ارشيف من :نقاط على الحروف

لعبة ’الدفاع المقدّس’: حزب الله يستكمل سلسلة الإبداعات الإلكترونية

 لعبة ’الدفاع المقدّس’: حزب الله يستكمل سلسلة الإبداعات الإلكترونية

بتقديم لعبة "الدفاع المقدس" الإلكترونية ثلاثية الأبعاد يكون حزب الله قد استكمل مسيرة أطلقها منذ نحو عشرين عاماً، تتمثل بمواكبة أبرز التطورات التكنولوجية واستيعابها والتعامل معها، وصولاً إلى التفوق فيها وتحقيق قصب السبق، ما يضع العالم في حالة انبهار إزاء الإنجازات التي تتحقق في هذا المجال.

كانت البداية مع بعض الألعاب ثنائية الأبعاد التي توجهت بشكل أساس للأطفال، وحدث ذلك في وقت كان هذا العالم ما يزال في بدايات نشوئه، فأجهزة الكومبيوتر لم تكن قد انتشرت بشكل واسع، وصناعة الألعاب الإلكترونية كانت حكراً على بعض الشركات العالمية الكبرى.

 لعبة ’الدفاع المقدّس’: حزب الله يستكمل سلسلة الإبداعات الإلكترونية

وبالرغم من ذلك، كان هناك من وضع نصب عينيه أن يسجّل فتحاً في هذا العالم، يكون مماثلاً للإنجازات الكبرى التي تتحقق في الكثير من المجالات الأخرى على صعيد المقاومة بمختلف وجوهها، عسكرياً وأمنياً وسياسياً وإعلامياً وثقافياً واجتماعياً وصحياً..

وكانت القفزة الكبرى مع إطلاق لعبة "القوة الخاصة 1" التي شغلت الإعلام العربي والغربي على مدى أشهر من إطلاقها، وأجري حولها العشرات من التحقيقات والمقابلات من وسائل إعلام كبرى، ووكالات أنباء عالمية، ومحطات تلفزيونية بلغات مختلفة. وكان السؤال الأهم لدى كل الإعلاميين الذين تناولوا الموضوع: كيف استطاع حزب الله أن يساير كبرى شركات الإنتاج العالمية في تقديم هذا المستوى التقني الراقي، والسيناريوهات اللافتة والرسوميات المميزة؟ وتجاوزت الأسئلة هذا الموضوع لتصل إلى الاستفسار عن أصل تفكير حزب الله بالخوض في هذا المجال، وما الرسالة التي يريد إيصالها؟

وكانت الإجابات تركز دائماً على أن حزب الله ليس منظمة عسكرية فقط، وإنما هو حزب جماهيري متعدد الاهتمامات ومتنوّع الكفاءات. وكما أن لديه مبدعيه في العمل العسكري، الذي أصابوا العدو الصهيوني بالصدمة والخيبة، كذلك لديه مبدعون في مختلف المجالات والاختصاصات، ومنها الاختصاصات الجديدة التي كان العالم ما يزال في بدايات التعرف إليها.

وبالفعل، شكّل إطلاق لعبة القوة الخاصة بجزأيها الأول والثاني (الذي أطلق بعد حرب تموز/ يوليو 2006) صدمة عند العدو نفسه، الذي أعدّ إعلامه عشرات التقارير التي تتحدث عن اللعبة وسيناريوهاتها وبرمجتها ورسومياتها، وكذلك عن الأهداف التي تسعى إليها والرسالة التي تزرعها في نفوس النشء الجديد، الذي كان مستلباً بالألعاب الإلكترونية الغربية التي كانت تضع العربي والمسلم عدواً للاعب المتلبّس لبوس البطل الأميركي أو الغربي الذي ينتصر على أعدائه، فكان اللاعب يقتل (افتراضياً) إخوته من العرب والمسلمين وهو يهتف بهتافات النصر.

 لعبة ’الدفاع المقدّس’: حزب الله يستكمل سلسلة الإبداعات الإلكترونية

لقد سببت هذه الألعاب شرخاً في هيمنة الإعلام الغربي على وعي الطفل العربي والمسلم، وظهر ذلك واضحاً من خلال التفاعل الكبير جداً الذي حصل مع اللعبة، حيث تم طلبها من مختلف الدول العربية، وتم توزيع عشرات الآلاف من النسخات التي وصلت إلى أقصى المدن العربية، كما وزّعت بلغاتها المختلفة في الدول الغربية أيضاً.

ولم تتوقف تجربة حزب الله عند لعبة القوة الخاصة، وإنما تم إنتاج العديد من الألعاب الأُخرى، سواء تلك التي يتم اللعب فيها على شبكة الإنترنت مباشرة، أو التي يتم تنزيلها على جهاز الكومبيوتر، وصولاً إلى لعبة الدفاع المقدس، هذه اللعبة التي تأتي كمدماك أساس في بناء الاستجابة الواعية لمتطلبات العصر، مع الاحتفاظ بالقيم والرسائل المعنوية المطلوب ترسيخها في الجيل الجديد.

 لعبة ’الدفاع المقدّس’: حزب الله يستكمل سلسلة الإبداعات الإلكترونية

إن لعبة "الدفاع المقدس" تحاكي تجربة جهاد المقاومين في الحرب ضد التكفيريين، وتؤكد على أن هذه الحرب لم تكن بالسلاح فقط، وإنما هي حرب إرادات، بين قوة مؤمنة واعية تملك رؤية واضحة للخط الذي تسير فيه، وقوى تكفيرية ظلامية همجية تمارس الإرهاب الأسود باسم الإسلام لتشويه الدين الحنيف وتحويله إلى فزّاعة يستخدمها الغرب المجرم في حربه على أمتنا.

لقد وعدت وحدة الإعلام الإلكتروني في حزب الله التي أنتجت هذه اللعبة المميزة والراقية بمستواها أنها لن تكون التجربة الأخيرة، وأنه سيليها مسلسل من الألعاب التي يمكن اعتبارها رفيقة لإنجازات المقاومين، ومعبّرة عن تضحياتهم، بحيث يتم تخليد هذه التضحيات بمختلف الوسائل، وعند كل القطاعات الجماهيرية، وبالتحديد عند قطاع الشباب ولدى الجيل الجديد الذي يهتم بعالم الألعاب الإلكترونية ويتابع كل جديد فيها، وهذا الجيل بانتظار كل جديد.

2018-03-02