ارشيف من :أخبار لبنانية
حوزة الإمام المنتظر (عج): باكورة بركات سيد شهداء المقاومة الإسلامية
يصادف بعد يومين، الذكرى الأربعين لتأسيس حوزة الإمام المنتظر (ع) للدراسات الإسلامية، فمتى وكيف تأسست الحوزة؟
حوزة الإمام المنتظر(عج) في مدينة بعلبك، هي من الحوزات الكبيرة والناجحة في لبنان، تأسست على أيدي مجموعة من الطلبة اللبنانيين المهجرين من العراق بعد تضييق النظام البعثي على الحوزة ومراجعها وعلمائها في النجف الأشرف أواخر العام 1977م، حيث غادر سماحة السيد عباس الموسوي (سيد شهداء المقاومة الإسلامية) ورفاقه النجف عائدين إلى لبنان، واجتمعوا بدعوة من السيد الشهيد صاحب اقتراح فكرة إنشاء الحوزة في بعلبك.
أما لماذا في بعلبك؟ لأن بعلبك كانت تفتقر للمدراس الدينية، واختيرت بسبب الوضع الأمني، ولبُعدها عن ساحة الصراعات التي كانت دائرة آنذاك في غيرها من المناطق، والأهم وجود قاعدة شعبية حاضنة.
تجدر الإشارة إلى أن الشهيد السيد عباس الموسوي تشاور في الأمر مع سماحة السيد محمد باقر الصدر في العراق ومع سماحة السيد موسى الصدر في لبنان، ولاقى دعمهما وتشجيعهما.
من منزل صغير إلى مبرة الإمام المنتظر(عج)
في البداية تم استئجار منزل من غرفتين في محلّة "رأس العين" وبدأت الدراسة في شباط/فبراير من العام 1978م، بثلاثة عشر طالبًا، وأستاذ وحيد هو السيد الشهيد رضوان الله عليه، واستمر الأمر على هذه الحال لشهرين إلى أن قدم مفتي بعلبك حينها سماحة المقدّس الشيخ سليمان اليحفوفي مبنى مبرّة الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) وأعطى كل المساعدة لانطلاق الخطوات الأولى للحوزة، ما ساهم في استقبال طلاب جُدد، وأستدعى التعاقد مع اساتذة جُدد، والانتقال إلى مرحلة جديدة من الدراسة التي أصبحت تشمل مراحل المقدّمات والسطوح كافّة".
مسجد الإمام علي(ع)
بعد عام انتقلت الحوزة إلى المبنى الملحق بمسجد الإمام علي (ع)، وانضم لهيئة التدريس فيها عدد من العلماء منهم سماحة الشيخ محمد يزبك والشيخ علي العفي، واستقبلت طلاب من كافّة المناطق والعائلات بعناية خاصة من السيد الشهيد نظراً للحاجة للملحّة إلى التبليغ الديني على مستوى لبنان.
رحلة التبليغ
مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران على يد الإمام روح الله الموسوي الخميني (قده) زادت المهمات الملقاة على عاتق المبلغين في حوزة الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه)، وتحديداً حمل راية الدفاع على الإمام والثورة ومشروع الجمهورية الإسلامية فانطلقت دعوات التبليغ من البقاع الغربي إلى أقاصي البقاع الشمالي، وفي مقدّمتهم السيد عباس الموسوي والسيد حسن نصر الله والشيخ محمد خاتون وآخرون.
ومع الاجتياح الإسرائيلي للبنان في حزيران/ يونيو من العام 1982م، كانت الحوزة مقر للقاءات الأولى والمشاورات التي قادها السيد الشهيد ورفاق الطلقات الاولى لتأسيس نواة حزب الله.
تداول الإشراف على الحوزة بين سمحاة السيد الشهيد والشيخ علي العفي والشيخ محمد يزبك الذي استلم الإشراف الكامل عليها بعد انتقال السيد الشهيد لقيادة الحزب والمقاومة. ولا يزال سماحة الشيخ يزبك على رأس إدارتها منذ العام 1993.
المناهج والدراسة
سعت وتسعى الحوزة بشكل مستمر لتطوير المنهج الدراسي لكن بشرط عدم الإخلال بالمضمون، ويسجل في هذا المجال اعتمادها أسلوبًا لدرس الفلسفة كما هو الحال في الجامعات، حيث تدرّس الفلسفة الغربية ومقارنتها مع الفلسفة الإسلامية، وتدرّس اللغة الإنكليزية، وإلى جانبها الفارسية.
ويسمح نظام الحوزة للطلاب بالذهاب إلى الجامعة، إتاحةً في المجال لمزاوجة غير مباشرة بين العلوم الدينية والعلوم الحديثة للراغبين في ذلك.
شروط الانتساب
1ـ أن يكون عمر الطالب ما بين ثمانية عشر واثنين وعشرين عامًا.
2ـ أن يكون حاصلاً على الشهادة الثانوية.
3ـ أن يكون عازبًا ( لأن نظام التدريس يعتمد على السكن الداخلي).
يخضع الطالب لامتحان دخول خطي ومن ثمَّ لمقابلة شخصية يُستوضح فيها عن شخصيته ووضعه الاجتماعي وطُموحاته وهدفه من الدراسة، وبعد ذلك يخضع لفترة اختبار مدّة ثلاثة أشهر، ومن ثمَّ إذا مرّ في كل تلك المراحل، عليه أن ينجح في امتحانات الفصل الأول، فإن نجح يكمل في الحوزة، وإلا يتمّ الاعتذار منه.