ارشيف من :أخبار لبنانية
شبك الأيدي في الحدث .. المعادلة الداخلية القائمة على الوحدة
سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على مشهد شبك الأيدي بين «التيار» والثنائي الشيعي في الحدث أمس، مشيرةً الى انها تدّل على نيّات مشتركة بتبريد القلوب وتنفيس الاحتقان، وانّ المعادلة الداخلية القائمة على الوحدة والتلاقي والعيش المشترك، هي التي ينبغي ان تتقدّم على كل ما عداها.
"تحصين" التهدئة السياسية فوق موجات متوترة
بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت أنه "مع ان موقفاً جديداً ملتبساً أو أثير حوله التباس لوزير الخارجية جبران باسيل "مشروع خضة" جديدة كاد ان يفسد طلائع التهدئة السياسية التي بدأت بالاتصال الهاتفي الذي اجراه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون برئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقاء الرئيس عون ورئيس الوزراء سعد الحريري في قصر بعبدا أول من أمس، فان مسار التهدئة بدا صامداً ما يكفي على الاقل لانتظار نتائج اللقاء الرئاسي الثلاثي الثلثاء المقبل. واذا كان الوزير باسيل ظل متصدراً واجهة التطورات والتداعيات المتبقية من أزمة الرئاستين إن بعدم مشاركته المفاجئة في مؤتمر الطاقة الاغترابية في أبيدجان ومخاطبته جلسته الافتتاحية عبر الشاشة، أو بمواقف جديدة له في حديث صحافي أثارت لغطاً واسعاً، فان الانظار ستتجه في الايام القريبة الى اجتماع الرؤساء عون وبري والحريري الذي من شأنه ان يرسم الاطر العريضة للمرحلة الانتقالية التي تحكم عمل المؤسسات في الاشهر الفاصلة عن موعد الانتخابات النيابية في 6 أيار المقبل".
واضافت "يبدو واضحاً ان التهدئة التي كرّسها اتصال رئيس الجمهورية برئيس مجلس النواب وسحبت فتيل الشارع وتمدد مواجهاته بين "التيار الوطني الحر" وحركة "أمل"، لم تصل بعد إلى مرحلة التحصين، ما دامت المشكلات السياسية والخلافات على ملفات أساسية ترتبط بالصلاحيات وتحاكي الانتخابات لم تحسم بعد، على رغم أن المقربين من الطرفين يتحدثون عن تسوية جديدة تلاقي التسوية السياسية العامة التي أنجزت الانتخابات الرئاسية قبل أكثر من سنة ومعها تشكيل الحكومة. وفي انتظار لقاء الثلاثاء الذي حتمته ظروف لها علاقة بالتصعيد الإسرائيلي ضد لبنان من جهة، والمخاوف من تفلت الشارع وعصبياته الطائفية والمذهبية من جهة أخرى، تتكثف الاتصالات لمعالجة آثار ما تركته الحوادث خلال الأيام الاخيرة، إثر تسريب "فيديو باسيل" ونزول مناصري حركة "أمل" الى الشارع، والفوضى التي أرعبت اللبنانيين في أكثر من منطقة".
«زلّة» باسيليّة جديدة: حزب الله يُدفِّع لبنان الثمن!
بدورها، قالت صحيفة "الاخبار" إنه "لا داعي لقراءة مقابلة وزير الخارجية جبران باسيل، مع مجلة «ماغازين» الصادرة باللغة الفرنسية. يكفي الاعتماد على البيان الذي أصدره باسيل أمس، تعقيباً على الضجة التي أثارتها المقابلة المنشورة أمس. في البيان، أوضح رئيس التيار الوطني الحر أنه قال: «إنه يأسف لوجود بعض الاختلافات (بين التيار وحزب الله) في المواضيع الداخلية، وثمة قرارات يتخذها الحزب في الموضوع الداخلي لا تخدم الدولة، وهذا ما يجعل لبنان يدفع الثمن، وإن بنداً أساسياً هو بناء الدولة في وثيقة التفاهم لا يطبَّق بحجة قضايا السياسة الخارجية». وختم باسيل بيانه بتأكيد أنه «مهما حاول اليائسون تخريب العلاقة الاستراتيجية مع حزب الله، (فإنهم) لن ينجحوا»".
واضافت "لفهم المشهد أكثر، لا بد من إعادة رسم مسار أداء باسيل في الشهرين الأخيرين. في مقابلته مع قناة الميادين (يوم 26 كانون الأول 2017)، قال باسيل إن عداءنا لإسرائيل ليس إيديولوجياً. تزامن ذلك مع اندلاع أزمة مرسوم أقدمية ضباط دورة عام 1994. بعد ذلك، كان له موقف في مجلس الوزراء يسخر فيه من أي دعوة لمقاطعة المطبّعين مع العدو. ويوم الأحد الفائت، في الفيديو المسرَّب من إحدى بلدات البترون، وصف باسيل رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ«البلطجي»، متوعداً بـ«تكسير رأسه». وبعد ذلك، رفض الاعتذار من بري، وقرر الاستفادة من ردّ فعل جزء من جمهور حركة أمل، لرفع أسهمه شعبياً".
«دكاكين» الجامعة اللبنانية: «سَلِّم» على التخطيط!
من جهة ثانية، سألت صحيفة "الاخبار" أنه "إذا كان التفريع السابق في كليات الجامعة اللبنانية خطأ، فالتوسع فيه خطيئة. هذا ما يقوله أهل الجامعة الذين يعتقدون أن الدولة لا تعيش هم مؤسستهم وليست لديها رؤية مدروسة ومنظمة ومنهجية لوظيفتها، وأي ادعاء بأنّ الجامعة تسهم لوحدها في الانماء التربوي هو، برأيهم، ادعاء غير علمي".
واضافت "الجامعة اللبنانية نموذج فريد للجامعات. هي الجامعة الوطنية التي تطل على المجتمع بمبانيها المتفرقة، المنتشرة وحتى المتصدّعة، وقاعاتها المكتظة، وملاعبها الضيقة وأحياناً غير الموجودة، ومختبراتها غير المجهزة، وبفروعها المتقابلة بما هي امتداد للمعازل الطائفية والمذهبية. هي، بخصائصها اللبنانية، جامعة الفروع واللاوحدة".
وتابعت "وسط هذا الواقع المأزوم، يأتي القرار الأخير لمجلس الوزراء بفتح فروع جديدة في عكار وبعلبك - الهرمل وكسروان - جبيل مجتزأً ومعزولاً عن أي تصور لوضع قضية الجامعة ومشاكلها الكثيرة على بساط البحث. ولا يبدو أنه يندرج ايضاً ضمن خطة نهوض بالجامعة الرسمية الوحيدة، وإلاّ لِم لَم تبصر هذه الخطة النور بعد؟ هل هي سر من أسرار الدولة؟ إذا كان التفريع مسألة مفهومة في الحرب لتعذر الانتقال من منطقة إلى أخرى، فما هي رؤية السلطة السياسية للجامعة ودورها ووظيفتها في السلم؟".
إسرائيل تُهدِّد.. وواشنطن تفرض عقــوبات على «حزب الله»
الى ذلك، رأت صحيفة "الجمهورية" أنه "عاد الداخل الى رشده، وطوى الغيمة الداكنة التي ظللته اخيراً، ودخل «التيار الوطني الحر» وحركة «أمل» في وقف إطلاق نار سياسي، على طريق إنهاء ذيول ما حصل على الارض واللغة الصدامية التي تبادلاها على المنابر. ودلّ مشهد شبك الأيدي بين «التيار» والثنائي الشيعي في الحدث أمس، على نيّات مشتركة بتبريد القلوب وتنفيس الاحتقان. واكد انّ المعادلة الداخلية القائمة على الوحدة والتلاقي والعيش المشترك، هي التي ينبغي ان تتقدّم على كل ما عداها، وأن يُنأى بها عن أي مؤثرات سلبية. في الموازاة، واصلت اسرائيل بثّ سمومها في اتجاه لبنان، عبر استمرار محاولات قرصنة نفطه، بالتوازي مع تركيز صحافتها تجاه «حزب الله» والتحذير من الخطر الذي يشكّله امتلاكه لصواريخ دقيقة. ويأتي ذلك على نحو متناغم مع مواصلة الضغط الاميركي على الحزب الذي ترجم بالأمس في إصدار وزارة الخزانة الاميركية سلة جديدة من العقوبات على أفراده".
واضافت "في وقت لم تنطفىء بعد نار الشريط المسرّب للكلام الهجومي لوزير الخارجية جبران باسيل على رئيس مجلس النواب نبيه بري، سقط على المشهد الداخلي تسجيل من نوع آخر، ظهر في مقطع من مقابلة لباسيل مع مجلة «ماغازين» الفرنسية تناول فيها «حزب الله» بالانتقاد والاتهامات، حيث ورد في هذا المقطع «انّ باسيل اعتبر انّ الانتكاسات التي وقعت مع بري «تركت بصماتها بوضوح على العلاقة مع «حزب الله»، ولكن من دون التشكيك في التحالف الاستراتيجي الذي صمد أمام العديد من المصاعب»".