ارشيف من :أخبار لبنانية
الرئيس عون التقى الرئيس العراقي فؤاد معصوم في بغداد: لبنان يقف بقوّة مع وحدة العراق
هنأ رئيس الجمهورية ميشال عون الرئيس العراقي فؤاد معصوم على الإنجازات التي حقّقتها دولة العراق في الأشهر الأخيرة في مكافحة الإرهاب، والّتي أعادت ثقة العراقيين بأمنهم ومستقبلهم.
وشدد في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرهالعراقي فؤاد معصوم فيبغداد أنّ اللقاء كان وديّاً وأخويّاً، مشيراً الى أنهما تطرقا خلال المحادثات إلى العلاقات الثنائية الّتي تربط البلدين وسبل تفعيلها في مجالات عدة، خصوصاً وأنّ العراق كان دائماً إلى جانب لبنان في مختلف المراحل والظروف.
وأكد على أن لبنان يقف بقوّة مع وحدة العراق، وضد كل المشاريع والنزاعات التي تهدف إلى تهديد وحدة كيانه، مبيّناً أن الجانبين أجريا جولة أفق في الأوضاع والتطوّرات الإقليمية، وما شهدته في الفترة الأخيرة من تسخين أمني، مشدداً على أهمية توحيد الموقف العربي.
وتابع الرئيس عون إنلبنان واجه معاناة مماثلة لمعاناة العراق من قوى الظلام، فكان القرار بمواجهتها حتميّاً، مضيفاً " نجحنا في الانتصار عليها في معركة مشرّفة في خريف العام الماضي"، مؤكّداً أن هناك تطابقاً في الرأي بين البلدين حول ضرورة بذل جهود عربية ودولية مشتركة لمكافحة الإرهاب بطريقة فعّالة ونهائية، ترتكز ليس فقط على القضاء على الإرهابيين بل أيضاً على مكافحة الأسباب والعوامل المسهلة لنشوء الفكر الإرهابي وتنظيماته.
وقال الرئيس عون "عرضت أيضاً للتهديدات الصهيونية التي يتعرض لها بلدنا، والّتي ارتفعت حدّتها بوتيرة متسارعة في الفترة الأخيرة، وشرحت له موقف لبنان الموحّد والصارم إزاء هذه التهديدات والاستفزازات المرافقة لها".
ومن ناحية اخرى، جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقوف لبنان الى جانب وحدة الدولة العراقية، ارضاً وشعباً ومؤسسات، ورفض كل ما يمكن أن يمس بهذه الوحدة، وتعريض وجود العراق ومستقبل شعبه للخطر. وشدد من جهة ثانية، على أهمية تبادل المعلومات والخبرات المتعلقة بمكافحة الارهاب، وضرورة بذل جهود دولية موحدة في هذه المواجهة، ضمن مقاربة تنهي تهديدات الارهاب، وتعالج اسباب هذه الظاهرة البغيضة. وأكد الرئيس عون على وجوب اعادة اللحمة الى الصف العربي واجراء مصالحات حقيقية، مع الحفاظ على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وإذ اعرب رئيس الجمهورية عن استعداد الشركات اللبنانية بما تملكه من خبرات واسعة، والمستثمرين اللبنانيين، للمساهمة في ورشة اعادة اعمار العراق، فإنه لفت الى ان الآفاق بين لبنان والعراق تبدو واعدة لوضع خطط تعاون واتفاقيات تخدم مصالح البلدين.
من جهته، دعا رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي توحيد الجهود من اجل القضاء على الارهاب بشكل نهائي، والتحرك باتجاه التنمية الاقتصادية والتعاون في مجالات التكامل الاقتصادي بين الدول والشعوب، وأشار الى أن نجاح العراق في كسر الارهابيين أنقذ بلده والعالم لأن هذا التهديد وجودي لكل الدول.
وأعرب العبادي عن الرغبة العراقية في مساعدة لبنان في مختلف الظروف التي يمر بها، مؤكداً حرص العراق على تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها، واستعداد الحكومة العراقية لبذل أي جهود ممكنة يطلبها لبنان في سبيل ذلك.
مواقف الرئيس عون ورئيس الوزراء العراقي جاءت خلال مؤتمر صحافي مشترك عقداه مساء اليوم عقب محادثات موسعة بين الجانبين اللبناني والعراقي في قصر سندباد، مقر رئاسة الحكومة العراقية في بغداد.
وكان في استقبال الرئيس عون لدى وصوله الى الباحة الخارجية للقصر الحكومي مدير مراسم رئاسة الحكومة السيد حسنين الشيخ، توجه بعدها الى مدخل القصر حيث كان في استقباله رئيس الحكومة العراقية الدكتور العبادي مرحّباً به.
محادثات موسعة
وبعد انتهاء مراسم الاستقبال، والتقاط الصور التذكارية، انتقل الرئيس عون ورئيس الحكومة العراقية د.العبادي الى القاعة الملكية في القصر، حيث صافح رئيس الجمهورية اعضاء الوفد العراقي المشارك في المحادثات الموسعة، وضمّ وزراء الداخلية قاسم الاعرجي، الثقافة فرياد راوندزي، التخطيط سليمان الجميلي، الاعمار والاسكان آن العاني، النائب عباس البياتي، مدير مكتب رئيس الوزراء نوفل الحسن، رئيس ديوان الرقابة المالية د. صلاح نوري، السفير العراقي في لبنان علي العامري، ومدير مكتب الاعلام في رئاسة الوزراء وعددا من المسؤولين العراقيين. فيما صافح رئيس الوزراء العراقي اعضاء الوفد اللبناني الذي ضم وزراء: الصناعة حسين الحاج حسن، الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، السياحة اواديس كدنيان، النائب اغوب بقرادونيان، السفير علي حبحاب، والمستشارين: الوزير السابق الياس بو صعب، السيدة ميراي عون الهاشم، إضافة الى المديرة العامة لوزارة العدل القاضية ميسم النويري ورئيس مجلس رجال الاعمال اللبناني-العراقي عبد الودود نصولي ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية الاستاذ رفيق شلالا.
واستهل العبادي المحادثات بالترحيب بالرئيس عون في العراق مؤكداً أن هذه الزيارة ستعزز العلاقات الثنائية بين البلدين وتفتح المجال امام المزيد من التعاون، لا سيما أن لبنان والعراق واجها ظروفاً مماثلة في مكافحة الارهاب، وحققا انتصارات وانجازات في هذا المجال. وتحدث العبادي ايضاً عن الرغبة العراقية في مساعدة لبنان في مختلف الظروف التي يمر بها، كما تطرق البحث الى المواضيع ذات الاهتمام المشترك، فأكد الحرص على تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها، واستعداد الحكومة العراقية لبذل أي جهود ممكنة يطلبها لبنان في سبيل ذلك.
ورد الرئيس عون شاكراً الرئيس العبادي على عاطفته، مؤكداً على رغبة لبنان في ترسيخ اطيب العلاقات مع العراق وتطويرها خصوصاً أن العلاقات التاريخية بين البلدين كانت دائماً علاقات مودّة وتنسيق في المجالات كافة. واشار رئيس الجمهورية الى ان الروابط الشعبية بين البلدين هي روابط متينة ايضاً وتحتاج الى مزيد من التفعيل لتمتينها أكثر فأكثر. ثم تم التطرق الى الوضع في المنطقة في ضوء التطورات القائمة، لا سيما في ما يتعلق بالازمة السورية والاستعدادات الجارية للوصول الى حل لهذه الازمة. كما تحدث الرئيس عون عن التهديدات والاطماع الاسرائيلية البحرية والبرية بلبنان والتحرك الجاري لمواجهتها وموقف لبنان الموحد والصارم إزاءها ولا سيما خلال زيارة وزير الخارجية الاميركية ريكس تيليرسون للبنان ومساعده لشؤون الشرق الادنى دايفيد ساترفيلد.
ثم تناول الجانبان العلاقات الاقتصادية، والتعاون في هذا المجال خصوصاً بالنسبة الى الصناعة اللبنانية، مع التأكيد على ضرورة تسهيل وصول المنتجات اللبنانية الى العراق.
كما أثيرت ايضاً خلال المباحثات الصعوبات التي تواجه نقل البضائع اللبنانية من لبنان الى الخارج بسبب اقفال المعابر البرية، والاتصالات الجارية بهدف فتح أحد هذه المعابر. ومن ثم تناول البحث موضوع العراقيين النازحين في لبنان وحقوق بعض الشركات اللبنانية التي قامت بأعمال في العراق ولم تتلق حتى الآن مستحقاتها، وأعطى الرئيس العبادي توجيهاته الى الوزراء المعنيين بمتابعة هذا الامر من النواحي القانونية والاقتصادية وايجاد السبل اللازمة للحل والتجاوب مع حاجات اصحاب هذه الشركات والمستثمرين اللبنانيين.
مأدبة عشاء
ثم لبّى الرئيس عون دعوة رئيس الحكومة العراقية د. العبادي الى مأدبة عشاء اقامها على شرفه والوفد المرافق استكملت خلالها المحادثات بين الجانبين.
ويستكمل رئيس الجمهورية غداً زيارته الرسمية الى العراق بزيارة نصب الجندي المجهول، ولقاء رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور سليم الجبوري، على ان يختتم نشاطه قبل انتقاله الى أرمينيا بلقاء مع نائب رئيس جمهورية العراق الدكتور اياد علاوي.