ارشيف من :آراء وتحليلات

الانتخابات النيابية: هل تلجأ السعودية الى تمويل حلفائها بمئات ملايين الدولارات؟

الانتخابات النيابية: هل تلجأ السعودية الى تمويل حلفائها بمئات ملايين الدولارات؟

من الواضح، بحسب المعطيات السياسية، أن السجال الدائر حول بعض بنود قانون الانتخابات أو غير ذلك من المواضيع الداخلية، لن يؤثر على موعد إجراء هذه الانتخابات في 6 أيار المقبل، في ظل شبه اجماع على ضرورة حصول هذا الاستحقاق في موعده المقرر، ولو ان هناك بعض القوى تسعى من تحت الطاولة لتأجيل الانتخابات مرة جديدة، بعد ان تيقنت ان "حصاد الحقل لن يتناسب مع حصاد البيدر"، اي انها لن تنجح في اعادة الفوز بالمقاعد نفسها التي تتمثل بها اليوم في مجلس النواب.
ومردّ هذه المحاولات الخفية تعود الى أن كل الاستطلاعات وكل المعطيات على الأرض تؤكد أن قوى 8 أذار بمختلف تلاوينها السياسية ستفوز بأكثرية مريحة في الانتخابات النيابية، وعلى هذا الأساس، تلاحظ مصادر سياسية متابعة ان "بعض أيتام 14 أذار يواصلون اطلاق المواقف التي تعبر عن إرباك هؤلاء وقلقهم نتيجة هذه الاستطلاعات والمعطيات"، حتى ان هؤلاء يذهبون نحو فبركة الادعاءات الواهية لتبرير ابتعاد الناس عنهم وعن شعاراتهم البالية التي "لا تسمن ولا تغني من جوع"، بل يراد منها العودة الى الرهانات الخاسرة والتي ثبت بالتجربة، انها تستهدف ربط لبنان بالحلف الاميركي السعودي ومن بين هؤلاء رئيس "حزب القوات" سمير جعجع وكل من فارس سعيد واشرف ريفي وآخرين.
وانطلاقا من ذلك، تشير المصادر الى ان "كل الدوائر التي انتهت في العام 2009 لصالح لوائح 14 آذار بقوة القانون الانتخابي السابق الذي ثبت انه غير عادل ولا يحقق صحة التمثيل، وبقوة حرمان نصف الشعب اللبناني من التمثيل في مجلس النواب بسبب النظام الاكثري في قانون الستين، وبقوة المال السعودي الذي تجاوز في الانتخابات السابقة ما يزيد عن المليار دولار، لم يعد ممكنا لاطراف الفريق المذكور او من تبقى منهم الحصول على تلك النسبة من عدد المقاعد التي حصلوا عليها في تلك الانتخابات".
وتلاحظ المصادر الى أن "كل اطراف فريق 14 آذار، بغض النظر عما اذا تمكنت السعودية من فرض تحالفات بين القوى السياسية التي كانت تضم هذا الفريق ستخسر نسبة كبيرة من المقاعد التي حصلت عليها، أي انها لن تتمكن في اكثرية الدوائر المعتمدة في قانون الانتخابات الجديد من تكرار التجربة والنتائج نفسها، بدءاً من دائرة الكورة _ زغرتا _ البترون وبشري، الى طرابلس والمنية _ الضنية، الى عكار ومرورا بزحلة الى البقاع الغربي وانتهاءاً بدائرتي بيروت الاولى والثانية، ولو انهم قد يحصلون على بعض المقاعد القلية في دوائر اخرى مثل كسروان _ جبيل او المتن _ بعبدا وربما خرق احد المقاعد في بعلبك الهرمل".
الا ان المصادر تحذر "من بداية تدخل سعودي في الانتخابات النيابية من خلال دعم حلفائها ماليا، لا يستبعد ان يصل الى مئات ملايين الدولارات على الرغم من الازمة الاقتصادية والمالية التي تمر بها السعودية بهدف التأثير على نتائج الانتخابات التي لن تكون لمصلحة حلفائها، خصوصا ان ولي عهد السعودية محمد بن سلمان لا زال يسعى لاستعادة ورقة حلفائه في لبنان لاستخدامها في مواجهة قوى المقاومة، ليس فقط لبنانيا بل على الصعيد الاقليمي، بعد ان خسر كل اوراقة في المنطقة، ولذلك يجري الحديث عن سعي سعودي للضغط على رئيس المستقبل سعد الحريري لكي يعيد تحالفة مع الاطراف السابقين في 14 آذار في الانتخابات وبعدها". وتشير المصادر الى "ما لفت اليه وزير الخارجية جبران باسيل قبل ايام بتحذيرة من "وجود بعض التحركات الخارجية التي بدأت تتدخل في الانتخابات النيابية"، ما يؤشر الى ان الرياض تتحرك بشكل كبير لدعم حلفائها ماليا وسياسيا وحتى الضغط على الحريري لتشكيل لوائح مشتركة مع "القوات اللبنانية" وآخرين بهدف التخفيف من خسائرها في لبنان وما الزيارة المرتقبة لموفد سعودي قريبا الى بيروت سوى اول الغيث وكل ذلك بالتوازي مع حديث عن قيام اطراف من حلفاء السعودية بزيارتها في المرحلة القريبة لهذه الغاية".

2018-01-19