لا يختلف إثنان على أنّ العقيدة الصهيونية في جوهرها قائمة على سياسة الاستعمار الاستيطاني، المبني على احتلال الأراضي. وهذا ما تبيّنه الأطماع الصهيونية المتواصلة في ثروات لبنان وأرضه ومياهه، والتي تندرج في إطار السياسة العدوانية التي ينتهجها العدو الغاشم.

سياسة الأطماع الصهيونية المذكورة ليست جديدة، بل تعود الى اللحظة الأولى التي اقترح فيها "تيودور هرتزل" تأسيس "وطن قومي" لليهود. وليس ما صرّح به وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان حول "بلوك الغاز" رقم " 9" في مياه البحر الأبيض، إلا استكمالًا لهذا النهج الإستعماري. فالإدعاء بملكيته يشكل تعديا واضحا وصارخا على سيادة لبنان وحدوده البحرية.

عن هذا التهديد الصهيوني، والمزاعم "الفارغة" يتحدّث الخبير في شؤون الطاقة وسياسساتها المحامي علي برو، مشدداً على أحقية لبنان لإطلاق عملية التلزيم والتنقيب واستخراج النفط والغاز، لأن البلوك التاسع يقع بأكمله في المنطقة الاقتصادية والمياه اللبنانية الاقليمية الخالصة.

وفي حديثه لموقع "العهد" الاخباري، أشار برو الى أن لبنان ملتزم بالقانون الدولي، ولا سيما أحكام اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار في ما خص ترسيم حدوده البحرية، مضيفاً "إنه لا يوجد بالقانون الدولي أي مسوغ قانوني ليزعم كيان العدو ملكيته للبلوك رقم "9"".

ولفت برو الى الكتاب المرسل الى الأمم المتحدة والذي يتضمن إعلان لبنان الذي لا لبس فيه أن البلوك اللبناني رقم "9" يقع ضمن المياه الاقليمية اللبنانية، ويؤكد أحقية الجمهورية اللبنانية فيه، مشيراً الى أن تسمية البلوك هي تسمية لبنانية أيضاً.