ارشيف من :أخبار لبنانية
دائرة الشمال الثالثة: معركة رئاسة الجمهورية
تعد دائرة الشمال الثالثة والتي تضم (بشري، الكورة، زغرتا والبترون)، من أقوى الدوائر مسيحياً (وتحديداً مارونياً)، وأكثرها صعوبة وتعقيداً، فهي تتمثل بـ عشرة مقاعد نيابية، يتوزعون على الشكل التالي:" 2 موارنة لقضاء البترون، 2 موارنة لقضاء بشري، 3 موارنة لقضاء زغرتا، 3 أرثوذكس لقضاء الكورة"، وهذا ما يجعل الأنظار تتجه إلى تلك الدائرة وإلى شكل التحالفات التي بدأت ترتسم معالمها فيها رويداً رويداً.
يدرك الناخبون في الدائرة الثالثة، أن المعركة هنا "معركة كسر عظم" بين الأقطاب المسيحيين الأربعة، إذ أنها ستحدد حجم كل واحد منهم، خاصة حجم أولئك الطامحين إلى "رئاسة الجمهورية" أو "الزعامة المارونية" حيث تضم العدد الأكبر من الناخبين الموارنة والذين يبلغ عددهم 162 ألف ناخب. وفيما يبلغ عدد الناخبين الشيعة في الكورة 1200 ناخب، و1034 في البترون، ويشكل الناخبون السنة قرابة 22 ألف ناخب.
تحالفات شائكة... كيف سترسم
لا شكّ أن تواجد الأقطاب المسيحيين في هذه الدائرة، يحتم عليهم منافسة شرسة، إذ أن كل فريق يسعى لإثبات نفسه على الساحة المسيحية، وهو ما "يشربك" خيوط التحالفات في دائرة تعتبر الأكثر تعقيدا بين الدوائر الانتخابية والتي تشكل ارباكاً حقيقياً للأحزاب والتيارات السياسية، فالمطلوب أولاً هو تأمين حاصل انتخابي، يمكّن اللائحة من اجتياز العتبة الانتخابية، فيما يحدد الصوت التفضيلي الحجم الحقيقي لكل مرشح ولكل حزب. وأمام هذا الواقع المُر، من المتوقع أن ترسو التحالفات النهائية على الشكل التالي:
تحالف "المستقبل" - تيار الوطني الحر
بات واضحاً، أن التحالف بين "تيار المستقبل" والتيار الوطني الحر، سيمتد إلى مختلف الدوائر الانتخابية، هو سيمر حتماً بالدائرة الثالثة، حيث سيشكل أبرز التحالفات وأقواها.
ومن المؤكد، أن يتمكن هذا التحالف من تأمين حاصل انتخابي كبير للائحته، ليفوز بعدد كبير من المقاعد، أبرزها في البترون والكورة. ومن المتوقع أيضاً أن يؤثر هذا التحالف على باقي المكونات المسيحية، وسيدفع بكل من "القوات اللبنانية" و"الكتائب" على مضض، لتشكيل لائحة انتخابية تجمع هذين الخصمين اللدودين.
تحالف المردة وبطرس حرب والقومي السوري
وفيما يبرز في المرحلة الثانية الحلف الذي سيجمع تيار المردة الى جانب النائب بطرس حرب، ويتوقع أن ينضم إليهما الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يتمتع بحضور قوي في منطقة الكورة.
إلا أن مصادر مقربة من "قيادة الحزب القومي" كشفت لموقع "العهد" الإخباري: "أن الحزب حتى الساعة لم يحسم تحالفاته، كما انه لم يحسم مرشحيه". وتؤكد المصادر القومية "أن التواصل مع النائب سليمان فرنجية مفتوح، وهو الأقرب إلينا ولكننا بانتظار بعض التفاصيل".
وعن مرشحين الحزب، تشير المعلومات المتوافرة الى أن النائب السابق سليم سعادة هو الأكثر حظًا، وما أشيع حول عزوفه عن الترشح غير صحيح، إذ ان حضوره يوفر فرصة فوز إضافية لأنه ورث حالة شعبية منذ عهد والده رئيس الحزب الاسبق الدكتور عبد الله سعاده، بالإضافة الى ان رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجيه يفضل ان يرشح الحزب سعاده، ولكنه لن يفرض ذلك على القوميين، فالمعركة الانتخابية في مواجهة "القوات" و"الكتائب" من جهة، والعونيين و"المستقبل" من جهة اخرى، لن تكون سهلة وتحتاج الى اختيار مرشحين لديهم حيثية شعبية تستطيع تأمين الحاصل الانتخابي.
تحالف "القوات اللبنانية" و"الكتائب"
وفي ظل تلك التكتلات، يبقى وحيداً كل من القوات اللبنانية والكتائب، لكن الأسئلة التي تطرح: "هل سيتمكن هذا التحالف من تأمين الحاصل الانتخابي؟ مقابل تحالفات تضم احزاباً وقوى لا يستهان بحضورها الشعبي، وتتمتع بقواعد شعبية وازنة ومؤثرة، مقابل ضعف القاعدة "الكتائبية" في هذه الدائرة.
إلا أن مصادر مقربة من حزب القوات، تشير الى: "أن القوات لم تقطع الأمل حتى اللحظات الأخيرة، في أن تكون حليفة للمستقبل". لكن آمال القواتيين تتراجع شيئا فشيئاً في ظل تقدم لافت لحلف العونيين والمستقبل الذي يتمتع في كتلة تجيرية وازنة في الكورة، وهو ما سيجعل كتلة القوات المؤلفة حالياً من 4 نواب (من أصل 10) في الدائرة الثالثة، معرضة حتماً لتنخفض الى النصف.