ارشيف من :أخبار لبنانية
زيارة انتخابية للموفد السعودي الى بيروت
الزيارة تأتي في خضمّ السباق الانتخابي
قبل 8 أيام من موعد إقفال باب الترشيحات للانتخابات النيابية، حطّ الموفد السعودي الخاص الى لبنان نزار العلولا في بيروت.
وعلى الرغم من قلة الكلام السياسي للدبلوماسي السعودي في المقار الرئاسية التي زارها والاكتفاء بالحديث الرسمي تحت عنوان إعادة العلاقات بين لبنان والمملكة الى طبيعتها، غير أن زيارته الى معراب كانت لافتة في الشكل والتوقيت والمضمون، حيث التقى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع يرافقه السفير السعودي لدى لبنان وليد اليعقوب والوزير المفوض في الديوان الملكي وليد البخاري، بحضور وزير الإعلام ملحم الرياشي والنائب ستريدا جعجع. اللقاء استمرّ حتى منتصف الليل تخلّلته مأدبة عشاء وكان الملف الانتخابي الطبق الأبرز، بحسب المعلومات المتوافرة.
وفي هذا السياق، أشارت صحيفة البناء الى أن السعودية استطلعت من جعجع إمكانية توحيد 14 آذار في لوائح انتخابية لمواجهة فريق المقاومة وهذا يبدأ من عقد لقاء بين الحريري وجعجع والاتفاق على رؤية موحّدة لخوض الانتخابات.
جعجع خرج من اللقاء ليتحدث الى الإعلاميين قبل أن يعود ليستكمله مع ضيوفه، وأشار الى أن "المحادثات كانت مباشرة، وطالت المشاكل الرئيسية التي يعاني منها لبنان"، وقال: "بحثنا في المشاكل الاساسية التي تواجه لبنان وقد طرحت موضوع الحدود البحرية، وما طرحه رئيس الجمهورية ميشال عون طرح منطقي، ولا حلّ غير هذا الحل ولا مانع في الحرب إذا كانت تعيد نفطنا، ولكنها تطيّر النفط"، حسب تعبيره.
حديث جعجع أظهر عمق الفجوة بين "المستقبل" و"القوات" بإشارته الى أن الحد الأدنى من التوافق السياسي لم يتوفر بين الطرفين قبل 14 شباط الماضي وهذا هو سبب غيابي عن هذه المناسبة، متسائلًا عن الأسس لعودة التحالف مع المستقبل؟.
مصادر دبلوماسية قالت لـ"البناء" إن "السعودية شعرت بأنها تخسر حضورها في في لبنان بعد العلاقة المتوترة بين البلدين إثر أزمة احتجاز الحريري، فأرادت استعادة هذا الحضور والدور من خلال إحياء العلاقة الماضية، وعبرت عن دعمها للدولة اللبنانية وللحكومة والرئيس الحريري شخصياً بعكس السياسة السابقة التي وصلت حد استعداء لبنان وحكومته وإطلاق التهديدات ضده"، لكن المصادر أشارت الى أن "توقيت الزيارة بالتأكيد له علاقة بالانتخابات النيابية ويحمل محاولة سعودية لإعادة لملمة فريقها السياسي لا سيما القوات والمستقبل قبل الانتخابات".
وفي السراي الحكومي وجه الموفد السعودي دعوة للحريري لزيارة السعودية وعد الأخير بتلبيتها، وأشار رئيس الحكومة إلى أنّ "المحادثات مع العلولا كانت ممتازة وسألبي الدعوة إلى السعودية في أقرب وقت ممكن"، مشيرًا إلى أنّ "هدف السعودية كان أن يكون لبنان سيّد نفسه، كما الحفاظ على الاستقرار فيه ونريد أن نرى كيف سيكون التعاون بموضوع المؤتمرات".