ارشيف من :آراء وتحليلات

انتخابات 2018: معركة كسر عظم في الشمال الثانية والمقاعد ستتوزع بين كل الاطراف

انتخابات 2018: معركة كسر عظم في الشمال الثانية والمقاعد ستتوزع بين كل الاطراف

تكتسب معركة دائرة الشمال الثانية اي طرابلس _ المنية _ الضنية اهمية استثنائية انطلاقا من التنوع السياسي الذي يميّز هذه الدائرة، ولو من داخل الطائفة السنية، حيث يسعى كل فريق سياسي للفوز بأكبر عدد ممكن من المقاعد هناك والبالغة احد عشر مقعداً موزعة بين ثمانية مقاعد في طرابلس، واثنين في الضنية، وواحد في المنية، فيما توزع طائفياً ثمانية للطائفة السنية وواحد للموارنة وواحد للعلويين وواحد للأرثوذكس والثلاثة من غير السنة في طرابلس.
وبات في هذه الدائرة ما يصل الى 343 الف منتخب، هم 215 الف سني و21 الف روم ارثوذكس و21 الف علوي واربعة الاف ماروني واربعة الاف من باقي الطوائف المسيحية، فيما ينتظر ان يصل عدد المقترعين ما بين 210 و220 الف مقترع، اي بحاصل انتخابي يراوح ما بين 19 الف و21 الف مقترع، وبذلك تحتاج أي لائحة لتضمن مقعدا واحدا وما فوق ان تحصل على الحاصل الانتخابي، وبالتالي فعدد المقاعد التي ستحصل عليها كل لائحة مرهون بكمية الاصوات التي ستتمكن من الحصول عليها قسمة للحاصل الانتخابي.
لكن من الواضح بحسب مصادر معنية بهذه الدائرة ان ليس في مقدور اي لائحة ان تفوز بأكثرية المقاعد او حتى بثلاثة او اربعة مقاعد نظرا لتوزع الحضور الشعبي بين كل الجهات السياسية الموجودة هناك، خصوصاً ان الاتجاه لتشكيل ما لا يقل عن اربع لوائح، الأولى سيشكلها تيار المستقبل مع الوزير السابق محمد الصفدي والجماعة الاسلامية، والثانية سيشكلها الرئيس نجيب ميقاتي مع بعض الاسماء من داخل الطائفة السنية ومن طوائف اخرى التي لها حصص على مستوى المقاعد هناك، والثالثة سيشكلها الوزير السابق فيصل كرامي مع كل من النائب السابق جهاد الصمد وكمال الخير ومرشح للحزي العربي الديمقراطي وكذلك مع تيار المردة، ولا يستبعد ان تضم الوزير السابق جان عبيد، ولائحة رابعة سيشكلها الوزير السابق اشرف ريفي، بحيث يرجح ان لا تكون مكتملة، فيما لم تتضح حتى الان صورة تحالفات المجتمع المدني وبعض الشخصيات الطرابلسية الاخرى.
ووفق المصادر فإن الاتصالات القائمة حتى الان تشير الى استحالة تحالف تيار المستقبل مع الرئيس نجيب ميقاتي وتحالف الاخير مع ريفي نظرا للتباعد السياسي الذي يهيمن على علاقة هذه القوى بين بعضها البعض، كما لا يستبعد حصول تحالف بين ميقاتي والوزير كرامي، على الرغم من وجود اتجاه لدى ميقاتي لعدم التحالف مع اي من الشخصيات ذات الحضور القوي في المدينة مثل كرامي.
وفي تقدير المصادر ان هذه الدائرة التي تشكل اكبر تجمع شعبي وسكاني على مستوى الطائفة السنية، ستأخذ المعركة فيها ابعادا اكثر من مسألة الفوز بمقعد نيابي، بل ان ابعادها اكبر لها علاقة برئاسة الحكومة في مرحلة ما بعد الانتخابات، فرئيس تيار المستقبل سعد الحريري يراهن على الفوز بنسبة لا بأس بها من المقاعد لما تمثله على المستوى السني وحتى يؤمن لنفسه عودة مريحة لرئاسة الحكومة، بينما الرئيس ميقاتي يسعى للتأكيد على تمثيل اوسع له على مستوى دائرة الشمال الثانية لما تمثلة من موقع بالنسبة للطائفة السنية.
الا ان المصادر ترى ان توزع الحضور الشعبي بين القوى والشخصيات المتعددة في هذه الدائرة يؤكد استحالة تحقيق رغبات البعض للفوز بأكبر عدد ممكن من المقاعد، خصوصا ان نتائج انتخابات العام 2009 تخالف هذه الرغبات، ففي دائرة طرابلس بحسب قانون الانتخابات القديم حصل الرئيس الراحل عمر كرامي على 30313 صوتا، وفي دائرة المنية _ الضنية بحسب القانون القديم ايضا حصل النائب السابق جهاد الصمد على16136 صوتا، بينما حصل المرشح كمال الخير في الانتخابات الفرعية التي جرت في المنية _ الضنية في العام 2010 على 14097 صوتا، في حين حصل منافسه النائب الحالي كاظم الخير على 20119 صوتا، ما يعني ان عملية توزيع المقاعد ستختلف في الانتخابات المقبلة عما حصل في العام 2009، وبالتالي ستأتي الانتخابات القادمة معبرة في حدود بعيدة عن مدى التمثيل الشعبي لمختلف القوى السياسية من دون ان يتم احتكار التمثيل للذين حصلوا على اكثرية ضئيلة كما جرى في الانتخابات الماضية.

2018-02-24