علي رزق

وجهت شخصيات ريادية من معسكر المحافظين الجدد في الولايات المتحدة إنتقادات شديدة اللهجة الى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اتهموه فيها بأنه تسبّب بتدهور سمعة ومصداقية أميركا.

كما أشاروا الى أن عام 2018 سيكون أصعب بكثير لترامب مقارنة مع عام 2017، حيث سيكون أمام قرارات مفصلية مثل كيفية التعاطي مع كوريا الشمالية.

من جهة أخرى، دعا مشرعون أميركيون الى بذل المساعي لخلق انقسامات داخل المجتمع الايراني، وتحدثوا عن دعم المعادين للنظام داخل ايران.

*هجوم لاذع من المحافظين الجدد على ترامب

وفي التفاصيل، كتب "Elliot Cohen" مقالة نشرت بمجلة "Foreign Affairs" أكد فيها أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان محظوظا خلال عامه الاول بالبيت الابيض. ولفت الى أن سلوك ترامب قد أدى الى تراجع سمعة ومصداقية أميركا، مشيرا الى أن "الاثمان الحقيقية لرئاسة ترامب ستتضح حينها".

الكاتب الذي يعتبر من أهم الشخصيات من معسكر المحافظين الجدد أشار الى أن قوة أي من خصوم أميرك لم تتراجع، بل بعض هؤلاء الخصوم أصبحوا اقوى.

وتابع الكاتب أن كوريا الشمالية استمرت بتطوير الاسلحة النووية والصواريخ العابرة للقارات خلال العام الاول من رئاسة ترامب، مضيفا إن الولايات المتحدة ستكون أمام خيار خلال عام 2018 إما الحرب مع كوريا الشمالية أو التراجع عن الخطوط الحمراء التي رسمتها"، وأضاف إن "المواجهة مع الارهابيين ستستمر الى بعد رئاسة ترامب، معتبراً أن إدارة ترامب لم ترسم استراتيجية واضحة للنجاح في هذه المواجهة".

أما في سوريا، فقال "Elliot Cohen" إن "حكومة الرئيس بشار الاسد انتصرت في الحرب بفضل مساعدة إيران وحزب الله وروسيا"، لافتا الى أن "إسرائيل" أصبحت تواجه حزب الله الذي بات أكثر جرأة، بحسب تعبيره، مضيفا إن "إسرائيل" أيضا تواجه سيناريو محتمل يتمثل بـ"وجود عسكري ايراني دائم في سوريا".

وقال الكاتب إن ادارة ترامب لم تحلّ "أيا من المشاكل التي ورثتها" ولا يبدو أن لدى هذه الادارة أيّة حلول في جعبتها، مشيرا في هذا السياق الى أن إدارة ترامب قامت بزيادة عديد القوات الاميركية في أفغانستان دون تحديد هدف واضح، وأضاف إن هناك أسبابا تدعو للاعتقاد أن العام الثاني لترامب سيكون أصعب بكثير من عامه الاول، معتبرا أن الولايات المتحدة باتت في موقع أصعب اليوم لمعالجة التحديات بعد مرور عام على رئاسة ترامب.

وأوضح الكاتب أن النزاع مع كوريا الشمالية يتجه نحو الذروة، ومن المحتمل أن يقوم زعيم كوريا الشمالية "Kim Jong Un" بتجربة صاروخ بالتسي يحمل سلاح نووي خلال عام 2018، وقد ترد الولايات المتحدة بإسقاط الصاروخ، ومثل هذا السيناريو قد يؤدي الى حرب مدمرة.

ولفت الى أن النزاع مع روسيا أصبح أكثر احتمالا، والولايات المتحدة ستشهد توترات داخلية كذلك في عام 2018.

كذلك تحدث عن التحقيقات التي يجريها مدير "الـ -FBI" السابق "Robert  Mueller" حول ما يزعمه المسؤولون الأميركيون عن تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الاميركية الاخيرة.

واتهم "Elliot Cohen" ترامب "بإضعاف معنويات" الحكومة الاميركية، وقال إن الرئيس الاميركي "خيّب ظنّ الجميع في الداخل والخارج"، ولا توجد أية مؤشرات تفيد بأن ترامب اكتسب المعرفة المطلوبة للتعاطي مع التحديات.

*مشرّعون أميركيون يدعون الى إحداث توترات في ايران

من جهة أخرى، كتب عضو مجلس النواب الأميركي عن الحزب الجمهوري "Dana Rohrabacher" مقالة نشرت على موقع "National Interest" حملت عنوان "عقيدة ريغن لايران"، والتي قال فيها إن "عشرات آلاف الايرانيين نزلوا الى الشوارع للتظاهر ضد النظام"، وفق تعبيره.

وتحدث الكاتب عن "الحاجة الى عقيدة "ريغنية" مع ايران"، مشيرا في هذا السياق الى دعم الاقليات في إيران من اكراد وآذريين وبلوشيين وعرب و من أسماهم "فرس معادين للنظام".

وأشار الكاتب الى تطبيق نموذج شمال سوريا في ايران "من حيث التقسيم و انشاء مجالس محلية"، موجها دعوة الى حلفاء أميركا الاوروبيين الذين يؤيدون استمرار الاتفاق النووي مع إيران، لـ"دعم الشعب الايراني" وإقناع النظام "بعدم استخدام المزيد من العنف ضدّ مواطنيه"، بحسب ادّعائه.