ارشيف من :أخبار لبنانية
جلسة خامسة للجنة الموازنة اليوم.. والحريري غادر إلى السعودية
اهتمت الصحف الصادرة اليوم في بيروت بزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى الرياض، تلبية للدعوة التي وجهها له الموفد السعودي نزار العلولي، الذي زار لبنان لمدة يومين.
كما بقيت موازنة العام 2018 في صلب الاهتمام، مع انعقاد الجلسة الخامسة للجنة المكلفة بدراستها اليوم في السراي الحكومي.
"الأخبار": الحريري «رسمياً» في الرياض: انتهى زمن الحصرية
قالت صحيفة "الأخبار" انه في أكثر من محطة من محطات زيارته التي استمرت يومين، كان السؤال الأبرز الذي طُرح أمام الموفد السعودي، المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، يتصل بالسبب الرئيسي لزيارته إلى لبنان، فكان الجواب بأنه جاء خصيصاً لتوجيه دعوة رسمية إلى رئيس الحكومة سعد الحريري لزيارة الرياض، وما عدا ذلك، مجرد استماع واستطلاع
للمرة الأولى منذ 13 عاماً، يصل سعد الحريري إلى السعودية، ليس بصفته زعيماً سياسياً لطائفته أو لفريق 14 آذار، وكذلك ليس بصفته «متقدماً» بأشواط على غيره من الرؤساء أو القيادات السياسية والروحية، وخصوصاً ضمن بيئته الطائفية.
للمرة الأولى يصل سعد الحريري إلى الرياض ليس بصفته وريث الرئيس الراحل رفيق الحريري الذي لم تستقبله المملكة بأيّ صفة رسمية، وخصوصاً في مرحلة تبوّئه سدة الرئاسة الثالثة بين عامي 1992 و2005، بل كانت تستقبله بصفته وكيلها السياسي الحصري في لبنان وبعض المنطقة، وهي مهمة كانت تجعله أحياناً موفداً ملكياً سعودياً أو وزير خارجية الظل في زمن وزير خارجية المملكة الراحل سعود الفيصل.
نجح رفيق الحريري في نسج منظومة علاقات لم يسبقه أحد إليها من أقرانه حلفاء المملكة، لا في لبنان ولا في أي من بلدان العالمين العربي والإسلامي. هذه المنظومة بدأت مع الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، وورّثها إلى نجله سعد في زمن الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز، لكن ما إن احتل سلمان بن عبد العزيز سدة العرش الملكي، حتى تبدّت ملامح علاقة من نوع مختلف بين المملكة وسعد الحريري.
هذه العلاقة لم يحدد مسارها أو مآلها الملك سلمان، بل نجله ولي العهد محمد بن سلمان، وكان «التتويج» باستدراج سعد الحريري إلى المملكة في مطلع تشرين الثاني الماضي وفرض استقالته من رئاسة الحكومة ووضعه في الإقامة الجبرية التي أخرجه منها الأميركيون والفرنسيون بالدرجة الأولى.
منذ أن عاد الحريري إلى بيروت، فتحت صفحة جديدة في علاقات آل الحريري بالسعودية. أولاً، لم يلتزم الرجل بـ«الوصفة السبهانية»، فقرّر طيّ صفحة الاستقالة والمضيّ في مسار تسوية سياسية أتت بميشال عون رئيساً للجمهورية وأعادته إلى رئاسة الحكومة. الخطوة الثانية هي المضيّ في خيار الانتخابات النيابية ورفض تأجيلها، رغم كل الإلحاح من بيته الداخلي وحلفاء الداخل والخارج.
الخطوة الثالثة، إشعار كل من كان مشتبهاً فيه بتورطه في تحريض السعودية عليه، بأنه لا بد أن يدفع الثمن. رتّب الحريري بعض بيته الداخلي، ومن ثم بلغت رسائله كل من يعنيهم الأمر من الحلفاء، وأوّلهم سمير جعجع. بلغ المشهد ذروته في احتفالية الرابع عشر من شباط 2018. مشهدية أكملها بخطابه السياسي الأول من نوعه الذي لا يرد فيه أي ذكر للمملكة، فيما كان مدير مكتبه نادر الحريري يضع بصماته على خطة انتخابية تقتضي التعاون سياسياً مع التيار الوطني الحر والابتعاد عن حلفاء مثل القوات اللبنانية والكتائب.
فجأة يكثر الحديث عن زيارة موفد سعودي إلى بيروت اسمه نزار العَلَوْلا. الزيارة التي تأجلت أكثر من مرة حصلت أول من أمس. أتى الرجل الذي تسلم الملف اللبناني خلفاً للوزير ثامر السبهان، بصفته موفداً ملكياً، يرافقه وليد البخاري الذي كان يتولى مهمات القائم بأعمال سفارة بيروت (منذ أن أُنهيت خدمة السفير السابق علي عواض العسيري)، وكان البعض يلقبه بـ«ظل السبهان» في لبنان، قبل أن يُستدعى إلى بلاده ويحل محله السفير الحالي وليد اليعقوب.
لم تشكّل زيارة العلولا، المستشار في الديوان الملكي، تعبيراً عن فتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية ــ السعودية، بل شكلت مرحلة جديدة في علاقة المملكة بآل الحريري. قررت القيادة السعودية إزالة آثار أزمة الاحتجاز القسري في «الريتز»، حتى لا يقال إنها أخلت الساحة اللبنانية للإيرانيين. عنوان هذه المرحلة هو العودة إلى ما قبل رفيق الحريري: علاقة عادية جداً بين دولة ودولة.
"الجمهورية": الحريري في الرياض للقاء الملك وولي العهد
من جهتها اعتبرت "الجمهورية" انه أمس بدأت الترجمة العملية للصفحة الجديدة في العلاقات اللبنانية ـ السعودية بوصول رئيس الحكومة الرئيس سعد الحريري الى الرياض ليلاً ملبياً دعوة رسمية من القيادة السعودية، كان قد نقلها إليه المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا الذي سافر معه مختتما لقاءاته التي عقدها على مدى يومين في بيروت التي سيزورها مجدداً في وقت لاحق من الشهر الجاري، وذلك في ضوء نتائج محادثات الحريري في العاصمة السعودية، والذي سيعقد لقاءات تكتسب أهمية كبيرة مع أركان القيادة السعودية.
وستتّجه الأنظار الى الرياض اليوم لترقب لقاءات الحريري فيها، حيث سيستقبله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويُنتظر أن تتناول المحادثات العلاقات الثنائية وأوضاع لبنان والمنطقة، وكذلك ستتناول في جانب منها التحضيرات الجارية لمؤتمرات الدعم الدولية المخصصة للبنان.
وفي إنتظار تبلور نتائج زيارة العلولا الاستطلاعية ولقاءاته مع المسؤولين الرسميين والسياسيين، وكذلك نتائج زيارة الحريري للسعودية، قالت أوساط سياسية واكبت زيارة الموفد السعودي لـ«الجمهورية»: «انّ زيارته الى لبنان ليست زيارة قرارات، بل زيارة اتصالات لإنعاش العلاقة بين البلدين والتي كانت تعرّضت لانتكاسة خارج إرادة الدولتين، وكذلك لتوجيه رسالة داخلية وإقليمية مفادها انّ المملكة العربية السعودية هنا ايضاً».
وتوقعت هذه الاوساط ان يحصل في قابل الايام تقييم لنتائج هذه الزيارة ولِما سمعه الزائر السعودي من الذين التقاهم، تمهيداً لاعتماد الخيارات التي تراها مناسبة للتعاطي مع الاوضاع اللبنانية في الظرف الراهن».
وأبرز لقاءات العلولا في اليوم الاخير من زيارته كانت مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. وعلم انّ جَو هذا اللقاء «كان ودياً جداً» وغلبَ عليه طابع المجاملات. ولكن مصادر واكَبته سجّلت «نبرة إيجابية» إعتمدها الموفد السعودي حيال لبنان. وخلال حديثه مع برّي إستذكر محطات بارزة في العلاقات اللبنانية ـ السعودية ليؤكّد من خلالها عمق الروابط بين البلدين، وحجم المودّة التي تكنّها المملكة لهذا البلد.
وأبلغ الى بري انه سيعود قريباً الى بيروت في زيارة ثانية، لأنه مضطر الى السفر لمواكبة زيارة الحريري للمملكة اليوم.
وفي هذا السياق أكدت مصادر مطلعة أنّ زيارة العلولا لبيروت «كانت استطلاعية على الطريقة السعودية، بحيث انها ركّزت على الحلفاء التقليديين للمملكة، مع توجّه جدّي الى إعادة الربط في ما بينهم، مع ملاحظة عدم شمول لقاءاته النائب وليد جنبلاط والوزير جبران باسيل، وسياسيين آخرين كان من المتوقع أن يلتقيهم.
وأبلغ العلولا الى بعض مَن التقاهم انه لم يتطرّق الى أيّ عنوان انتخابي في اللقاءات التي عقدها، فيما رجّحت مصادر ان يطبع العنوان السياسي ـ الإنتخابي زيارته المقبلة لبيروت.
ولكن مصادر «القوات اللبنانية» قالت لـ«الجمهورية» انّ اللقاء بينه وبين العلولا تناول في جانب منه قانون الانتخاب الذي ستُجرى الانتخابات على أساسه، وما يردّده البعض من انه سيمكّن «حزب الله» وحلفاءه من الفوز بالاكثرية النيابية، فأكّد جعجع للعلولا «انّ هذا القانون يؤمن التمثيل الصحيح لكل المكوّنات اللبنانية وكل كلام عن انه لمصلحة فريق هو غير صحيح، وانّ ما يُثار من مخاوف في هذا الصدد هو في غير محلّه». وأشارت المصادر الى انّ الموفد السعودي «عَبّر عن الامل في ان تفضي الانتخابات النيابية الى إعادة إطلاق دينامية سيادية وإصلاحية تعيد تزخيم مشروع الدولة».
وأشارت المصادر الى انه بَدا من جو اللقاء بين جعجع والعلولا «انّ هناك تعويلاً على زيارة الحريري للرياض من النتائج التي ستسفر عنها وستكون لها انعكاساتها المباشرة على مستقبل الاوضاع الداخلية والعامة اللبنانية، فضلاً عن مستقبل العلاقة اللبنانية - السعودية».
"البناء": الموازنة بلا الحريري؟
على صعيد آخر، ترأس الحريري أمس، في السراي الحكومي اجتماعًا للجنة الوزارية لدراسة مشروع قانون موازنة 2018، هو الثاني هذا الاسبوع بحضور جميع أعضاء اللجنة التي تستكمل اجتماعاتها اليوم من دون الحريري الموجود في السعودية.
ولفتت مصادر اللجنة الى أن «العمل جارٍ لإنجاز الموازنة قبل 5 آذار وإحالتها الى المجلس النيابي ليتسنى له درسها في اللجان النيابية ثم التصويت عليها في الهيئة العامة، ولكن لم يتم وضع مهلة محددة للانتهاء من الموازنة»، مؤكدة «وضع إجراءات لضبط الإنفاق وتخفيض الدين». وقالت مصادر وزارية لـ «البناء» «إنه من الصعب إجراء الإصلاحات التي تشترطها بعض الأطراف في مشروع موازنة 2018 لذلك ستبقى الإصلاحات في إطار الكلام والشعارات ولن تطبق».
وأوضح وزير المال علـي حسن خليل، عقب انتهاء الاجتماع «أنّنا اليوم بدأنــا نناقش أرقام الوزارات، وكان واضحاً وجود جديـة في التزام الخفــض بنسبة عشرين في المئة، وهنــاك بعض البنود الّتي خفضت أكثر وهي تحتمل ذلك»، لافتاً إلى أنّه «سيُستكمل النقاش في اجتمــاع يُعقــد في السراي يومي الأربعاء والخميس لنتمكّــن من الانتهاء». وقـال: «هناك إجراءات أخرى عدا خفــض موازنات الوزارات. فهناك أمور لها علاقـــة بــإدارة الدين العام وكلفة خدمته ولدينا فكرة في هذا الإطار نعمل عليها، إضافة إلى قضايا أخرى تحتمل بعض الخفض. كما أنّ هناك إعادة نظر أيضاً في بعض قوانين البرامج وأمور أخرى مرتبطة بمساهمات لهيئات نعيد النظر فيها كلّها، وإذا سارت الأمور بحسب الخطة التي وضعناها في وزارة المال فسنخرج بنتيجة إيجابية».