ارشيف من :أخبار لبنانية

النزاع النفطي مع العدو الصهيوني .. السيد نصرالله يرسم خطوطاً حمراء وسقفاً لا يمكن القفز فوقه

النزاع النفطي مع العدو الصهيوني .. السيد نصرالله يرسم خطوطاً حمراء وسقفاً لا يمكن القفز فوقه

سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على النزاع البحري النفطي مع العدو الصهيوني وزيارة وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون لبيروت وما يتعلق بـ "خط هوف". واشارت الصحف الى ان الرفض اللبناني للإملاءات الاميركية ترجم ميدانياً بمعادلات جديدة اطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اذ لوح بكل وضوح باستعداد حزب الله لضرب منصات النفط والغاز الاسرائيلية.

إسقاط "خط هوف"... ونصرالله يهدّد

بدايةً مع صحيفة "النهار" التي سألت "هل أسقط لبنان "خط هوف" واقعياً أمس، وأي تداعيات لهذا الاسقاط، وأي بديل من تسوية النزاع البحري مع اسرائيل اذا استمرت الاخيرة في تعنتها حيال حقوق لبنان الحدودية البحرية والبرية؟" 

واضافت "الواقع ان بقاء مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد في بيروت أمس، غداة زيارة وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون لبيروت، عكس بعدين ديبلوماسيين بارزين: الأول ايجابي يتمثل في جدية الادارة الاميركية في استكمال لعب دور الوساطة بين لبنان واسرائيل في شأن النزاع الحدودي ولا سيما منه الشق البحري. أما البعد الثاني فسلبي ويعكس على الارجح تخوفاً أميركياً من اتجاه هذا النزاع نحو تسخين الوضع على الحدود وهو ما يفسر بقاء ساترفيلد وتحركه المكوكي المرتقب بين لبنان واسرائيل اذ سيتوجه في الساعات المقبلة الى تل ابيب".

وتابعت "كان التطور الأبرز الذي سجل غداة زيارة تيلرسون ومع التحرك الديبلوماسي الذي استكمله ساترفيلد أمس مع المسؤولين اللبنانيين، الاعلان شبه الرسمي عن رفض لبنان "خط هوف" الذي تطرحه المبادرة الاميركية كحل وسطي للنزاع الحدودي البحري. واكتسب اعلان الرفض بعدا داخليا لافتا اذ جاء أولا على لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد استقباله ساترفيلد، ثم جاء الرفض "الميداني" الاثقل على لسان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي لوح بكل وضوح باستعداد حزبه لضرب منصات النفط والغاز الاسرائيلية. وبينما كان موقف الدولة يرفض تقاسم الثروة النفطية في البلوك 9 مع اسرائيل، وكذلك أي تفأوض في شأن، كما يرفض "خط هوف" ضمنا أي الاقتراح الاميركي لتقاسم المنطقة النفطية المتنازع عليها، بحيث يحصل لبنان على 60% من ثرواتها مقابل 40% لاسرائيل، تقدم موقف "حزب الله" بلسان السيد نصرالله في "ذكرى القادة الشهداء"، ليرسم خطوطاً حمراً وسقفاً في الموضوع النفطي لا يمكن القفز فوقه. وقد اعتبر أن حزبه هو "القوة الوحيدة" للبنان في "معركة" الغاز والنفط في المتوسط ضد إسرائيل. وقال: "القوة الوحيدة لديكم أيها اللبنانيون هي المقأومة"، داعياً الحكومة اللبنانية إلى التفأوض من موقع القوة. وأضاف: "نحن أقوياء، ويجب ان نتفأوض كأقوياء... إسرائيل التي تهددكم انتم تستطيعون ان تهددوها. اذا جاء الاميركيون وقالوا لكم يجب ان تتجأوبوا معي لأرد إسرائيل عنكم، قولوا للأميركيين: يجب أن تتجأوبوا مع مطالبنا لنرد حزب الله عن إسرائيل".

تيلرسون: ممنوع تجاوز «خط هوف»

الى ذلك، قالت صحيفة "الاخبار" إن "مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد، مقيم في بيروت منذ نحو أسبوع. مهّد لزيارة وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، للبنان، وأُوكلت إليه مهمة تسويق «المبادرة الأميركية» بين بيروت وتل أبيب التي انتقل إليها، أمس، على أن يعود قريباً. خلاصة كلام تيلرسون، بعد مساعده، للبنانيين هي: «خط هوف» غير قابل للتجاوز".

واضافت "استكمل مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد، أمس، جولة المفاوضات التي بدأها في تل أبيب مطلع الأسبوع الماضي، وتابعها في بيروت منتصف الأسبوع نفسه، لحل «أزمة» الحدود بين لبنان وكيان العدو. ترافقه السفيرة الأميركية إليزابيت ريتشارد، التقى ساترفيلد أمس على التوالي كلاً من وزير الخارجية جبران باسيل، والرئيس نبيه بري، وتمحور البحث في الاجتماعين حول موضوع المنطقة الخاصة بلبنان والحدود البحرية و«الأفكار» الأميركية المقترحة لحل «الخلاف».
وفيما لم يصدر أي موقف عن وزير الخارجية، أصرّ بري خلال اللقاء على موقفه لجهة ترسيم الحدود البحرية عبر اللجنة الثلاثية المنبثقة من تفاهم نيسان 1996 على غرار ما حصل بالنسبة إلى الخط الأزرق، معتبراً أن المطروح (أميركياً) على لبنان «غير مقبول»".

وتابعت "الورقة التي حملها ساترفيلد أمس، جاءت نسخة مكررة لتلك التي كان يضعها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، في جيب سترته، أول من أمس، أثناء لقاءاته مع كل من رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة ونظيره اللبناني. على تلك الورقة، دوّن رئيس الدبلوماسية الأميركية «الأفكار ــ الرسائل»، وتعمد تظهير بعضها في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع الرئيس سعد الحريري، خصوصاً ما يتعلق بالتركيز على حزب الله ونزع سلاحه وانسحابه من سوريا وتجفيف موارده المالية".

الترشيحات تتوالى والموازنة على الرفّ ولبنان يرفض الحلّ الأميركي للنفط

من جهتها، اعتبرت صحيفة "الجمهورية" أنه "حضرت الولايات المتحدة الاميركية على الخط البحري، وغادرت من دون أن يجد النفط اللبناني منفذاً للخروج من قعر الازمة الغارق فيها بين لبنان واسرائيل، فلا حل وسطاً أمكن الوصول اليه، ما أبقى الافق مسدودا ومصير هذه الثروة اللبنانية في عالم الغيب، وبالتالي الاحتمالات مفتوحة في ظل لغة التصعيد المتبادلة عبر الحدود الجنوبية".

واضافت "فيما برز موقف للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس من ميونيخ، أشار فيه الى «أنّ إسرائيل و»حزب الله» لا يريدان الحرب لكنّ خطر المواجهة موجود». يأتي ذلك، فيما لبنان غارق من جهة ثانية في بحر الانتخابات االنيابية والتحضيرات الجارية على قدم وساق من قبل مختلف الاطراف السياسية استعداداً لهذا الاستحقاق الآتي بعد 77 يوماً، والاسبوع المقبل يبدو حافلاً بجملة خطوات على هذا الصعيد، تتمثّل بشكل اساسي في مبادرة الثنائي الشيعي الى إعلان مرشحيهما في المناطق المشتركة بينهما، الى جانب موضوع الموازنة العامة للعام الحالي، في ظل الحديث عن توجّه رئيس الحكومة سعد الحريري للدعوة الى جلسات متتالية حولها خلال الاسبوع المقبل بدءاً من يوم الاثنين. الّا انّ هذا لا يعني انّ الدخان الابيض قد يتصاعد من المدخنة الحكومية، مع تزايد التأكيدات حتى من قبل المعنيين بالموازنة بأنّ أفقها مسدود هي الاخرى، واحتمال إقرارها في الفترة المتبقية من ولاية المجلس النيابي الحالي بات في حكم المستحيل".

وتابعت الصحيفة "غادر وزير الخارجية ريكس تيلرسون بيروت بخفيّ حنين، حيال الاشتباك النفطي بين لبنان واسرائيل، وبقيت صواعق هذا الاشتباك مشتعلة، وبقي مساعده دايفيد ساترفيلد على خط التواصل مع المستويات الرسمية، فتنقّل بالأمس بين عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري والسراي الحكومي حيث التقى رئيس الحكومة سعد الحريري، وقصر بسترس حيث كان له لقاء مع وزير الخارجية جبران باسيل وكذلك مع اعضاء هيئة ادارة قطاع النفط، ولكن من دون ان ينجح في انتزاع موافقة على ما سمّي «حل الوسط» الاميركي، الذي يقول إنّ الحل الوحيد لأزمة الحدود البحرية النفطية يكون بالعودة الى خط فريديريك هوف، الذي رسمَ في العام 2012 خطاً بحرياً يمنح لبنان 60 في المئة من المنطقة المختلف عليها بين لبنان واسرائيل، ويمنح اسرائيل 40 في المئة منها".

2018-02-17