية"، مضيفا ان "السنة الجديدة تمنحنا الفرصة للاحتفال بالسلام".

2018-01-16