ارشيف من :أخبار لبنانية
’بحصة ليكس’ تسدّ حنجرة السعودية.. و’الجديد’ تتلقى هجوماً من ’الوطن’
تداعيات الحماقة السعودية الأخيرة التي ارتكبها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الملف اللبناني ما تزال مستمرة. في عالم السياسة، الأسرار لا تمكث طويلاً في الكواليس. أزمة احتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري في السعودية ستكون بصمة فارقة لدى قراءة السياسة السعودية في المنطقة مستقبلاً.
معلومات عن فترة احتجاز السعودية لرئيس الحكومة سعد الحريري وإجباره على الاستقالة كشفتها قناة "الجديد" في حلقات متتالية تحت عنوان "بحصة ليكس"، استندت إلى برقية سرية نقل فيها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى بن سلمان مجموعة من الاستنتاجات التي توصل اليها من خلال آراء "سفراء دول شقيقة وحلفاء لنا في لبنان". خَلُصت الاستنتاجات إلى أن "سعد الحريري قدم تنازلات كبيرة لحزب الله، وهو ليس مؤهلا لمواجهته، وأن لديه علاقات واضحة مع قطر، وقد حصل على دعم مالي منها".
الجبير ينوّه في برقيّته الى وجود "حلفاء" للسعودية في لبنان، معدداً "سمير جعجع وفؤاد السنيورة وأشرف ريفي وسامي الجميل"، ويقول "يمكن الوثوق بهم والاستمرار في دعمهم، وما قالوه أمام سموكم الكريم حول وضع الحريري وعلاقته بحزب الله وميشال عون تؤكده التقارير".
لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع حصة في بحصة الحريري. هذا ما بات ثابتاً لدى الجميع. لكن "الجديد" كشفت عن بعض أسباب هذه "البحصة". فنقلت "نميمة" جعجع لبن سلمان عن الحريري. جعجع أرسل الى بن سلمان بطريقة مباشرة أو عبر وسطاء، رسائل قال فيها إن "الحريري يسيء ادارة الحكومة فيما يتعلق بحزب الله"، وأنه لا يمكنه مواجهة حزب الله وحيداً، لكن اذا تطورت الأمور سيستقيل ويأخذ خيار المواجهة، وهذه الاستقالة ستكون مرتبطة بالتطورات الاقليمية والدولية ومنسجمة بالتصعيد السعودي الأميركي ضد حزب الله.
وبعد المقابلة الشهيرة للرئيس الحريري مع الاعلامية بولا يعقوبيان على شاشة "المستقبل" خلال احتجازه، والتي قاطعتها معظم وسائل الاعلام المحلية بتوجيهات من رئاسة الجمهورية، نقل الجبير لابن سلمان تخوف جعجع من حجم التراجع السعودي أمام ضغط حزب الله ورئيس الجمهورية، معتبرا أن تراجع الحريري عن الاستقالة سيكون استهدافاً مباشراً لولي العهد محمد بن سلمان وخسارة كبيرة للسعودية.
المعلومات التي كشفتها "الجديد" لم تعجب السعوديين بطبيعة الحال، وهو ما ظهر جليّا في هجوم شنّته صحيفة "الوطن" السعودية على القناة. وكتبت الصحيفة تحت عنوان "قناة الجديد اللبنانية تنفذ أجندة الحمدين والملالي" أن "تحركات وتغطيات قناة "الجديد" اللبنانية" التي وصفتها بـ"الموالية لحزب الله"، وزادت الهجوم بالحديث عن "مدى التحيز الإعلامي الذي تتبعه لتنفيذ أجندة النظامين الإيراني والقطري في المنطقة".
ونقلت الصحيفة عن من أسمتهم "مراقبين" قولهم إن "سقوط مهنية هذه القناة المدعومة إيرانيا، يأتي في سياق الهجوم على دول الخليج، في مقدمتها السعودية، في وقت لم تهدأ الخلايا الإلكترونية والقنوات المحسوبة على نظام الحمدين، عن تكثيف هجماتها ضد المملكة في الآونة الأخير".
وقالت الصحيفة إن "القناة الموالية للميليشيات، بثت تقارير مرئية خلال الأيام القليلة الماضية، انتقدت فيها السعودية، في تحرك أرجعه مراقبون إلى رغبة الميليشيات الإيرانية في ضرب القوى السياسية اللبنانية بحلفائها".
يقول المثل اللبناني: "بحصة بتسند خابية".. فهل تسقط "بحصة ليكس" "خوابي" بن سلمان في لبنان!