ارشيف من :أخبار لبنانية
مؤتمر ’العرب وإيران’ الثاني.. لمستقبل مشترك يتقاسم فيه العرب والإيرانيون ثمار الأمن والاستقرار
تصوير: موسى الحسيني
تحت عنوان "نحو مستقبل مشترك - الأمن والاستقرار والتعاون"، افتتح "المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق"، ومركز "أنديشه سازان نور"، و"مركز الدراسات السياسية والدولية"، بالتعاون مع مركز "باحث" للدراسات، وقناة "الميادين"، وجريدة "الأخبار"، مؤتمر "العرب وإيران" الثاني، في أوتيل كروان بلازا – بيروت.
عبد الحليم فضل الله
بدوره، أشار رئيس المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق الدكتور عبد الحليم فضل الله في كلمة ألقاها في المؤتمر إلى أن "هذا المؤتمر هو الثاني في المسار الذي أطلق قبل أكثر من عام، ويأتي مترافقاً مع تبدل في الظروف وإنجازات في الإقليم وتحولات في العالم".
وأضاف "سنسعى في مؤتمرنا الثاني إلى استكمال ما بدأناه، أولاً من خلال تكريس الحوار بوصفه بديلاً للصدام والتسابق على النفوذ، وثانياً من خلال التفكير في البناء السياسي والجيوسياسي المطلوب والمناسب، وتفكيك العوامل المسببة للأزمات المحلية والإقليمية، وثالثاً من خلال تحديد النقاط والأماكن التي ينبغي البدء منها، في رحلة البحث عن التسويات التي تؤسس لمستقبل إقليمي أفضل".
وتابع أن "الوقائع والتطورات الأخيرة في المنطقة، تقدم عينة عما يمكن أن يحققه التعاون الإقليمي"، موضحاً أن ذلك برز على نحو خاص في مواجهة خطرين رئيسيين، خطر "العنف التكفيري" الذي مثل تنظيم "داعش" أحد أكثر فصوله دموية وانحطاطاً، وخطر تقسيم المنطقة على أسس عرقية، وفي الحالتين كان للتعاون العربي- الإيراني دور أساس وحاسم".
ورأى أنه "لا يمكن التصدي لصفقة القرن المشؤومة، وصفقة تهويد القدس من دون شراكة مصيرية واستراتيجية مماثلة".
وخلص إلى "أنّ نهاية المعارك الأساسية ضد الإرهاب وسقوط الخيار العسكري الذي استهدف شعوبا ودولاً وأنظمة، يعطي فرصة للمضي نحو مستقبل مشترك يتقاسم فيه العرب والإيرانيون ثمار الأمن والاستقرار والازدهار".
كمال خرازي
من جهته، ألقى مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية الامام السيد علي الخامنئي، الدكتور كمال خرازي، كلمة استهلها بالحديث عن الجذور التاريخية للعلاقات العربية الإيرانية، وأشار إلى أن "إيران قدمت خدمات كثيرة للعرب أسهمت في تطوير العلوم العربية، ونقلها إلى مناطق أخرى في العالم".
ورأى أنه "لو سقطت سوريا والعراق بأيدي التكفيريين، لكانت "إسرائيل" هي الرابح الأكبر كونها تخشى وجود دول كبرى متماسكة إلى جوارها"، مستنكراً " التواطؤ الجديد بين "إسرائيل" وزعماء الدول العربية ضد الشعب الفلسطيني المظلوم"، معتبراً أن قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الأخير بشأن تهويد القدس هو من وراء هذا التواطؤ"، مشدداً على أن "التحالف بين العرب وإيران ضروري لمواجهة هذه المؤامرة".
ورأى أن بيروت بإمكانها أن تكون حلقة وصل بين العرب والإيرانيين لأنها كانت دائما مكاناً للتلاقي كما أنها تتمتع بمجتمع حيوي وتمتلك الأرضية اللازمة لانطلاق هكذا حوار استراتيجي".
وختم كلمته بالتأكيد "أن إيران تعتبر تحرير فلسطين والقدس الشريف أهم القضايا الرئيسية لدى العالم الإسلامي إضافة إلى دعم حكومات المنطقة في مواجهة الإرهاب"، معلناً استعداد إيران للدخول في حوار جاد مع أشقائها العرب لتحقيق الغايات المرجوة".
الوزير فنيش
واختتم الحفل بكلمة حزب الله ألقاها وزير الشباب والرياضة محمد فنيش فرأى أن هذا المؤتمر يسعى للتوصل إلى السبل الناجحة لحل النزاعات المحتدمة في المنطقة.
وقدم استعراضاً للوضع في المنطقة، مشيراً إلى خشية دول عربية من التغيير الداخلي وتركيزها في سياستها على التدخل وشن حرب على بلد عربي فقير كاليمن وغزو آخر كالبحرين.
ورأى أنّ إصرار البعض على السياسات الأميركية والارتهان لها وتحويل وجهة الصراع مع العدو الأساس للعرب والمسلمين، لا يخدم إلا مصلحة الكيان الصهيوني ولا ينتج إلا تضييعاً للحق وتدنيساً للمقدسات".
ورأى أن فهم الحقائق واستعداد إيران للحوار والتعاون استناداً إلى أولوية صراعها مع السيطرة والسياسة الأميركية في المنطقة ينبغي أن يدفع بعض الدول العربية أن تدرك مصلحتها وملاقاة هذا الاستعداد ووقف حروبها العبثية والتفكير باستقرارها ووحدتها ووحدة الدول العربية واعتماد منهج جديد يقوم على أولوية الصراع مع المحتل الصهيوني واحترام إرادة الشعوب واعتماد الحوار والحلول السياسية للأزمات.
كلمات من الدول العربية
من ناحيته، أعرب رئيس مركز الدراسات السياسية والدولية سعيد خطيب زاده عن أمله في أن يلعب هذا المؤتمر دوراً مهماً في تقريب الرؤى بين إيران والعرب، موجهاً الشكر للبنان بلد المقاومة على دعمه لهذا اللقاء وهو الذي طالما لعب دور المنصة الثقافية التي تقرب بين المتحاورين.
وشدد رئيس مركز أنديشه سازان نور سعد الله زارعي على وجوب إزالة كل جدران العداوة والاختلافات التي بناها الأعداء بيننا، داعياً إلى قبول التنوع الثقافي الموجود بين المسلمين والاستفادة منه في إغناء حضارة الأمة .
وألقى رئيس حزب مصر القوية عبد المنعم أبو الفتوح كلمة نقل فيها تحيات الشعب المصري للمؤتمرين، منتقداً من أسماهم "الصهاينة العرب الذين يعملون من أجل المشروع الصهيوني".
وتحدث المستشار القومي العراقي فالح الفياض عن العلاقة المميزة بين بغداد وطهران حيث كان للعراق علاقة مميزة وشراكة خاصة مع الجمهورية الإسلامية في محاربة الإرهاب.
وقال "في العراق تحقق نصر كبير على الرغم من الأطروحات المذهبية والطائفية التي أرادوا إغراق العراق فيها"، مشيداً في هذا المجال بدور المرجعية الرشيدة والشعب العراقي الواعي"، داعياً إلى التركيز على مواجهة "إسرائيل" لأنها تمثل تحدياً وجودياً للعرب، مشدداً على أن إيران وتركيا حليفان طبيعيان للعرب في هذه المواجهة.