ارشيف من :نقاط على الحروف
حرب الإلغاء بين الفصائل.. ’النصرة’ تحضّر لاستعادة معرّة النعمان و’تحرير سوريا’ عينه على ادلب
نضال حمادة
استعرت نار الحرب بين "هيئة تحرير الشام ـ النصرة" و"جبهة تحرير سوريا" التي تشكلت مؤخرا من إندماج مؤقت بين "احرار الشام" و"حركة نور الدين زنكي"، وانتشرت نار المعارك على كامل جغرافيا الشمال السوري وتعددت الجبهات من مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي حيث تدور معارك طاحنة في المدينة بين الطرفين سقط جراءها عشرات القتلى والجرحى، الى مدينة حزانو في ريف حلب الشمالي حيث شنت النصرة هجوما استدعى استنفارا كبيرا بين الفصائل المناهضة للنصرة في كل القرى المحيطة بالبلدة، على مدينة معرة النعمان في ريف ادلب الجنوبي حيث هددت "النصرة" عبر تسجيل صوتي (حصل عليه موقع العهد الإخباري) باقتحام المدينة.
وقال "أمير معرة النعمان" في "جبهة النصرة" أبو عبيدة الحمصي إن "النصرة تعرضت لبغي من الزنكي واحرار الشام". وقال انه "تم الاتفاق عبر وجهاء من مدينة معرة النعمان على تحييد المدينة عن الصراع الدائر حاليا بين الفصائل"، وقال الحمصي في خطابه الموجه إلى اهالي معرة النعمان "اعلموا أن هيئة تحرير الشام قد اتخذت قرارا بالهجوم على معرة النعمان لاستعادتها"، وقال إن "دخول النصرة الى المعرة هو دخول عز وشرف وقد فرض على النصرة"، مطلقا على مسلحي "جبهة تحرير سوريا" وصف "البغاة" ودعاهم لـ"تسليم سلاحهم".
صوت أمير معرة النعمان في "جبهة النصرة" أبو عبيدة الحمصي
وفي سياق الحرب الإعلامية وجه قائد "صقور الشام" الشيخ أبو عيسى كلمة إتهم فيها الجولاني بالإستعداد طيلة الأشهر الماضية للهجوم على الفصائل، وقال أبو عيسى في كلمته التي حصل عليها موقع العهد من مصادر داخل "المعارضة السورية" انهم "كسروا شوكة الجولاني رغم زجه بكامل قواته".
وأضاف انهم في "جبهة تحرير سوريا قد عزموا على إنهاء حالة الجولاني وجماعته"، ودعا المهاجرين الى "عدم تصديق إدعاءات الجولاني بحمايتهم"، وقال إن "عليهم عدم الدخول في قتال مع أصحاب الأرض".
"جيش تحرير سوريا" الساعي للوصول الى مدينة إدلب معقل "جبهة النصرة" سيطر على مدينة دارة عزة في الريف الغربي لحلب المؤدية الى مدينة إدلب بعد سيطرته على مدينة معرة النعمان التي خسرتها "النصرة" وتحشد للهجوم عليها لاستعادتها، وتقع معرة النعمان إلى الجنوب من مدينة إدلب وتعتبر معبرا مهما ومقراً لجماعة "جيش تحرير سوريا" للهجوم على مدينة إدلب التي تسيطر عليها "جبهة النصرة".
صوت قائد "صقور الشام" الشيخ أبو عيسى
وبالسيطرة على المدينتين اصبح "جيش تحرير سوريا" يحيط بمدينة إدلب من جهتين مع السيطرة على طرق إمداد إدلب من الغرب والشمال باتجاه تركيا ومن الجنوب عبر معرة النعمان المؤدية الى ريف حماه الشمالي حيث يوجد لـ"جبهة النصرة" مناطق ومقاتلون يمكن أن يمدوا جماعة الجولاني بالدعم الكبير في معركة إدلب التي تقترب كثيرا مع اشتداد المعارك وتزايد عدد القتلى والجرحى بين الطرفين المتحاربين وعدم وجود أي حلول او مساع لوقف إطلاق النار، فضلا عن قرار إقليمي خصوصا تركياً يذهب باتجاه الانتهاء من "جبهة النصرة" في الشمال السوري لمصلحة "حركة نور الدين الزنكي" و"حركة أحرار الشام" المقربين جدا من تركيا.
في السياق وحسب معلومات من مصادر سورية معارضة غادر قائد "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني مقر إقامته في بلدة حارم بريف إدلب متجها الى جبال اللاذقية، وأضافت المصادر أن تقدم قوات "جبهة تحرير سوريا" وسيطرتها على المناطق الإستراتيجية والحيوية لجبهة النصرة في الشمال السوري فضلا عن انتفاضات شهدتها قرى وبلدات في ريفي إدلب وحلب ضد "جبهة النصرة" ربما دفعت الجولاني الى اعتبار معركة إدلب خاسرة ومنتهية وبالتالي فإن التوجه الى جبال اللاذقية الوعرة التضاريس هو الحل الأنسب الذي يمكّن الجولاني من الإختفاء على طريقة أبو بكر البغدادي المتخفي منذ سقوط مدينة الموصل.
وتشير المصادر السورية المعارضة الى أن طرق العمل الميداني لـ"جبهة النصرة" و"تنظيم داعش" متشابهة كما ان طريقة تفكير قائدي التنظيمين متشابهة، فهما آتيان من نفس المدرسة العسكرية والأمنية التي تبلورت أثناء الإحتلال الأمريكي للعراق.