ارشيف من :أخبار لبنانية

بلدية طرابلس تستورد نفايات عكار.. ومكب المدينة مهدد بالانهيار

 بلدية طرابلس تستورد نفايات عكار.. ومكب المدينة مهدد بالانهيار

تترقب مدينة طرابلس كارثة بيئية كبيرة، وهي باتت قاب قوسين أو أدنى من الانفجار، فيما لا تلقي بلدية طرابلس آذاناً لكل ما يحكى عن انهيار قريب لجبل النفايات القابع على متنفس المدينة وصدرها في الميناء.

منذ فترة بدأت الصرخات تعلو في طرابلس، حول الخطر الكارثي الذي يتوقع ان ينجم في حال انهيار جدار مكب نفايات طرابلس، وهو ما سيسمح  للكميات الكبيرة من النفايات في التسرب الى مياه البحر، والتسبب بتلوث كبير يطال مياه البحر وثروته السمكية، على غرار ما حصل في صيدا.

ومع غياب الحلول البيئية والسياسية، تقف بلدية طرابلس عاجزة في البحث عن ما يوقف الكارثة او يمنعها، وهي حتى اليوم لا حل في جعبتها يجنب المدينة هذه الكارثة. مصادر في بلدية طرابلس أكدت لموقع "العهد" أن "لا حلول قريبة ونحن ننتظر الحكومة اللبنانية لإيجاد حل بديل يمنع الكارثة".  

عجز البلدية وتهربها من المسؤولية لم يقف عند هذا الحد، بل ما زاد الطين بلة، ان المجلس البلدي ما عادت تكفيه نفايات المدينة التي يتخطى حجمها الـ 400 طن يومياً، فقرر فتح المجال أمام عدد من البلديات لإلقاء نفاياتها في مكب طرابلس، دون أية مراعاة للشروط البيئية أو الصحية أو للمشاكل البيئية الكبيرة التي ستنتج في حال انهيار المكب وانتشاره في البحر.

وفي التفاصيل، أن عقداً جرى توقيعه منذ أسبوع، بين بلدية طرابلس ومنظمة الأونروا، يقضي في السماح لنفايات من مخيم نهر البارد، التابع إدارياً لمحافظة عكار، بالوصول الى مكب طرابلس، وبحسب المعلومات التي توافرت "فإن الأونروا حاولت الإستفادة من صفقات مالية، وصلت الى ملايين الليرات، من جراء نقل النفايات التي يبلغ حجمها 50 طناً يومياً ".

ومن المعلوم أن مخيم نهر البارد، يتبع إدارياً لمحافظة عكار، وبالتالي يتوجب على مكبات عكار استقبال النفايات بدلا من طرابلس، الا أن معلومات توافرت عن سبب نقل الأونروا نفايات المخيم الى طرابلس، هو الفارق في سعر الطن الواحد، حيث انخفضت تكلفته قرابة 50 ألف ليرة لكل طن، ما خفض الكلفة إلى حدود النصف عما كانت تدفعه الاونروا".

أمام هذا الواقع، يزداد الخطر أكثر على المكب، الذي ما عاد يستوعب كميات كبيرة من النفايات، مع غياب تام لمراعاة الشروط البيئية، إن كان من جهة الطمر أو حتى في الفرز، ما ينتج عنه انبعاثات شبه يومية للروائح الكريهة، وذلك نتيجة تخفيض الشركة المكلفة لكميات الأتربة التي تردم بها  النفايات. حيث يفترض أن تُعزل النفايات بسماكة 5 سنتمترات وهو ما يمنع انبعاث الغازات والروائح، كما يمنع أي تفاعل للأوكسيجن والغازات الطبيعية، تعمد الشركة إلى ردم النفايات بسماكة 2 سنتم، للتوفير أولاً في كميات الأتربة وللتخفيف من حجم ارتفاع المكب المعرض للانهيار في أية لحظة.

 

2018-02-28