ارشيف من :نقاط على الحروف
هكذا يتلقى فخر الصناعات الأميركي الصفعات
علي الدرواني
ربما كانت المصادفة ان يتلقى محور الشر الذي تقوده الولايات المتحدة ضد شعوب المنطقة صفعتين قويتين خلال اربع وعشرين ساعة، اصابتا فخر الصناعات العسكرية الامريكية، في مجالي الدفاع والهجوم، الاولى بتدمير بطاريات الباتريوت التي نصبها حلفاء الولايات المتحدة في الساحل الغربي لليمن لحماية معسكراتهم الغازية للبلاد، والثانية باسقاط طائرة الاف 16 الاسرائيلية من قبل وسائط الدفاع الجوية للجيش العربي السوري.
هنا سنتحدث عن الصفعة الاولى، حيث رسم اليمنيون معادلات جديدة في الميدان العسكري متجاوزين كل التحديات التي يفرضها حصار العدوان السعودي الامريكي على البلاد برا وبحرا وجوا منذ 26مارس- اذار 2015.
هذه المرة من المخا في الساحل الغربي لليمن وفي تطور نوعي تمكنت القوة الصاروخية والقوات الجوية اليمنية وفي عملية مشتركة من تدمير منظومة الباتريوت باك ثري التابعة للغزاة وبهذا الإنجاز تكون معركة الدفاع عن اليمن قد دخلت مرحلة جديدة من توازن الردع.
وفي التفاصيل فان طائرة مسيرة تابعة للقوات الجوية اليمنية حلقت في سماء السواحل الجنوبية الغربية للبلاد متمكنة من تضليل مستشعرات الباتريوت الدقيقة ورصدت اماكن تواجد المنظومات الدفاعية للقوات الغازية في المخا ثم قامت بارسال المعلومات والاحداثيات الى غرفة العمليات المشتركة مع القوات الصاروخية والتي كانت جاهزة بدورها للاستفادة من تلك المعلومات والاحداثيات للانقضاض على الهدف بواسطة صاروخ باليسيتي مسدد، استطاع هو الاخر الافلات من رادارات الرصد والتتبع الخاصة ببطارية الباتريوت.
عملية بالغة التعقيد اذاً نفذتها القوات المشتركة بدقة وحرفية عالية تأتي استباقا لتحضيرات العدوان لمعركة تصعيدية على امتداد الساحل الغربي.
العملية المشتركة حققت هذا الانجاز النوعي متجاوزة مجرد تحييد نظام الباك ثري الى القدرة على تدميره وسحقه بما يمثل ترجمة فعلية لما اشار اليه السيد عبد الملك الحوثي في خطاب سابق عن مواجهة التكنولوجيا الامريكية المتطورة.
الجدير ذكره هنا لمعرفة معنى هذا الانجاز وقيمته ان المنظومة الدفاعية الامريكية باك 3 تعد من احدث الانظمة الدفاعية في العالم ولديها قدرة كبيرة على رصد الاخطار الصاروخية والتعامل معها بما مقداره 100 صاروخ دفعة واحدة في التتبع والرصد، الا انها اخفقت وسجلت فشلا جديدا امام الامكانات اليمنية المتواضعة ولم تستطع حتى حماية نفسها من ضربة هذه العملية المعقدة والدقيقة.
ما تقدم يبين أن الارادة اليمنية الصلبة المتدثرة بالايمان العميق بنصر الله والعازمة على كسر العدوان هي من يقف خلف التطوير المستمر للامكانات العسكرية الرادعة للعدو المتغطرس وهزيمته في رمال اليمن وجبالها وسواحلها.
نجاح العملية المشتركة في تحقيق هدفها وتدمير بطاريات الباك3 في هذا التوقيت وهذه المرحلة الحساسة يفيد ان تجمعات العدو ومرتزقته على امتداد الساحل باتت مكشوفة لصواريخ الجيش واللجان الشعبية، وان معركة الساحل التي تمضي بها قوى الغزو لن تكون في صالحهم، وان الخيارات التي استنفدها العدو تقابلها خيارات لم يتم استخدامها بعد على مستوى العمليات العسكرية الساحلية وكما اكدت القيادة العسكرية اليمنية مرارا فانه لا يزال في جعبة قوات الجيش واللجان الشعبية بمختلف وحداتها العديد من المفاجآت.