ارشيف من :نقاط على الحروف
الدول الغربية وإعلامها.. تشويهٌ سياسي وإعلامي للحقائق على الأرض
علي حسن
ما قام به الجيش السوري وحلفاؤه في معركة أحياء شرق حلب قبل عامين يُشكّل نموذجاً يُحتذى به في الوطنية والدفاع عن الأرض من الإرهاب التكفيري، رغمَ كل ما سوّقه الإعلام الغربي والمعادي حينها من سيناريوهات عديدة تُشوّه حقيقة ما قام به الجيش وحلفاؤه خلال عملهم الجراحي الدقيق في إنقاذ أهل الأحياء الشرقية وتطهير أرضها من الإرهابيين، والتي عادت لتضُجَّ بالحياة والطمأنينة ليتبيّنَ زيفُ ادعاءات الغرب وإعلامه، الذي لم يبكِ إلّا على مصالحه التي تأمّل أن تحققها له أذرعهُ الإرهابية كما في الغوطة الشرقية.
الحملات السياسية الغربية المعادية لدمشق والتي تقودها واشنطن في مجلس الأمن الدولي تترافق مع أخرى إعلامية، تهدفُ لوقف عمليات الجيش السوري نحو معاقل الإرهابيين في الغوطة الشرقية، والذريعة موجودة دائماً، وهي حرصهم على المدنيين، الذين لم تتوانَ الفصائل الإرهابية التكفيرية عن استهدافهم أثناء خروجهم من المعابر الإنسانية بالقذائف والصواريخ ورصاص القنص، وفي هذا السياق قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي مصطفى المقداد لموقع "العهد" الإخباري أنّ "السوريين اعتادوا على الحملات الإعلامية الغربية الكاذبة مع كل عمل عسكري يقوم به الجيش السوري على معاقل الإرهابيين في الميدان، الذين يقومون بمهمة مقدسة يُدركون أهدافها تماماً فهم يضعون نُصبَ أعيُنهم محاربة الإرهاب بعيداً عن كل الضغوطات الخارجية، ولا شك أن هذه الحملة السياسية والتأجيج الإعلامي الذي اعتاد عليه محور المقاومة سابقاً والتي تترافق مع كل تقدم وإنجاز يحققه الجيش السوري على الأرض، وما يحدث في الأيام الأخيرة يُنبئ ويبشر بقرب نهاية الإرهابيين في الغوطة الشرقية، وهذا الأمر يدركه الغرب جيداً لذلك كانت هذه الحملة الشرسة على دمشق، كما يدرك السوريون والدمشقيون على وجه الخصوص بأن الجيش السوري سيُطهّر معاقل الإرهاب في الغوطة الشرقية".
الأمريكيون وحلفاؤهم الغربيون لا يريدون للإرهابيين أن يخرجوا من منطقة الغوطة وهم يضعون المدنيين دائماّ ذريعة امام أية عملية عسكرية يعتزم الجيش السوري القيام بها حسب حديث المقداد، الذي أكد لـ"العهد" قائلاً أنّه "منذ بداية دخول الإرهابيين إلى الغوطة الشرقية فتحت الدولة السورية ممرات إنسانية وأدخلت قوافل كثيرة من المساعدات الغذائية وكانت تسعى جاهدةً لإخراج المدنيين، والإرهابيون يمنعون خروج أي مواطن"، مشيراً إلى أنّ " أهل الغوطة الشرقية كانوا يسعون دائماً للخروج من المنطقة التي عاث فيها الإرهابيون فساداً، وأولهم من تعتبرهم الولايات المتحدة وشركاؤها الغربيون معتدلين".
وأكد المقداد لموقعنا أنّ "عمليات الجيش السوري في الغوطة الشرقية ستكون أشبه بعملية جراحية لطبيب جراح بارع، رغم كل ما يُشن عليها من حرب إعلامية تشوّه حقيقة ما يجري على الأرض"، مضيفاً أنّ "الاستخبارات الغربية والصهيونية كلها تتابع ما يجري على الأرض عبر عملائها من مقاتلين وقيادات في الجماعات الإرهابية التكفيرية، الذين يُزوّدونها بكل المعلومات الدقيقة الحقيقية عن الواقع الميداني والعسكري ولكن حكومات دول هذه الأجهزة تسعى عبر كذبها وخداعها ونفاقها في الأروقة السياسية والمنظمات الدولية إلى تشويه الحقائق وإطالة موجة المواجهة ما أمكن، لكن الصورة الميدانية الحقيقية واضحةٌ تماماً بالنسبة لكل سوري يرى بأم عينه بأن الجيش السوري وحلفاءه هم الحماةُ الحقيقيون والمحاربون الفعليون لكل التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي لن يتم الوصول إلى حل سياسي شافٍ دون استئصالها من جذورها بالتوازي مع الحالة التصالحية وعمليات تسوية الأوضاع وإعادة بناء الثقة بين السوريين، من كان معارضاً للنظام السياسي في سوريا ومن كان مؤيداً له"، لافتاً إلى أنّ " واشنطن وحلفاءها لا يريدون لهذه الحالة التصالحية أن تستمر ولذلك يستمر الإعلام الغربي بكذبه وتشويهه للحقائق".