ارشيف من :أخبار عالمية
عندما يُطيّر الجيش الاسرائيلي فيلا ويضع للعصفور زئيرا
التي تعيد اليه شيئا من الثقة المفقودة
في اعقاب فشل اسرائيل عام 2006، حيال حزب الله
حسان ابراهيم
كشفت" اسرائيل"، في اطار عمليات الكشف الدورية التي تزدحم بها وسائل الاعلام الاسرائيلية منذ انتهاء الحرب الاسرائيلية على لبنان، عام 2006، عن وجود مدرعة لوجستية، هي في طور التطوير لدى الجيش الاسرائيلي، وقادرة على التحرك من دون سائق او راكبين داخلها، ومعدة لنقل المؤن والوقود والوسائل القتالية خلال المواجهات الى الصفوف الامامية في الجيش الاسرائيلي، وهي قادرة على التحرك في عمق اراضي العدو، نتيجة لتصفيحها وقدراتها العالية على المناورة البرية، في كل الظروف وفي كل الاماكن الوعرة وغير الوعرة.
المدرعة غير المأهولة تحمل اسم "فينكس"، تضاف الى سلسلة من "الانجازات" التي ترد اسبوعيا في وسائل الاعلام الاسرائيلية، وبعض هذه الانجازات ليست الا ادوات خيالية تصلح كي تكون وسيلة من وسائل جيمس بوند في افلامه.. الا ان الجمهور الاسرائيلي يستأنس بهذه "الانجازات" التي تعيد اليه شيئا من الثقة المفقودة في اعقاب فشل اسرائيل عام 2006، حيال حزب الله.
في هذا الإطار، وكي لا تبقى الانطباعات مأخوذة من "الاكشن" الاسرائيلي وفقا للتقارير المبثوثة في الدولة العبرية، يتوجب الاشارة الى بعض من هذه الانجازات، التي بطبيعتها قادرة على فهم استهدافات الجيش الاسرائيلي من خلال نشرها.
في العام 2006، وبعد انتهاء الحرب بعدة اشهر، كشفت الصناعات الامنية الاسرائيلية عن يد ستيف اوستن، وهي يد الكترونية قادرة على حمل اطنان من الاثقال، ويكفي الجندي ان يضعها على يده ثم يعمد الى استخدامها، وبمقدور هذه اليد ان ترفع وتقلع بابا حديديا كبيرا جدا، شبيهاً بالابواب الموجودة امام منازل اللبنانيين في جنوب لبنان.. علما انه فيزيائيا، ومنطقيا، لا تستطيع اليد الموضوعة على جسد انسان ان تحمل اكثر مما يمكن للانسان ان يحمله، فبالنتيجة، هي محمولة بدورها.
في اطار الاستعراضات الاسرائيلية، كشفت اسرائيل انها تطور آلة تصوير خاصة للاشعاعات والحرارة الصادرة عن الاجسام الآدمية، والهدف من هذه الآلة هي المساعدة على تشخيص "الارهابيين"، بمعنى ان تصل الى القدرة على تمييز حرارة الارهابيين عن غير الارهابيين. وفي اطار القفز عن الحقائق الموضوعية والفيزيائية، اغفل الاسرائيليون اي حديث عن قواعد الفيزياء وعلم البصريات والبيولوجيا ولم يجر الحديث عن كيف ان حرارة جسد الارهابي مختلفة عن حرارة جسد غير الارهابي.. وتركز الحديث الاسرائيلي عن كيفية وضع الكاميرات في الاماكن الحساسة مثل المطارات والموانئ، اضافة الى البحث عن كيفية استخدام هذه الآلة في الحرب والمواجهات العسكرية...
في اطار الاستعراضات الاسرائيلية، كشفت اسرائيل عن انها في صدد تطوير سترة خاصة واقية من الرصاص، وهي شبه شفافة وقادرة على حماية الجنود من رصاص العدو، بل ويمكن لعدد من الجنود ان ينزعوا هذه البذلات عن اجسادهم ويلقوها على الدبابات، بحيث تصبح هذه الدبابات محمية من الصواريخ التي يمكن للعدو أن يطلقها عليها!!، علما ان الدبابات الاسرائيلية وبحسب اخر التقارير الصادرة في اسرائيل، محمية بدورها من كل انواع الصواريخ.
أواخر العام 2006، "كشفت" اسرائيل عن ان لواء المدرعات 401، وهو لواء نظامي يستخدم الميركافا من نوع 4، انهى وضع المنظومة الجديدة المضادة للصواريخ الموجودة في ايدي المقاومين في لبنان، والمنظومة تدعى "معطف الريح"، التي طورتها الصناعات العسكرية الاسرائيلية سريعا، كإحدى العبر والدروس من فشل "إسرائيل" في لبنان، ولم يقتصر الحديث الاسرائيلي على ذلك، بل اشير في حينه، في تقارير اعلامية عدة، إلى ان الجيش يبحث عن اللواء الاضافي الذي ينوي تركيب المنظومة على مدرعاته..
بعد أشهر، "كشفت" اسرائيل ان منظومة "معطف الريح" اصبحت في طور الانتهاء من التجارب الاخيرة عليها، وانها تحقق نتائج باهرة، وبالتالي سوف يعمد الجيش الاسرائيلي الى اختيار احد الوية المشاة كي يركب المنظومة على دباباته، علما انه صدر قبل ذلك باشهر انه بالفعل ركب المنظومة على آليات لواء من الجيش..
بعد ذلك، أيضا باشهر عدة، "كشفت" اسرائيل ان احدى كتائب لواء غولاني، وللمرة الاولى في تاريخ الجيش الاسرائيلي، تزودت بمنظومة "معطف الريح"، التي طورتها الصناعات العسكرية الاسرائيلية، وانتهت من انتاجها اخيرا، وبالتالي اصبحت هذه المنظومة عملية وجرى اشراك الكتيبة في مناورة بالنار، واثبتت المنظومة فاعليتها.
الان، تبث اسرائيل ان منظومة "معطف الريح" ستصبح عملية قريبا جدا، وانه بعد اعوام ستوضع بالفعل على الدبابات الاسرائيلية، الامر الذي يعطي الجيش الاسرائيلي فاعلية وقدرة اضافية على مواجهة اعدائه، من دون الاشارة الى كل ما صدر سابقا، عن الجيش الاسرائيلي والناطق الاعلامي باسمه.
تبدو "اسرائيل" في تقارير انجازاتها العسكرية، متناقضة الى حد مكشوف جدا، وتظهر عمليات الكذب المنظم ان هناك هستيريا في الجيش الاسرائيلي وتوثب نحو التقاط اي مؤشر او استخدام اي وسيلة، مهما كانت سافرة في عدم واقعيتها، بل ومناقضة مع ما يصرح به الاسرائيليون انفسهم، من اجل استعادة ثقة الجمهور الاسرائيلي بجيشه.
في الاشارة الى "الانجازات" التي تحققت على يد الجيش الاسرائيلي من خلال فهم وادراك العبر من فشله عام 2006، لخص قائد ذراع البر في جيش العدو، آفي مزراحي، خلال مناورة اجراها الجيش الاسرائيلي في هضبة الجولان السوري المحتل، قدرات المدرعات الاسرائيلية والعبر التي استفاد منها من حرب عام 2006 ضد حزب الله، وقال: لقد علمنا تحديدا ما كان ينقصنا في عام 2006 في لبنان.. في المواجهة المقبلة ستصدر الدبابات دخانا كثيفا يمنع مطلق صواريخ الكورنيت من معاينة الدبابات، وبالتالي يمنعه من اصابتها... لكن مرزاحي لم يفصح لما يجب على الدبابة ان تصدر دخانا كثيفا، طالما انها مدرعة ومجهزة بمنظومة "معطف الريح"، والذي بحسب التقارير الاسرائيلية اثبتت فاعليتها في مواجهة كل انواع الصواريخ المضادة للدبابات، وبحسب التعبيرات الاسرائيلية، "مواجهة الصواريخ الموجودة لدى حزب الله، او غير الموجودة لديه"!!، علما ان اي تقرير تحدث عن نجاح هذه المنظومة، لم يكشف بالملموس كيف تعمل، بل اكتفى برسوم ثلاثية الابعاد، لا غير.