ارشيف من :آراء وتحليلات
رغم كثرة العبر ...الفصائل المسلحة في القنيطرة لا تريد أن تعتبر
محمد عيد
يبدو أن المكابرة واستمرار الرهان على "دعم اسرائيلي مفتوح ودخول موسع ومباشر على خط المعارك" باتت سمة الفصائل المسلحة في القنيطرة التي ألزمت نفسها بخيار القتال "كرد علني منها على عرض غير مباشر تلقته من الحكومة السورية تدعوها فيه "لأخذ العبرة" مما جرى للمسلحين في بيت جن وقرى الجبل، وتجلت "عنتريات" الفصائل المسلحة هذه بقيام القيادي وضاح طالب الملقب بـ "فتى اسرائيل المدلل" في ريف القنيطرة بالإيعاز لمقاتليه بعدم السماح لأي وفد مفاوض بالدخول إلى مناطق سيطرة هذه الميليشيات المسلحة أو القبول بأي عرض تسوية يطرح، سواء من الروس أو من السوريين وذلك بعد اجتماع مع ما يسمى "مجلس شورى" جباتا الخشب، قاطعا بذلك كل ما أشيع عن نيته إبرام اتفاق ينهي المعارك في قرى الشريط.
وكان كل من وضاح طالب ومحمد كمال مورو (قيادي في الفصائل المعارضة) وينافس طالب في تقديم الخدمات للعدو الصهيوني يجتمعان بشكل دوري مع ضباط من الكيان الصهيوني في العام 2017 داخل مخيم الشحار بهدف تنسيق الجهود العسكرية بين جباتا وبيت جن بغية مواجهة التقدم السريع للجيش السوري. لكن مورو لم يستطع أن يخفي حنقه على طالب الذي تركه يواجه مصيره البائس أمام دبابات ومشاة الجيش في بيت جن ومغر المير.
وبالعودة إلى الفصائل المسلحة التي قررت القتال حتى آخر عملية "خداع اسرائيلي ووعد بالدعم" فقد أوضح الصحافي جعفر ميا المتخصص بشؤون الجولان والقنيطرة لـ"موقع العهد الإخباري" أنه "إلى جانب ميليشيات هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام، فقد وقّعت مجموعة فصائل بيانا تحذيرياً يمنع إبرام أي اتفاق مع الحكومة السورية وهذه الفصائل هي:
- ألوية سيف الشام: وهم بقايا مسلحي خان الشيح وقرى الغوطة الغربية وقد انضم عدد من مقاتليها إلى جيش خالد المبايع لداعش واتهموا بتدبير تفجير "مقر سرية أم الطواحين" في بلدة بريقة ما استدعى حملات تصفية نفذتها جبهة النصرة بمقاتلي هذه الألوية التي اشتهرت بـ "إصدارات استعراضية" وتنظيم معسكرات تدريب مغلقة تلاشت خلال السنتين الماضيتين.
- ألوية الفرقان : التي يتزعمها محمد ماجد الخطيب الملقب بـ"كلينتون" وينتشر عناصرها في قرى الشريط والغوطة الغربية – قبل سيطرة الجيش هناك – وقرى ريف القنيطرة الأوسط وهي خاضعة بقراراتها لما يعرف بـ"مجموعات درعا" ولا تملك أي قرار مستقل.
- تحالف الجنوب: وهو عبارة عن مجموعة فصائل بقيادة ضباط فارين، تنتشر في ريف درعا ومثلث الموت قبل سيطرة الجيش عليه في العام 2015
- فرقة أسود الجولان أو 404: تأسست قبل حوالي الشهرين نتيجة اندماج 7 فصائل من بقايا مقاتلي الغوطة الغربية الذين ينحدرون من بلدات عرطوز ودير ماكر وبعض مناطق القنيطرة.
- المجلس العسكري في نبع الصخر: تأسس في آذار 2017 بقيادة لواء اسود الرحمن المندمج لاحقا بميليشيات الفرقة 63 بقيادة يحيى العبدي في آب 2017
- الجبهة الوطنية لتحرير سوريا: تأسس في آب 2017 بقيادة سفيان الحسن، نتيجة اندماج بقايا مقاتلي الغوطة الغربية مع مجموعة مسلحين من ريف درعا وتتحدث عن فروع لها في إدلب وحماة.
- غرفة عمليات جباتا الخشب ولواء شهداء القنيطرة: وهي فصائل هجينة من لواء فرسان الجولان المدعوم اسرائيليا وتنتشر في جباتا الخشب وطرنجة وأوفانيا والحميدية وتتخذ من مخيم الشحار مركزا قياديا لها.
اللافت أن معظم هذه الميليشيات إما حديثة النشأة أو أنها تلاشت تماما بعد التقدم الكبير للجيش السوري خلال السنتين الماضيتين في جبل الشيخ والغوطة الغربية ومثلث الموت الممتد على محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق، ما يجعل حديثها عن "تنسيق الجهود لمواجهة الجيش السوري ورفض أية مبادرة للتسوية" مادة مثيرة للسخرية والتهكم فرغم وجود العبر القريبة لشركائهم في الهزيمة في بيت جن ومغر المير وغيرها فإن هؤلاء لا يريدون ان يعتبروا ..بينما يملك الجيش البديل الميداني الناجع.