ارشيف من :أخبار العدو

’هآرتس’: من حقّنا أن نعرف هل سنخرج الى حرب مع لبنان؟

’هآرتس’: من حقّنا أن نعرف هل سنخرج الى حرب مع لبنان؟

افتتاحية صحيفة "هآرتس"

هل تعتزم حكومة "الكيان" الخروج إلى حرب في لبنان؟ من الصعب استنتاج شيء آخر في ضوء جملة التصريحات والتحذيرات والتهديدات التي يمتلئ بها الخطاب العام في الأيام الأخيرة. الناطق باسم الجيش بدأ بنشر مقال بالعربية في وسائل إعلامية عربية يتحدّث فيه عن نية إيران إقامة مصنع صواريخ دقيقة في لبنان، مُستحضرًا تحذير وزير الأمن (الحرب) أفيغدور ليبرمان من أن الكيان لن يدع طهران تبنّي مثل هذا المصنع، وما قاله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول أن "إسرائيل" لن تسمح لإيران بالتمركز عسكريًا في سوريا ولبنان.

إن تهيئة الرأي العام خطوة أولية ضرورية لعملية عسكرية.. يمكن بالطبع أن نفترض بأن التهديدات تأتي لـ"ردع" إيران ولبنان، وتشجيع الأسرة الدولية على التدخل أو لحمل الحكومة اللبنانية على وقف المخطط الإيراني. ولكن ماذا إذا تبدد هذا الافتراض، ولم ترتدع إيران؟ هل سيكون الكيان مجبرًا في حينه بالخروج الى حرب؟

إن الحكومة ملزمة أمام مواطنيها بتفسير دقيق وموضوعي ومقنع لماذا يغيّر مصنع صواريخ في لبنان الميزان الاستراتيجي بشكل يستوجب خروجًا للحرب. عليها أن تعرض على الجمهور تقديرات الوضع بالنسبة لعدد القتلى المتوقع، الضرر للبنى التحتية المدنية والكلفة الاقتصادية المقدرة، مقابل خطر إقامة مصنع الصواريخ. للجمهور حقّ بل واجب ان يسأل إذا ما سيخرج الكيان الى حرب في غزة أيضًا، لتدمير مخزون الصواريخ الذي يهدّده، وهل إيران أيضًا ستصبح هدفًا للهجوم بسبب الصواريخ
الباليستية.

2018-01-31