الانتقاد.نت - لطيفة الحسيني

عندما تتحدث الى السيدة رباب الصدر تستحضرك سريعاً صورة إمام الوطن والمقاومة وسيد النصر والانتصار الدائم هو المغيّب السيد موسى الصدر، الى حدّ تشعر أنك في حضرته، فبلكنتها اللبنانية الممزوجة باللهجة العراقية المطعّمة بنسل رسول الله، تستعيد معاناة ما يزيد عن ثلاثة عقود من الاختطاف والاسر والحيرة مرورا بنفق مجهول لا تعرف نهايته لا بل حتى وجهته الحقيقية.

وها هي الذكرى السنوية الحادية والثلاثون حلّت على عائلة الامام الصدر، وهي المناسبة التي لم تغب يوماً عن بالهم برغم تقاعس الاجهزة الرسمية اللبنانية عن أداء دور فاعل في قضية اختطاف الامام الصدر، لكنه ظلّ حاضراً بين اجيال لم تشهده ولم تسمع كلامه، فهو صاحب الكاريزما الجاذبة للجميع، التي أهلته للدخول إلى كل القلوب.

وبعد مرور كلّ هذه السنوات، تبدي السيدة رباب، وهي التي عرفت بقربها الشديد من شقيقها الامام المغيّب، أسفها إزاء عدم انصاف لبنان هذه القضية الانسانية والاستثانية، قائلة إنه عندما حصلت حادثة الاختطاف كان لبنان يمرّ بفترة صعبة جدا بسبب الحروب الداخلية وانقسامات الجيش اللبناني، ولكن هذا الوضع لم يتغيّر بعد ان تحسنت الامور وبدأ بناء الدولة.

السيدة رباب استعادت في حديث خاص الى "الانتقاد.نت" آخر لحظات قضتها مع سماحة الامام المغيّب، فتقول "كنت أنا من وضّب حقيبته الخاصة قبل سفره الى ليبيا، حيث غادر لبنان وكان صائماً كما هذه الايام، على اساس أن يغيب خمسة أيام كحدّ اقصى، لكن بعد مرور هذه المدة الوجيزة انقطعت الاخبار والاتصالات بسماحته، وفي المقابل عمدت السلطات الليبية الى انكار اي صلة لها بالحادثة وحتى إنها لم تتعاون للمساعدة في الوصول الى أي معلومة تحدد مصيره".

على صعيد آخر التطورات الميدانية في القضية، أوضحت السيدة الصدر أن "ما جرى تداوله في الاعلام مؤخرا عن أن معارضا ليبيا كشف عن الامام الصدر ما زال على قيد الحياة كان آخر معلومة تلقيناها، والقضية تشهد باستمرار معلومات جديدة، لكن السلطات الليبية ومعمر القذافي يمنعون أي محاولة للتأكد من صحة الخبر وقطع الشك باليقين، لا بل أكثر من ذلك هو يقوم ببناء حائط ليسدّ أي عملية لكشف مصير السيد الصدر ومعرفة الحقيقة".

وأشارت الصدر أن "الاجهزة اللبنانية تتابع القضية باستمرار وبطريقة جدية خصوصا على المستوى القضائي، لكن لأن هذا الموضوع كبير جداً فالتحركات تعتبر قياسا الى حجمه صغيرة وخجولة، مضيفة أننا لسنا جماعة ارهابية تسعى الى التهديد والتخويف وحتى الى عمليات غير أخلاقية، بل نحن متمسكون بالامل ومسلّمون أمرنا الى الله عز وجلّ، وعلى الرغم من المال والذكاء والشطارة في توزيع الادوار وإشاعة الاخبار هنا وهناك، لكن يبقى أن تظهر الحقيقة في النهاية، وسيأتي اليوم الذي سينفضح فيه الزعيم الليبي ومن تواطأ معه على اختطاف وإخفاء السيد موسى الصدر".

من جهة أخرى، لفتت شقيقة الامام المغيّب الى أن "المؤسسات التي أنشأها السيد الصدر قبل اختفائه ما زالت مستمرة في خدمة الناس والمحتاجين، وهي الى جانب هذا تقوم بتأمين فرص العمل وتنمية المجتمع وإقامة الندوات الثقافية والمؤتمرات ولقاءات اجتماعية وسياسية وحتى دورات وحوارات على مدار السنة، حيث لا تتوقف النشاطات المميزة التي تهدف الى نشر فكر السيد موسى الصدر