يوسي ملمان - صحيفة "معاريف"

هذه هي المرة الأولى التي تخترق فيها طائرة غير مأهولة من إنتاج إيران وبتشغيل إيراني الأجواء "الإسرائيلية". تشغيل الطائرة الإيرانية وسقوط طائرة حربية "إسرائيلية" جعلا هذه الحادثة الأخطر منذ إندلاع الحرب في سوريا وهذا ما يدلّ على أن الجبهة بين "تل أبيب" وطهرانن أصبحت أكثر واقعية.

إختراق الطائرة الإيرانية يدلّ على إصرار إيراني للعمل في سوريا، ومواصلة جمع معلومات عن "إسرائيل" وعدم الإرتداع من الهجمات المنسوبة لسلاح الجوّ ضدّ مواقع إيرانية سورية لإنتاج صواريخ دقيقة في سوريا.

هذه أيضًا المرة الأولى التي تسقط فيها طائرة إسرائيلية جراء نشاطات عملانية في الساحة الشمالية منذ "حرب لبنان الثانية"، وفي الحرب في سوريا بشكل خاص.

الإستراتيجية الإسرائيلية كانت ولا تزال الحفاظ على حرية العمل الجوية في أجواء سوريا ولبنان، وإحباط نوايا إيران وحزب الله بإقامة مصانع لإنتاج صواريخ بعيدة المدى ودقيقة. لذلك ستواصل "إسرائيل" العمل، لكن ليس لديها رغبة في التصادم بمواجهة مباشرة مع إيران وسوريا، التي بدون شك ستتمدد أيضًا إلى حزب الله ولبنان، وستتحول إلى حرب الشمال الأولى في الجبهتين.

تقدير الإستخبارات في "تل أبيب" هو أن إيران أيضًا ليست معنية باندلاع حرب. المفتاح لمنع تصعيد الوضع مرهون بروسيا التي تتمتّع بتأثير كبير على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والأخير ليس معنيًا بحرب مع "إسرائيل".