ارشيف من :أخبار لبنانية

زحمة مرشحين في عكار: معارك وتصفية حسابات

 زحمة مرشحين في عكار: معارك وتصفية حسابات

يسلّم أبناء عكار أن الانتخابات النيابية لن تكون كمثيلاتها السابقة، فالقانون الانتخابي الجديد والمتغيرات السياسية التي يعيشها لبنان اليوم، هي من ستتحكم بوصول النواب العكاريين الى الندوة البرلمانية، والتي تبلغ حصتها سبعة مقاعد نيابيّة، مُوزّعة في ثلاثة منها على الطائفة السنيّة، والارثوذكس مقعدين، فيما يحوز العلويّون على مقعد واحد، كما حال الموارنة.

رويداً رويداً، يسير المرشحون في محافظة عكار لخوض غمار المعترك الانتخابي. النية موجودة لدى الكثير من الطامحين لدخول المجلس النيابي، لكن أحداً لم يحرك ساكناً بعد، أو يطلق شرارة المعركة الانتخابية، والتي في الأغلب ستحسمها التحالفات المتوقعة، إلا إذا ما حدثت مفاجآت الساعة الأخيرة.

الداخل الى عكار من دوار العبدة، يلاحظ زحمة صور المرشحين العملاقة، أبرزها صورة وليد البعريني، حيث أقدم عدد من مناصريه الى رفعها عند المدخل الرئيس للمحافظة، الا أن المرشح الأكثر نشاطاً هنا، هو المحامي زياد البيطار، الذي رفعت له عشرات الصور العملاقة على طول الطريق الممتد بين عكار الفوقا الى ساحة حلبا، وعكار التحتا الى الحدود السورية، وذيلت صوره بعناوين مطلبية ومعيشية. كذلك الحال مع مرشح "التيار الوطني الحر" أسعد درغام عن المقعد الأرثوذكسي، فيما يسجل غياب شبه تام لأي من النواب الحاليين.

عكار معقل تيار "المستقبل": "الزعلانين" أكثر من "الرضيانين"

في آخر دورتي انتخابات 2005 -2009 استطاع تيار "المستقبل" الفوز بكامل المقاعد العكارية، دون أن ينازعه أحد في زعامة المحافظة الأكبر في لبنان، فيما هو اليوم يدرك أنه لن يسرح ويمرح وحيداً هنا، بل هناك من سينازعه على عدد من المقاعد النيابية، فيما يأمل الازرق أن يحافظ قدر المستطاع على حضوره القوي في عكار.

 زحمة مرشحين في عكار: معارك وتصفية حسابات

كل الاستطلاعات التي أجريت في عكار، تؤكد خسارة "المستقبل" لمقعدين من أصل ثلاثة مقاعد سنّية، فيما سيتشارك المقاعد المسيحية مع "التيار الوطني الحر" حيث من المتوقع أن يجمعهما تحالف انتخابي. وسيكون المقعد العلوي من نصيب من تسميه الكتلة العلوية الناخبة. إضافة الى المنافسة الخارجية، يعيش "المستقبل" موجة من التنافس الداخلي، بين المرشحين المتلطين تحت خيمته الزرقاء، والكل جاهز لكي ينفذ الأوامر، إن عبر الدعم المادي للوائح، أو من خلال الحضور الشعبي والمعنوي، إلا أن شيئاً لم يحسم حتى الساعة لدى تيار "المستقبل".

كيف سترسم التحالفات الانتخابية؟

لا شك أن المتغيرات السياسية الطارئة على عكار والمتمثلة في تمدد حضور الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق أشرف ريفي، سيكون لها تأثيرات خصوصاً على "المستقبل"، فيما ستمضي القوى المحسوبة على 8 آذار مستفيدة من تشتت الأصوات بين ريفي وميقاتي و"المستقبل".

وفيما يبدو أن تحالف ريفي قد حسم الى جانب النائب المتمرد على "المستقبل" خالد الضاهر، أكد الأخير في حديث لموقع "العهد" أن التحالف قائم مع ريفي، ضد "المستقبل أولاً، وقوى 8 آذار ثانياً، مشيراً الى عتب كبير على تيار "المستقبل"، نابع مما أسماه "الأخطاء والعثرات الحيوية التي ارتكبها الرئيس الحريري"، بالإضافة الى ما يسميه الضاهر "تخاذلا في الأمور السيادية والوطنية".

وفيما يتوقع الضاهر أن يحوز التحالف بينه وبين ريفي على 4 مقاعد، الى جانب "القوات اللبنانية" و"الكتائب"، يصر على وصف حلفائه بأصحاب "الخط العروبي". وفي استيضاح لـ"العهد" حول هذا الوصف، قال "هؤلاء هم من يظهرون كل المحبة والتعاون مع السعودية ويريدون علاقات طيبة معها". وحول أسماء سائر المرشحين على لائحة ريفي، أشار الضاهر الى أن "إعلان اللائحة سيكون خلال أسبوع كحد أقصى، حيث توضع اللمسات النهائية على أسماء المرشحين".

في المقابل، ينشط فريق تيار "المستقبل" في بحث آخر مستجدات التحالفات مع "التيار الوطني الحر"، الذي تشير مصادره الى أن "التحالف بين الطرفين، أصبح في مراحله الأخيرة، والعقدة الأساس تتمثل على المقعد الماروني، الذي يريد "المستقبل" إعطاءه لهادي حبيش، فيما يحاول "التيار الوطني الحر" تجييره لصالح مرشحه جيمي جبور".

وفي حديث لموقع "العهد"، قال هادي حبيش إن "الأسماء والتحالفات لدى "المستقبل" لا تزال قيد الدرس، الا أن الدافع الأول لاختيار أي مرشح هو قاعدته الانتخابية وشو معك بالصندوق، واليوم ما عادت تنفع منطق البوسطة في ظل القانون النسبي".

وحول نجاحه في البقاء على لوائح "المستقبل"  واعتراض "الوطني الحر" عليه، يقول حبيش لـ"العهد": "خضنا معركة بلدية ضد كل الأطراف وأثبتنا وجودنا السياسي، وهذا حصيلة 13 عاماً من التواصل مع الناس وخدمتهم".

وبحسب آخر التركيبات، علم موقع "العهد" أن أسماء المرشحين السنّة على لائحة "المستقبل" لم تحسم بعد، حيث تتأرجح بين مصطفى هاشم، وطارق المرعبي - نجل النائب السابق طلال المرعبي- عن منطقة ببنين، وبين سميح عبد الحي، والنائب خالد زهرمان، وعبد الإله زكريا عن منطقة فنيدق، فيما يتنافس محمد سليمان "أبو عبدالله" والنائب السابق محمد يحيى - من عشائر عرب وادي خالد- وتم حسم  المقعد الماروني للنائب الحالي هادي حبيش، وأحد المقعدين الارثوذكسي لمرشح "التيار الوطني الحر" أسعد درغام . ولم يحسم المرشح الثاني اذا كان جان موسى، أو رياض رحال (أو نجله). والأمر نفسه يسري على المقعد العلوي.

على صعيد آخر، ينشط النائب السابق وجيه البعريني في جمع لفيف الأحزاب الوطنية والشخصيات السياسية القريبة من الخط العروبي، ويؤكد البعريني لموقع "العهد" أن ما يحدث اليوم في عكار، هو أمر طبيعي يسبق كل معركة انتخابية، مشيراً الى أنه "في المرحلة الأخيرة من وضع اللمسات النهائية على تحالفاته، منتظراً اكتمال العناصر، ولا نريد استباق الأمور".

وفيما خص ما يجري داخل عائلة البعريني، يؤكد أبو وليد أن "عائلة البعريني ستبقى في خطها الوطني المعروف، ونقدّر الطموحات الشابة دائماً، وكل شيء مرهون بوقته وبالأحداث السياسية التي نترك للأيام معالجتها".

وحول شكل اللائحة التي سيشكلها البعريني، علم موقع "العهد" أنها ستكون على الشكل التالي: عن السنة النائب السابق وجيه البعريني "فنيدق"، ومن ببنين حسين المصري مدير مستشفى عكار ، وخالد سويدان البدوي من وادي خالد، وعن الموارنة مخايل الضاهر، وعن الارثوذكس كريم الراسي، واميل عبود عن  الحزب القومي السوري، فيما لم يحسم حتى الساعة اسم المرشح العلوي ويتوقع أن يكون مصطفى حسين "أبو علي".

نتائج متوقعة

بحسب مدير مكتب الإحصاء والتوثيق كمال فغالي، الذي أشار في حديث لموقع "العهد" عن آخر الإحصاءات التي أجراها في عكار، فإن الحاصل الانتخابي المتوقع  للفوز بمقعد نيابي واحد في عكار لن يقل عن 24000 صوتاً، حيث يتوقع أن يحل وجيه البعريني  في المركز الأول عن السنة، في ظل عدم  وجود مرشح "مستقبلي" سني قوي. وبالتالي ستوزع المقاعد كالتالي:

- تيار "المستقبل" (3 مقاعد)
- التيار الوطني الحر (مقعد واحد)
- البعريني والأحزاب الوطنية ( مقعدان)

ويبقى المقعد السابع "ضائعاً"، إذ ان النائب خالد الضاهر، الذي حاز في الانتخابات الأخيرة 16 ألف صوت، يملك منهم 7 الاف صوت، فيما تتوزع 9 آلاف الباقية بين "المستقبل" والضاهر، وهي لم تعرف اين ستصب. وفي حال انتقلت هذه الأرقام الى الضفة المنافسة للضاهر، فلن يستطيع تحالف ريفي - الضاهر تخطي الحاصل الانتخابي. ويذهب المقعد لـ"المستقبل"، أو يفوز الضاهر وحيداً من لائحة الريفي.

2018-02-28