رأى المدير العام السابق لوزارة الإعلام محمد عبيد ان "البحث في ترسيم حدود بحرية جديدة مع كيان العدو الصهيوني خطيئة استراتيجية ترقى الى إرتكاب الخيانة العظمى باعتبار ذلك تنازلًا عن السيادة الوطنية وتغييرًا في الخارطة الجغرافية-التاريخية"، مضيفا ان الحدود البحرية مُرسَّمة في البند (1) من المادة 5 من اتفاقية الهدنة الموقعة بين مندوبين عن لبنان وعن كيان العدو وبرعاية أممية.

وأكد عبيد في بيان له، أن "لا يحق لأي مسؤول سياسي أن يبحث مع أي موفد أجنبي ترسيم خط بحري أزرق مماثل للبري الأزرق الذي أنشأه العدو إثر طرده من الأراضي اللبنانية عام 2000 وقيامه بالاحتفاظ ببعض النقاط الحدودية، مشددا على ان الترويج لخط بحري أزرق استجابة لمطلب إسرائيلي قديم يهدف الى إبدال الحدود الدولية وتكريس إلغائه إتفاقية الهدنة الدائمة".

وأشار إلى ان "الجيش اللبناني قام فعلاً برسم خط الحدود البرية والبحرية الدولية التي تحفظ سيادة لبنان وثرواته"، داعيا المسؤولين السياسيين إلى الاستعانة بخبراء الجيش الأكفاء وليس بمستشارين غب الطلب مبتدئين أو مرتهنين".

وقال عبيد إن "أية محاولة لتكوين لجنة تُفاوض العدو خارج إطار إتفاقية الهدنة ورعاية ووساطة الأمم المتحدة هي استعادة لآليات التفاوض التي أدت الى اتفاق 17 أيار ، والأجدى أن تحاول الدولة اللبنانية تصحيح الخطيئة المميتة التي إرتكبها رئيس الحكومة اللبناية الأسبق فؤاد السنيورة من خلال توقيع إتفاقية ترسيم حدود بحرية بين لبنان وقبرص العام 2007 والتي أفقدت لبنان مئات الكيلومترات المربعة من منطقته الإقتصادية الخالصة في مياهه الإقليمية".

وختم قائلا: "أن أحدًا لن يحاسب أحداً حتى ولو كانت الخطيئة تَقرُب من الخيانة، لكننا سنكون أمام مأزق وطني كبير في حال لم يؤمن المسؤولون اللبنانيون بقوة لبنان وقدرته على منع العدو الإسرائيلي وحليفه الأميركي من سلبنا حقوقنا والتعدي على سيادتنا التي دفعنا لأجل الحفاظ عليها دماءنا وأرواحنا".