ارشيف من :صحافة عربية وعالمية

الصفحة الأجنبية: العلاقات الأميركية التركية تقترب من مرحلة الانكسار

الصفحة الأجنبية: العلاقات الأميركية التركية تقترب من مرحلة الانكسار

تحدثت مواقع غربية حول "مخاوف" قادة عسكريين أميركيين من العدوان العسكري التركي على سوريا، والخطط التركية لدخول منطقة منبج. وحذر صحفيون اميركيون من ان العلاقات الاميركية التركية اقتربت من مرحلة الانكسار بسبب العمل العسكري التركي ضد أكراد سوريا ونية أنقرة توسيع هذا العمل إلى منبج.

وشدد الصحفيون على ضرورة إبقاء القوات الاميركية في سوريا، فيما أكد أعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي رفضهم بقاء القوات الاميركية في سوريا وتوسيع مهامها لتشمل مواجهة الجيش السوري وحلفائه.

وتحدث السفير الاميركي الاسبق لدى الامم المتحدة جون بولتون عن بحث موضوع "دعم المعارضة الايرانية" خلال لقاءات نائب الرئيس الاميركي مع المسؤولين الصهاينة.

المخاوف الاميركية من السياسات التركية في سوريا

وفي التفاصيل، نشر موقع "Defense One" تقريراً اشار فيه إلى ان الهجوم العسكري التركي ضد المقاتلين الاكراد في منطقة عفرين بات يشكل مصدر قلق أساس لدى القادة العسكريين الاميركيين في المنطقة.

ونقل التقرير عن قائد القيادة الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال "Joseph Votel" قوله ان "هدفنا هو منع حصول" عمل عسكري تركي في منطقة منبج، مشيرا إلى ضرورة معالجة ما اسماه "المخاوف المشروعة" لدى تركيا.

ولفت التقرير إلى ان القادة العسكريين الاميركيين حذروا من تأثير معركة عفرين على عمليات "التحالف الدولي"، مضيفا ان "Votel" قال إن "التدخل العسكري التركي قد يضع مستقبل سوريا في خطر وقد يعطل الخطط الاميركية لاستقرار الوضع وتعافي المناطق التي تأثرت بالمعارك.

وأشار التقرير إلى ان "Votel" زار ميناء الفجيرة الاماراتي حيث تجري مناورات تشارك فيها عدد من السفن الحربية الاميركية، تحاكي سيناريو قيام ايران باغلاق مضيق هرمز. واضاف التقرير انه تم اختيار هذا المكان تحديداً لاجراء التمارين من اجل توجيه رسالة إلى ايران.

العلاقات الاميركية التركية على حافة الانكسار

وفي سياق متصل، كتب "David Ignatius" مقالة نشرت في صحيفة "واشنطن بوست" تطرق فيها إلى العدوان التركي على منطقة عفرين شمال سوريا.

وقال الكاتب ان تركيا تزعم بانها تحمي نفسها من "حزب العمال الكردستاني" التي تصنفه "مجموعة ارهابية"، مشيرا إلى أن قوى من الأكراد السوريين يتحالفون مع الولايات المتحدة في المعركة ضد "داعش".

الكاتب أضاف ان الأنظار بدأت تتحول إلى منطقة منبج حيث يتواجد السوريون الأكراد و"مستشاروهم العسكريون الاميركيون". ولفت إلى ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان كان قد هدد الاسبوع الماضي بمهاجمة منبج، ونقل عن مسؤول كبير في إدارة ترامب قوله ان "التهديدات الموجهة لقواتنا أمر لا يمكننا أن نقبل به". وتابع الكاتب ان العلاقات الاميركية التركية وصلت إلى مرحلة "سياسة حافة الهاوية العسكرية".

ونقل الكاتب عن "Votel" ان بقاء القوات الاميركية (البالغ عددها حوالي 1,500 جندي) في سوريا، مشروط . وأشار إلى ان القوات الاميركية ستركز على "استقرار الوضع" بدلاً من "بناء الدولة"، موضحا ان تعزيز الوضع الأمني سيكون لإعادة الناس إلى منازلهم ودعم قرارات مجلس الامن التي تدعو إلى دولة سورية مستقلة وموحدة، على حد تعبير الكاتب.

وقال الكاتب ان اميركا يجب ان لا تنسى "أصدقاءها"، في اشارة إلى ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية"، مضيفا ان على واشنطن "دعم السنة العرب في سوريا" خشية عودة "داعش".

ونقل الكاتب عن "Votel" قوله إن المستشارين الاميركيين والقوات الجوية الاميركية سيعملون مع "قوات سوريا الديمقراطية" من اجل "إبادة" مقاتلي "داعش" العالقين في جنوب وادي الفرات، موضحا ان القادة العسكريين الاميركيين متخوفون من ان "قوات سوريا الديمقراطية" ستنشغل في مواجهة الاتراك وبالتالي فإنها لن تشارك في العملية ضد "داعش".

وشدد "Votel" على أن الولايات المتحدة تعترف بان لدى تركيا "مخاوف مشروعة".

واضاف الكاتب ان ادارة ترامب تدرك ان العلاقات مع تركيا اقتربت من مرحلة "الانكسار"، مشيرا إلى ان الهدف الاميركي يجب ان يكون لعب دور الوساطة بين تركيا والاكراد، ليس فقط في سوريا بل في تركيا أيضًا.

وفي الختام شدد الكاتب على أن الوقت ليس مناسباً الآن لسحب القوات الاميركية من شمال شرق سوريا، مدعياً بان ذلك سيترك فراغاً كبيرًا.

اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي يرفضون بقاء القوات الاميركية في سوريا

بدوره، كتب "Cory Booker" (العضو في مجلس الشيوخ الاميركي عن الحزب الديمقراطي والعضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ)، و"Oona Hathaway" (الاستاذة في مادة القانون في جامعة "Yale" الشهيرة)، مقالة نشرت في صحيفة "نيويورك تايمز"، اشارا فيها إلى إعلان وزير الخارجية الاميركي "Rex Tillerson" ان القوات الاميركية ستبقى في سوريا بعد انتهاء المعركة ضد داعش.

وقال الكاتبان: "في حال نفذت الادارة الاميركية هذا الكلام، ستكون قد ادخلت الشعب الاميركي في نزاع غير واضح المعالم قد يؤدي الى "مواجهة مباشرة" بين القوات الاميركية من جهة والجيش السوري وحلفائه الايرانيين والروس من جهة اخرى. واشارا إلى ان الادارة الاميركية بهذه الحالة ستنتهك كافة القوانين.

الكاتبان حذرا من ان أي مساعي تدعمها اميركا لمنع نظام الرئيس السوري بشار الأسد من استعادة كامل الأراضي السورية انما ستورط الولايات المتحدة في "نزاع مطول ودموي يزداد تعقيداً".

وشدد الكاتبان على مدى خطورة بقاء القوات الاميركية في سوريا إلى اجل غير مسمى. وتابعا ان الرئيس الاميركي لا يملك سلطة اتخاذ قرار أحادي لاستخدام القوات الاميركية للتصدي للرئيس الاسد "عبر القوة". واضافا ان "على ترامب ان يقدم الحجة المقنعة إلى الكونغرس والشعب الاميركي والمجتمع الدولي، معتبرا ان "توريط القوات الاميركية بناء على قرار احادية لا يعكس سياسة سيئة فحسب بل يشكل مخالفة قانونية استناداً الى الدستور الاميركي والقانون الدولي".

وأشار الكاتبان إلى أن الدستور الأميركي يعطي "الكونغرس" لا الرئيس تفويضًا لإعلان الحرب، ولفتا الى أن أعضاء آخرين في مجلس الشيوخ الأميركي من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي يعملون منذ أعوام على إثارة موضوع غياب التفويض القانوني للعمليات العسكرية بالشرق الأوسط.

الكاتبان لفتا إلى أن "الخطة المعلنة من "Tillerson" تتناقض بشكل مباشر مع القانون الدولي"، واعتبرا أن العمليات العسكرية ضد "داعش" و"القاعدة" في سوريا كانت من أجل الدفاع عن الولايات المتحدة وحلفائها خاصة العراق"، وفق مزاعم الكاتبين.

وقال الكاتبان إن السفيرة الاميركية السابقة لدى الامم المتحدة  "Samantha Power" قد استندت إلى ذلك عندما أوضحت أمام الأمم المتحدة أسباب التدخل العسكري الاميركي في سوريا"، واضافا ان "Tillerson" استخدم الحجة نفسها في رسالة وجهها الى "الكونغرس" الخريف الماضي.

كما شدد الكاتبان على أن هذه الحجة لا يمكن استخدامها لتبرير بقاء أميركا في سوريا إلى أجل غير مسمى، مؤكدين انه لا يمكن القول ان المهمة هي "الدفاع عن النفس" بينما يتقلص تهديد "داعش" وتتحول المعركة في سوريا إلى معركة من اجل استعادة النظام السوري كافة الاراضي السورية.

الكاتبان قالا إن "قيام القوات الاميركية بالسيطرة على أراض سورية بعد هزيمة "داعش" هو انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة، محذرين من أن تبني هذا المسار سيقوض "قيادة أميركية للعالم" بحيث لن يعد بإمكانها ترميم الضرر.

وأكد الكاتبان ضرورة ان يبَلغ "الكونغرس" الرئيس الاميركي بأنه لا يملك صلاحية إدخال القوات الاميركية في "حرب غير قانونية في سوريا".

جون بولتون: بحثنا دعم "المعارضة الإيرانية" خلال لقاء نائب الرئيس الاميركي مع نتنياهو

من جهة أخرى، أشار السفير الأميركي الأسبق لدى الأمم المتحدة، جون بولتون، في مقالة نشرها موقع "The Hill"، تطرق فيها إلى جولة نائب الرئيس الاميركي "Mike Pence" الشرق أوسطية، والتي شملت كلًّا من مصر والأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال بولتون ان "جولة "Pence" تؤكد ان "ادارة ترامب غيّرت سياستها حيال الشرق الأوسط في أول عام لها".

وفي الشأن المصري، أكد ان واشنطن "لا يمكنها أن تتجاهل كيف أتاح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لروسيا بأن تتواجد عسكريا في مصر"، مشيرا إلى الزيارات المتبادلة بين السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وتابع بولتون إن موسكو تقوم ببناء قاعدة جوية في اللاذقية بسوريا، لافتا الى قرار مجلس "الدوما" الروسي بتوسيع قاعدة طرطوس. وقال إن هذه الخطوات تعكس "عزم موسكو على رسم صورة جديدة للشرق الاوسط وفق إرادتها". واضاف ان "واشنطن وحلفاءها لا يحتاجون المزيد من المغامرات الروسية في المنطقة، خاصة مع وجود محور موسكو- طهران-دمشق-حزب الله"، وفق تعبير بولتون.

وأكد بولتون أن "على البيت الابيض أن يراقب تصرف الاصدقاء كأصدقاء وان يرفض "تملق بوتين"". كما اضاف أن القيام بذلك سيشكل اعترافاً "بحقيقية جيوسياسية" تتمثل باصطفاف روسيا مع ايران، وتابع ان مصالح ايران تتناقض بشكل مباشر مع مصالح مصر و"العالم السني العربي".

وبالنسبة للأردن، اشار بولتون إلى طرح موضوع نقل السفارة الاميركية الى القدس خلال الزيارة التي قام بها "Pence"، و قال ان "على الملك الاردني عبدالله الثاني ان يُهيء نفسه للعب دور اكبر في الضفة الغربية".

وتابع بولتون "عندما يتضح بأن اقتراح حل الدولتين قد مات أخيراً، يجب حينها الطلب من الأردن ان تمارس سلطتها على مناطق في الضفة الغربية"، كما تحدث عن ممارسة مصر لسيادتها في غزة، قال انه يجب العمل على هذا المسار بدلاً من العمل على ما اسماه "وهم فلسطين" (أي "وهم اقامة دولة فلسطينية).

وحول زيارة "Pence" للقاعدة الاميركية المتمركزة في الأردن قرب الحدود السورية، قال بولتون ان هذه الزيارة تؤكد استمرار النزاع السوري في فترة ما بعد القضاء على ما يسمى بـ "دولة الخلافة" لـ"داعش"، وقال إنها تؤكد على ما اسماه "التهديد المتنامي الذي يشكله الجنود الايرانيون والميليشيات الشيعية المتحالفة مع قوات الأسد و ارهابيي حزب الله"، حسب تعبيره.

وفيما يتعلق بزيارة "Pence" الاراضي المحتلة ولقاءاته مع المسؤولين الاسرائيليين، قال بوتلون إن "القضية الوجودية" تبقى ما وصفه بـ"التهديد المتمثل بامتلاك ايران أسلحة نووية"، واضاف انه اتيحت الفرصة لنائب الرئيس الاميركي ورئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو للتشاور حول "الحاجة الملحة لتشجيع ودعم المعارضة الايرانية".

وتابع الكاتب أن على الولايات المتحدة وكيان الاحتلال أن لا يسمحوا للأوروبيين بمنع إدارة ترامب من الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران، مشيرا إلى ضرورة الاستعداد دبلوماسيا للإعلان عن هذا الانسحاب.

وقال بولتون ان "Pence" أثبت خلال جولته أنه يتقن "اجتياز تعقيدات سياسات الشرق الأوسط"، مضيفا أنه لن يكون بالامر المفاجئ اذا ما لعب "Pence" دورًا اكبر على الساحة الدولية بالترويج لسياسات إدارة ترامب الخارجية.

2018-01-25