ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
الصفحة الأجنبية: فوضى الشرق الأوسط بسبب سياسة واشنطن لا طهران
رأى الدبلوماسي الأميركي السابق ولي نصر الموقف الموقف الأمريكي من إيران والاعتقاد بأنها تقف وراء الفوضى في الشرق الأوسط يستند على فهم خاطئ للأسباب التي أدت الى انهيار الوضع في المنطقة.
وفي مقال نشره نصر الذي يعدّ من أهمّ الخبراء الأميركيين المتخصّصين بقضايا الشرق الاوسط في مجلة "فورين أفيرز"، قال إن إيران لم تسبب بانهيار الوضع، مشددًا على أن الاستقرار سيعود الى الشرق الاوسط فقط إذا بذلت الولايات المتحدة مساعي أكبر من أجل "إدارة النزاع وإعادة التوازن"، لافتًا الى أن هذا سيتطلب مقاربة جديدة تشمل العمل مع إيران بدل مواجهتها.
وأشار الكاتب الى أن إيران تقوم بدعم "مجموعات" مثل حزب الله وحركة "حماس"، مشيدًا بقوة حزب الله حيث أثبت نفسه كحليف لإيران فاعل جدًا وحقق "النجاحات العسكرية العربية الوحيدة ضد "إسرائيل" "، على حد تعبيره.
وتابع: "حزب الله أجبر "اسرائيل" على الانسحاب من جنوب لبنان عام 2000 وتصدى بنجاح للعدوان الصهيوني على لبنان عام 2006، وأردف "لولا "تمدّد إيران العسكري وقوة شبكتها من الحلفاء في العراق وسوريا، لكان "داعش" قد اجتاح دمشق وبغداد وأربيل قبل أن يصل الى حدود ايران نفسها، مضيفًا إن "احتواء ايران" سيكون صعبًا لادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيرًا الى أن العراق وسوريا هما من أهم دول المنطقة، وعلاقات هذه الدول مع إيران أقوى من علاقاتها مع حلفاء أميركا العرب.
وأردف "موقع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يعكس تراجعها عن "القيادة العالمية"، وافتقادها القدرات المطلوبة لدحر إنجازات إيران وملء الفراغ الناتج عن دحر هذه الانجازات، أما روسيا فقد أصبحت "الوسيط الأساس لمصير سوريا" وفق تعبيره، لافتًا الى أن موسكو باتت الطرف الوحيد في الشرق الأوسط "الذي يتحدث معه الجميع".
وزعم الكاتب أن كلًّا من موسكو وطهران تريان بأنهما قوى عظمى خصمة للتحالفات الاميركية، مشيرًا الى أن "إيران تقع في مكان جغرافي هام وهي دولة غنية بالطاقة ويبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة، اضافة الى وجود شبكة من الحلفاء، بكل انحاء الشرق الاوسط خارج دائرة النفوذ الأميركي وبالتالي فإن إيران هي بمثابة ما أسماه الكاتب "جائزة" للرئيس الروسي فلادمير بوتين.
كذلك تطرق الكاتب إلى "العلاقات العسكرية والاستخباراتية الوطيدة بين إيران وروسيا بسبب التعاون الثنائي بين البلدين في سوريا"، وقال إن "تعزيز العلاقات هذه سيساعد ايران على مواجهة أي "إكراه أميركي مستقبلي"، لافتًا الى أن إيران قد توقع حتى على اتفاقية دفاعية مع روسيا تشمل التعاون العسكري والاستخباراتي، ورأى أن السياسة الأميركية قد تقوي روسيا من دون تقليص نفوذ إيران.
واعتبر الكاتب أن الولايات المتحدة ليس لديها ما يكفي من الجنود في الشرق الاوسط كي تؤثر على التطورات في العراق وسوريا، داعيًا واشنطن الى عدم التعويل على حلفائها الإقليميين، فهم غير قادرين على طرد إيران من العالم العربي.
وخلص الى أن ايران دولة "لا غنى عنها" من اجل استقرار الوضع في الشرق الأوسط، وعلى واشنطن أن تروّج لرؤية للشرق الأوسط تضمّ إيران، ومن أجل تحقيق هذا الهدف عليها أن تعتمد اكثر على الدبلوماسية مقابل التقليل من اعتمادها على القوة.
*إيران انتصرت بالشرق الأوسط
بموازاة ذلك، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالة لفريد زكريا قال فيها إن إدارة ترامب "غير منخرطة" بالشرق الأوسط، واستراتيجية هذه الإدارة هي التأكيد على موقفها المعادي لإيران وتسليم ملف السياسة الأميركية بالشرق الاوسط الى كيان العدو والسعودية.
وأوضح الكاتب أن الأحداث التي حصلت مؤخرًا تبيّن أن هذه الخطة لا تحقق النجاح، وانعدام الاستقرار بالشرق الأوسط اليوم ليس ناتجًا عن "طموحات إيران"، فهذا يعود الى الاجتياح الاميركي للعراق عام 2003، وإيران لم تحاول نشر ما أسماه "التشدد الاسلامي"، بل وقفت في الخطوط الامامية في المعركة ضد "الجماعات الارهابية" مثل "داعش".
الكاتب قال إن الولايات المتحدة وكيان العدو يحاربان بشكل أساس من الجو، مشيرًا الى أن التفوق الجوي "له حدوده" لجهة رسم الحقائق السياسية على الارض.
وأضاف فريد زكريا إن إيران تحاول أن تحافظ على الوضع الراهن لأنها "انتصرت"، وفق تعبير الكاتب نفسه، كما قال إن المساعي السعودية للتصدي لنفوذ ايران في اليمن ولبنان وقطر فشلت حتى الآن.
أما روسيا، يتابع الكاتب، فأصبحت تلعب دور الطرف "الموازن، معتبرًا أن أميركا تخسر هذا الدور اليوم وأحد أسباب ذلك رفضها القبول بالحقائق على الارض، وتبنيها نهجًا مختلفًا يقوم على الانخراط مع إيران والعمل مع تركيا وروسيا، قد يعيد للولايات المتحدة مكانتها في المنطقة ويساعد على استقرار الوضع.