ارشيف من :أخبار لبنانية
قطار الترشيحات الانتخابية يقلع اليوم.. وترقب للقاء عون - بري غدًا
من المقرر ان تبدأ اليوم الترشيحات الرسمية للانتخابات النيابية المقبلة في أيار المقبل، حيث تفتح وزارة الداخلية أبوابها عند الثامنة صباحًا لاستقبال أسماء المرشحين.
عل صعيد آخر، ينتظر اللبنانيون اللقاء المرتقب غدًا بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، في سعي لإزالة الأجواء السلبية التي خيمت في الأيام القليلة الماضية بعد تصريحات الوزير جبران باسيل وما تبعها من ردود فعل.
"الأخبار": لقاء الثلاثاء... ثنائي أم ثلاثي؟
تشخص أنظار القوى السياسيّة نحو اللقاء المرتقب غداً بين الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي، بعد أجواء من التوتّر العالي خلفتها تسريبات وزير الخارجية جبران باسيل وكلامه بحقّ رئيس المجلس النيابي. التهدئة وقعت منذ أن تلقّى برّي اتصال عون الأسبوع الماضي، وفيه جرى الاتفاق على اللقاء، إلّا أن هذه التهدئة لا يبدو أنها تشمل باسيل، الذي لا تزال حركة أمل حانقة عليه على خلفيّة الكلام المسيء بحقّ رئيسها، فيما «لم يرضَ» برّي بعد على الرئيس سعد الحريري.
فالكلام كثيرٌ حول رفض برّي حضور الحريري قمّة الرئيسين المرتقبة، وفي الوقت نفسه، يكثر الحديث عن أن عون سيسعى جاهداً لترتيب انضمام الحريري إلى اللقاء، بعد ترطيب الأجواء مع بري. إلّا أن رئيس المجلس، حين سألته «الأخبار» أمس عن إمكانية حضور رئيس الحكومة غداً، قال: «لا يوجد أي مؤشّر حتى الآن على احتمال حضور الحريري». ورأى برّي أمام زوّاره أن اللقاء مع عون «ستظهر على أساسه بوادر المرحلة المقبلة»، لكنّه أكّد استنتاجاته من الأحداث الأخيرة، معتبراً أن «ما حصل يشير إلى أن هناك من يحاول تخريب الوضع الأمني، وعلينا تفتيح عيوننا عشرة على عشرة»، مؤكّداً أن «الانتخابات حاصلة في موعدها»، علماً بأن أبواب الترشح إلى الانتخابات ستُفتح اليوم.
اهتمام رئيس المجلس ينصبّ على الاجتماع «الثلاثي» غير المباشر اليوم في الناقورة، بين ضبّاط العدوّ وضبّاط القوات الدوليّة والجيش اللبناني، الذي سيعيد فيه ممثّل لبنان الموقف الرسمي اللبناني بتأكيد التمسّك بالنقطة 23 البحرية، والحفاظ على حقّ لبنان في الدفاع عن ثروته النفطية ورفض تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان وادعاءاته بـ«ملكيّة» كيان العدوّ للبلوك 9 الجنوبي. كذلك من المنتظر أن يجتمع مجلس الدفاع الأعلى الأربعاء لمناقشة التهديدات الإسرائيلية.
بدوره، علّق وزير الشباب والرياضة محمد فنيش على المزاعم الإسرائيلية، معتبراً أن «حقنا في ثرواتنا ليس قابلاً للمساومة، وبالتالي وقّعنا الاتفاق مع الشركات النفطية للتنقيب في البلوك الرقم 9، وأي كلام أو تهويل إسرائيلي بهذا الخصوص، ينتمي إلى مرحلة ماضية وسابقة، ولا سيما أننا كلبنانيين أجمعنا على التصدي لهذه الغطرسة الإسرائيلية وهذا التهديد الإسرائيلي، والمقاومة جزء أساسي من هذا التصدي في موقفها السياسي وجاهزيتها دفاعاً عن حق لبنان في أي شيء له صلة بسيادتنا وحقوقنا». وبشأن الانتخابات، رأى فنيش أن «كل كلام يقال عن أن القانون الحالي للانتخابات يعطي حزب الله فرصة الإمساك بالمجلس النيابي، هو كلام تحريضي، لأن من يقرأ القانون جيداً وكيفية إدارة التحالفات وتطبيقاته وإدارة البلد، يعرف أنه ليس بإمكان أي جهة أن تسيطر وحدها»، مشيراً الى أن «بلدنا لا يمكن أن يحكم بجهة واحدة، سواء كانت سياسية أو طائفية أو مذهبية، فلبنان يحكم بالشراكة، وطبيعة نظامنا السياسي، على علّته وشوائبه، هو نظام توافقي تشاركي».
من جهته، أكّد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن «لبنان لا ينتظر مجلس أمن ولا جامعة عربية ولا عاصفة حزم لحماية السيادة والثروة النفطية اللبنانية، والمقاومة تعرف كل واجباتها الوطنية بالتكامل بينها وبين الجيش اللبناني». وأضاف أنه «بمعادلة المقاومة، نستطيع حماية الثروة النفطية وانتزاع كامل حقوقنا من العدو الإسرائيلي وأن المقاومة تمتلك قدرة تفوق كثيراً عما كانت تمتلكه في 2006. وهذا ما يردع العدو». وأضاف أن «حزب الله بالتحالف مع حركة أمل لا يريد تحقيق أكثرية نيابية، وإنما حماية الخيارات الوطنية التي تحصّن الوطن وتبني دولة المؤسسات والشراكة الحقيقية. لكن السفارات الأجنبية الأميركية والسعودية والإماراتية ترفع فزاعة سيطرة حزب الله على الأكثرية النيابية من أجل تحريض اللبنانيين بعضهم على بعض».
"الجمهورية": إنتقادات ديبلوماسية لقوى سياسية.. والترشيحات تبدأ اليوم
رأت صحيفة "الجمهورية" أن الجميع يترقّب الاجتماع الرئاسي الثلاثي في قصر بعبدا قبل ظهر غد بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، وعلى جدول اعماله الأزمة الرئاسية في ظلّ توقعات بأن يشرع المجتمعون في التأسيس لحل شامل لهذه الازمة التي كانت قضية مرسوم الاقدمية لضبّاط دورة عون 1994 منطلقها.
كذلك، سيتناول اللقاء نتائج اجتماع اللجنة الثلاثية اللبنانية ـ الإسرائيلية ـ الدولية الذي سينعقد قبل ظهر اليوم في مقر القيادة الدولية في الناقورة، للبحث في طلب لبنان وقف بناء الجدار الإسرائيلي الذي اقترب من إحدى النقاط الـ13 التي يتحفّظ عنها لبنان ضمن الاعتراض المعلن عنه منذ 25 ايار 2000 حول طريقة تحديد الأمم المتحدة الخط الأزرق.
ورداً على سؤال عن اللقاء الرئاسي، قال برّي امام زواره أمس: «هذا اللقاء يعوّل عليه ان يؤسّس لترسيخ الاستقرار الذي حصل، ويفتح افق التعاون اكثر في سبيل مصلحة البلد وسلمه الاهلي».
ولم يؤكد بري او ينفي حضور الحريري هذا اللقاء، مشيراً الى انّ رئيس الجمهورية إقترح عليه خلال اتصاله به ان يلتقيا في اليوم التالي، لكن ارتُؤي نتيجة الانشغالات ان ينعقد اللقاء غداً. وقد أوحى عون خلال الاتصال انّ الحريري سيحضره.
وسُئل بري عن اجتماع الناقورة المقرر اليوم، فأكد «وحدة الموقف اللبناني الرسمي حول هذا الملف المرتبط بمحاولة اسرائيل بناء الجدار الاسمنتي داخل المنطقة الحدودية المتنازَع عليها، وقال: لقد أُعطيَت التعليمات لممثل لبنان في الاجتماع بتأكيد الحق اللبناني في منع اي محاولة إسرائيلية لبناء جدار في البر تستهدف من خلالها اسرائيل السطو على النفط في البحر، وهو ما أشار اليه صراحة وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان عن «البلوك» الرقم 9، والذي كشف حقيقة الهدف الاسرائيلي.
وعمّا يحكى عن محاولات خلف ما يجري لفرض تأجيل الانتخابات النيابية، قال بري: «لا شيء سيؤثر على الانتخابات، هناك جهود يقوم بها من يحاول خَلق إرباكات في الداخل على غرار المحاولات المخابراتية للطابور الخامس، وخصوصاً في الحدث».
وعن الوضع الامني، قال بري: «نتيجة ما حصل في الايام الاخيرة وشغل الطابور الخامس، يجب ان نبقي العيون مفتوحة، وهذا لا يعني أنّ الوضع الأمني ليس جيداً وممسوكاً بواسطة الجيش والأجهزة الامنية». وقال: «لو حصل وقَبِلت بطروحات البعض تأجيل الانتخابات لكان ذلك سيحرم لبنان كثيراً من المساعدات الدولية من خلال المؤتمرات المقررة وغيرها في مجال إنعاشه الاقتصادي، علماً انّ ما من زائر خارجي للبنان هذه الأيام إلّا ويشجّع ويشدّد على إجراء الإنتخابات في موعدها».
ورداً على سؤال حول حديث البعض عن انّ «حزب الله» وحلفاءه سيفوزون بموجب القانون الانتخابي الجديد بالاكثرية النيابية في الانتخابات المقبلة، قال بري متسائلاً: «ومَن لا يُحب ان يربح؟ نحن نتمنى ان نربح، وإن شاء الله نربح، ونحن نحتكِم الى لعبة الانتخابات، وإن ربحوا «صحتين على قلوبهم»، ومن الطبيعي ان تحصل عندئذ موالاة ومعارضة».
"اللواء": السباق الإنتخابي اليوم.. والسلطة لاحتواء الخلافات غداً
صحيفة "اللواء" كتبت في صفحتها الأولى .. تسعون يوماً، تزيد أو تقل، يتوجه بعدها الناخبون إلى صناديق الاقتراع لتجديد التمثيل في المجلس النيابي، في ضوء قانون النسبية، الذي يختبره اللبنانيون لأول مرّة، وهو ينطوي على مفاجآت تجعل من الصعب بمكان التنبؤ بالنتائج، التي ستتوقف ربما على صوت واحد، وفقاً لما لاحظه الرئيس سعد الحريري.
وتنطلق الترشيحات اليوم في وزارة الداخلية، وسط سباق محموم إلى الترشيح بانتظار «التحالفات الملونة» واللوائح المقفلة وحسابات الصوت التفضيلي، على ان يكون غداً في بعبدا اجتماع، يفصل بين الخلافات السياسية اليومية، والاستحقاقات النيابية أو الدفاعية أو حتى الاستراتيجية، في ما يتعلق بثروة لبنان النفطية، وردع إسرائيل، العدو الذي يتربص بلبنان واللبنانيين.
ولم يخفِ الرئيس الحريري ان لبنان تجاوز قطوعاً خطيراً جداً، لأن الكلام الذي سمعناه اعادنا 30 سنة إلى الوراء، ولولا حكمة الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي لما تمكنا من الوصول إلى تفاهم.
لقاء المصالحة غداَ.
وفي تقدير مصادر سياسية مطلعة، ان لقاء المصالحة الذي سيجمع الرؤساء الثلاثة في بعبدا غداً، يفترض ان يحسم الملفات الخلافية التي فجرت العلاقات الرئاسية، وكادت ان تطيح بمنجزات أولى سنوات العهد الجديد، وفي مقدمة هذه الملفات مرسوم اقدمية ضباط دورة العام 1994.
وتعتقد هذه المصادر ان مبادرة الرئيس عون بالاتصال بالرئيس برّي، طوت صفحة الخلافات والشحن الطائفي والمذهبي، واوقفت حركة الاحتجاجات في الشارع، ولا سيما بعدما كادت تعيد خطوط التماس الطائفية، الا ان صفحة ما اصطلح على تسميته بـ«فيديو» الوزير جبران ما تزال تحتاج إلى جهود مضاعفة، وهي «لن تطوى قبل الاعتذار من كل اللبنانيين» على حدّ تعبير وزير الزراعة غازي زعيتر.
وبحسب هذه المصادر، فإنه إذا ما سارت المحادثات بين الرؤساء الثلاثة، على نحو إيجابي، وامكن لهم طي صفحة الخلافات في ما بينهم، فإن لقاء الغد يفترض ان يحسم موعد جلسة مجلس الوزراء المؤجلة منذ أسبوعين، والذي يرجح ان تتم الخميس المقبل، بجدول أعمال فضفاض بطبيعة الحال، كما سيحسم فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، حتى موعد الدورة العادية الأولى في آذار، بما في ذلك المواضيع التي ستطرح في هذه الدورة، والتي ستتصدرها موازنة العام 2018، في حال عادت مؤسسات الدولة إلى الانتظام من دون تشجنات وتوتر وخلافات.
"البناء": ماذا يحمل لقاء بعبدا الرئاسي؟
من جهتها قالت صحيفة "البناء" أنه على رغم تمكّن لبنان من معالجة ذيول الأحداث الامنية الأخيرة واحتواء الشارع وطي صفحة الفتنة الطائفية التي أطلّت برأسها من بوابة الحدث الضاحية الجنوبية، غير أن صفحات القلوب المليانة لم تُطو بعد لا سيما تداعيات كلام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بحق رئيس المجلس النيابي ولم تحطّ الخلافات والاختلافات بالجملة بين حركة أمل و»التيار» رحالها، ما يعني أن ربط النزاع وارجاء الملفات المتفجّرة والسير بين الألغام في الحكومة وتحديد قواعد اشتباكٍ داخلية جديدة ستشكل المعادلة التي ستحكم البلاد الى ما بعد الانتخابات النيابية.
وإذ سُجِل لقاءٌ جمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بمسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا وعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله على هامش التعازي بوفاة والد قائد الحرس الجمهوري العميد سليم فغالي في وادي شحرور، أوضحت مصادر معنية لـ «البناء» أن «اللقاء لم يكن منسقاً، بل كان محض صدفة ولم تعقد خلوة بين المجتمعين، بل ما قيل كان كلاماً عاماً تناول التطورات الأخيرة على الساحة الداخلية». وأوضحت المصادر أن «الاختلاف بوجهات النظر لا يعني القطيعة، بل إن قنوات التواصل قائمة بين حارة حريك وبعبدا، لكن لقاء وادي شحرور لم يقدم أي معطيات جديدة تغير في المعادلة بشأن الأزمة القائمة»، ولفتت الى أن «حزب الله دخل على خط حل الأزمة بين بعبدا وعين التينة والرابية بعد أن انتقل الصراع الى الشارع واستشعر خط الفتنة واهتزاز ورقة التفاهم بين الحزب والتيار الوطني الحر، وبالتالي سعى الى حصول لقاء بين حليفيه الرئيسين ميشال عون ونبيه بري في بعبدا، علّه يكون بداية تجسير للعلاقة وكسر للحاجز النفسي بينهما».
وحول تصريحات الوزير باسيل لمجلة «ماغازين» لفتت المصادر الى أن «الحزب غير معني بالردّ على الكلام»، مشيرة الى أن «التهديدات التي يتعرض لها لبنان من العدو الإسرائيلي أهم بكثير من الخلافات أو الاختلافات على بعض الملفات الداخلية»، مؤكدة «متانة وعمق العلاقة الاستراتيجية مع كل من حزب الله وأمل من جهة والحزب والتيار من جهة ثانية»، مشيرة الى أن «الاستقرار الداخلي والتوافق بالنسبة للحزب يعلو على أي أمر آخر وفوق كل المقاربات المختلفة في الملفات الداخلية».
وعلمت «البناء» أن «لا جدول أعمال محدّداً حتى الآن للقاء بعبدا، لكن ما بات محسوماً هو أن الرئيس بري سيفتح مع الرئيس عون مسألة مرسوم الأقدمية ويعرض نظرته حول اتفاق الطائف في ظل استمرار عون على موقفه المتصلب إزاء المرسوم»، وقللت مصادر أخرى من تفاؤلها بنتائج لقاء بعبدا مع استمرار السجال غير المباشر بين أمل والتيار على هامش مؤتمر ساحل العاج وغياب أسس عملية واضحة لمعالجة أسباب الأزمة، ما يبقي اللقاء في إطار الشكل لا الضمون، بحسب المصادر مع «بقاء الامل بأن يؤدي اللقاء الى إدارة وتنظيم الخلاف إذا كان أفق حل الازمة مسدوداً»، غير ان الرئيس بري بحسب مصادر «البناء» «يفصل بين علاقته بالرئيس عون وموقفه من الوزير باسيل الذي لم يتغيّر، كما أنه لا يزال على مواقفه من الملفات الخلافية مع بعبدا، لكنه لن يسمح بتعطيل المؤسسات أو الاحتكام للشارع».