ارشيف من :أخبار لبنانية
حسن خير الدين..قاوم الصهاينة بالقلم فقتل
لم يكن الشاب حسن خير الدين يعلم أن زيارته الى لبنان في عام 2014 ستكون الأخيرة. البلد الأحب على قلب حسن افتقده حيث هو، في غربته. عداوته للاحتلال، ذنب قتله غدراً في سكنه الجامعي ببلاد الغربة، وهو الذي نشأ في بيئة مقاومة، حملها معه في رحلته الى المهجر. شظف العيش والبحث عن حياة كريمة كلها أسباب دفعت بوالد حسن الى الهجرة. تنقّل من لبنان الى أبو ظبي، ثم دبي، الى أنّ استقر به الحال في كندا. حسن الولد البار كما يحلو لعارفيه القول، كبير إخوته الثلاثة، لم يهضم العيش في الغربة. لطالما ردّد أمام مسامع أقرانه بأنّ حلمه بالعودة الى لبنان الذي غادره وهو في الثالثة عشرة من العمر. لم يُقدّر لحسن أن يحمل سلاحاً يقاتل به الصهاينة، ويدافع به عن بلده، كما تمنى. بل قدّر له أن يحارب هذا العدو بالقلم. بفكره المتفوّق الذي لطالما كان محطّ إعجاب المحيطين به. أصرّ على القضية الأساس "إسرائيل شر مطلق"، فأعدّ العُدة لتحضير رسالة الماجستير تحت عنوان "التغلغل الصهيوني في الاقتصاد العالمي".
عن نباهة وذكاء حسن، يتحدّث ياسر خير الدين -وهو عم المغدور- لموقع "العهد" الإخباري. لا يعرف من أين يبدأ في الحديث عن شاب لم تأخذه مغريات "الحياة" في كندا. يُكرّر حسن أمام كل من يعرفهم أنه يكره العيش خارج بلده، وأنه يعد السنين التي سيتنتهي فيها من دراسته، للعودة الى بلدته مجدلون البقاعية. لدى تواجده في بلده الأم، يُحرّض كل من يلتقيهم بأن لا يفكروا في السفر. يغبطهم على الحياة في لبنان رغم ما فيه من شظف العيش. صودف لحسن، وفق ما يروي عمه، أن كان زائراً للبنان بالتزامن مع فاجعة "ذبح العسكريين". فقام بزيارة أسر كل واحد منهم، واسى أهاليهم بالقول "إنهم شهداء هنيئاً لهم".
يُفتّش عم حسن عن لقب يصف به المغدور. إنه وطني أكثر كلمة تفيه حقه. دائماً ما يقول لأصحابه "لمن سنترك لبنان إذا لم نتمسك بالعيش فيه"..إنه أكبر من عمره، بتصرفاته في الكثير من المواقف. لدى أسرة حسن عتب كبير على الدولة اللبنانية. وفق ياسر، جرى تقصير لم نكن نتوقعه، ولا يفي حسن مقدار حبه لبلده. وهنا تؤكد مصادر وزارة الخارجية للعهد ما أعلنته سابقاً بأن السلطات اللبنانية تتابع القضية مع نظيرتها الكندية وهي تدرس حالياً مسألة إعادة الجثمان الى لبنان، نافيةً الرد على كل ما قيل ويقال في إطار "العتب على التقصير الرسمي اللبناني في متابعة القضية".