ارشيف من :أخبار العدو
’إسرائيل’ ليس لديها أهداف إستراتيجية في حرب ضد غزة والأولوية الأمنية ستكون في الشمال
كتب عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس" أن الوتيرة السريعة للأحداث الأمنية مستمرة، حتى لو تغيرت ساحات العمل. فبعد يوم القتال بين القوات الجوية الإسرائيلية والقوات الإيرانية والسورية على الجبهة الشمالية، يوم السبت الماضي، وقع حادث خطير على حدود قطاع غزة، أمس السبت، عندما أصيب ضابطان وجنديان نتيجة انفجار عبوة ناسفة تم زرعها على السياج. وكما هو الحال في الجولة السابقة في الشمال، على الرغم من الخطابات الإسرائيلية الشديدة والتفجيرات في غزة، في الليلة الماضية، يبدو من المرجح أن الطرفين سيسعيان إلى تجنب تصعيد شامل.
وكما يبدو، فقد تم زرع العبوة الناسفة خلال المظاهرات التي جرت على طول السياج أمس الأول الجمعة. ويظهر تحقيق أولي أجراه الجيش أن القنبلة كانت مخبأة داخل عصا العلم الذي تم تعليقه بالقرب من السياج في الجانب الفلسطيني، وقد وصل جنود من وحدة إزالة الألغام التابعة لسلاح الهندسة، بحماية قوة من لواء غولاني إلى المنطقة لفحص المكان والتأكد من عدم وجود عبوة، أو تفكيكها إذا اتضح وجودها.
لكن، يبدو أن شيئا خاطئا قد حدث، وانفجرت العبوة عندما اقترب منها خبراء المتفجرات. وأصيب أربعة جنود، بمن فيهم قائد سرية من غولاني وضابط سلاح الهندسة. هذا هو أصعب حادث يقع على حدود غزة منذ نهاية عملية "الجرف الصامد" في آب 2014.
وكما حدث يوم السبت الأسبق في الشمال، سيكون من الضروري فحص احتمال وقوع خطأ في سلوك الجيش - ربما الشعور المفرط بالثقة في النفس، أو عدم مراعاة إجراءات السلامة بشكل كاف- أوجد نقطة ضعف تم استغلالها من قبل العدو. ويبدو هذا الحدث كعملية جذب: من وضعوا العلم كانوا على دراية بنظم الفحص التي يجريها الجيش الإسرائيلي في النقاط المشبوهة والعبوة انفجرت عندما قامت القوة بفحص هذه النقطة.
المعضلة التي تواجه قادة الجيش الإسرائيلي واضحة. منع الاقتراب من السياج سيزيد من الإصابات والقتلى بين الفلسطينيين وقد يؤدي إلى تصعيد التوتر.
التسليم بوصولهم إلى السياج سيسمح بتنفيذ هجمات برعاية المظاهرات. ومن المرجح أن يتم في نهاية الأسبوع المقبل تطبيق سياسة أكثر صرامة لمنع وقوع هجمات مماثلة.
لقد ردت "إسرائيل" بشدة على الهجوم، أمس، كي تلمح لحماس بأنها لن تقبل عدوانا آخر. لكن المعطيات الأساسية للأوضاع في غزة لم تتغير. الشمال يسبق غزة في الأولويات الأمنية (الحرب هناك ستكون أكثر خطورة وتكلفة) وفي غزة، ليس لدى إسرائيل الآن أهدافًا استراتيجية في حالة وقوع الحرب. إسرائيل تلعب على عامل الزمن في قطاع غزة، في محاولة لاستكمال بناء الجدار ضد الأنفاق قبل حدوث تصعيد إضافي.
في الخلفية، قنبلة موقوتة - الظروف المعيشية في غزة التي تزداد سوءا، تقرِّب إحتمال المواجهة، على الرغم من عدم اهتمام الأطراف الواضح بها.
قبل شهر، وبعد عشرات الصواريخ وقذائف الهاون التي أطلقتها التنظيمات السلفية في النقب، تحركت حماس وأوقفت إطلاق النار. إذا لم تتخذ المنظمة خطوات مماثلة الآن، فإن خطر الحرب سيتجدد.