ارشيف من :صحافة عربية وعالمية

الصفحة الأجنبية: ماذا ينتظر محمد بن سلمان في بريطانيا؟

تزامنًا مع زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لندن، نشرت صحيفة "الاندبندنت" تقريرًا أشارت فيه الى أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قد تعهدت "بتحدي السعودية" فيما يخص سجلها في مجال حقوق الانسان ودورها في الحرب المدمرة على اليمن.


وتوقعّت الصحيفة أن تُقابل زيارة ابن سلمان بمظاهرات ضخمة بسبب سجل السعودية في مجال حقوق الانسان ودورها في الحرب على اليمن.

كما نبّه التقرير الى الأصوات في بريطانيا التي تطالب "ماي" بوقف مبيعات السلاح الى السعودية حتى تتوقف الأخيرة عن تدخلها في اليمن، ولفت إلى أن البيانات الحكومية تظهر بأن بريطانيا وافقت على مبيعات سلاح الى السعودية تصل قيمتها الى 4.6 مليون جنيه استرليني، وذلك منذ عام 2015 الماضي بحسب منظمة "الحملة ضد الاتجار بالسلاح".

كذلك قال التقرير إن ماي ستعبر عن "قلق بريطانيا العميق" إزاء الأزمة الإنسانية في اليمن خلال لقائها ابن سلمان، فيما أوضح المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية أن المحادثات بين الجانبين ستتناول اليمن والقلق البريطاني إزاء الأزمة الانسانية في هذا البلد.

وبحسب "الاندبندنت"، ستؤكد ماي على ضرورة فتح ميناءي الحديدة والسليف لإدخال المساعدات، وستشدّد على أن بريطانيا تأخذ على محمل الجد ما يقال عن انتهاكات للقانون الدولي في اليمن وضرورة إجراء تحقيق سريع وشامل.

وتشير الصحيفة الى أن تصريح المتحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية ذكر أن ماي ستشدد على ضرورة إحراز تقدم سريع في المسار السياسي الذي هو السبيل الوحيد لانهاء النزاع والمعاناة الانسانية في اليمن".

هذا ولفت التقرير الى أن حزب العمال البريطاني المعارض جدّد التأكيد على تعهده بتعليق أيّة مبيعات مستقبلية للسلاح الى السعودية (في حال تسلم حزب العمال الحكم)، حتى إجراء تحقيق اممي شامل ومستقل حول انتهاكات القانون الانساني الدولي في اليمن.

ونقل التقرير عن زعيم حزب العمال جيمي كوربن بأن على تيريزا ماي ان تستفيد من زيارة ابن سلمان من أجل الإعلان بأن بلادها ستتوقف عن بيع السلاح الى السعودية في ظل استمرار القصف على اليمن، كما نقل عنه بأن على ماي أن توضح معارضة بريطانية القوية لانتهاكات حقوق الانسان والحقوق المدنية داخل السعودية نفسها.

كذلك نقل التقرير عن اندرو سميث وهو من منظمة "الحملة ضد الاتجار بالسلاح" قوله إنه "ما كان يجب أبدًا توجيه دعوة الى ولي العهد السعودي" ليزور لندن، وأن الأخير يقود نظامًا لديه سجل مروّع في حقوق الانسان وقد أشرف على تدمير اليمن".

وأضاف سميث، بحسب الصحيفة، أن بريطانيا قامت بتسليح ودعم الحرب المروعة على اليمن منذ اليوم الأول، وأنه "ما من شك بأن مبيعات السلاح ستكون على رأس الاجندة" خلال زيارة ابن سلمان، كما اتهم سميث رئيسة وزراء بريطانيا بوضع مصالح تجار السلاح فوق حقوق الشعب اليمني.

كما نقل التقرير عن مديرة "منظمة العفو الدولية" في بريطانيا كيت الين أن على رئيسة الوزراء البريطانية ان تستفيد من هذه الزيارة كفرصة لإظهار "بعض الجرأة" حيال السعودية.

وبحسب ما نسبت إليها "الاندبندنت"، فقد اتهمت "الين" الوزراء البريطانيين بغض الطرف عن سجل السعودية "الشنيع" في مجال حقوق الانسان، مشيرة الى أن الوزراء البريطانيين بالكاد يذكرون القمع الذي يمارس داخل السعودية بحق شخصيات المعارضة السلمية أو ممارسات التعذيب والمحاكمات غير العادلة  والاعدامات "المروعة"، وفق تعبيرها.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن الين قولها إنه يتوجب على تيريزا ماي ان تقوم بالعمل الصائب حيال مبيعات السلاح البريطانية وان "تعلق جميع صادرات السلاح الى السعودية"، في ظل امكانية استخدامها من اجل قصف المدنيين في اليمن أو تشديد الحصار على هذا البلد.

توماس فريدمان: على واشنطن ضبط سيّئات ابن سلمان

وعلى صعيد جولة ابن سلمان الدولية، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالة للصحفي الأميركي اليهودي الشهير توماس فريدمان مقالة بعنوان "مذكرة إلى الرئيس حول السعودية"، وذلك قبيل زيارة ولي العهد السعودي للولايات المتحدة.

وقال الكاتب إن تسلم ابن سلمان مقاليد الحكم ليست سوى مسألة وقت، وإن عملية "التحديث" التي يقوم بها ابن سلمان في السعودية هي في غاية الأهمية.

الكاتب –المعروف بأنه مقرب جداً من كيان العدو – وصف ابن سلمان بالجريء، وذلك بسبب ما قام به من اصلاحات اجتماعية ودينية اقتصادية، وفق تعبير الكاتب، غير أنه أشار في المقابل الى ما وصفه بمبادراته "المتنمرة" على صعيد السياسة الخارجية، وإلى الاعتقالات التي قام بها في الداخل.

وعليه، قال الكاتب إنه يتوجب على الولايات المتحدة "ضبط" سيّئات ابن سلمان وتغذية ايجابياته".

ورأى الكاتب أن نجاح ابن سلمان يتطلب قيادة "استثنائية" و فريقًا "استثنائيًا"، وهنا تحدث عن مشاكل يعاني منها ولي العهد السعودي، مشدّدًا على ضرورة ان يقوم ابن سلمان بإطلاق سراح من وضعهم تحت الاقامة الجبرية، وبإنشاء محكمة ضد الفساد لتتولى كل ملفات الفساد والانتهاء من هذا الموضوع. مؤكدا أن ولي العهد السعودي لا يمكنه تنفيذ اصلاحاته الاقتصادية من دون مستثمرين دوليين، ولفت فريدمان الى أن هناك العديد من المستثمرين الاجانب والسعوديين الذين يتخوفون من الاستثمار في ظل ما حصل للشخصيات التي اعتقلهم ابن سلمان واحتجزهم بفندق الريتز كالتون.

إداريًا، قال الكاتب ان الفريق التابع لابن سلمان صغير جدًا ويتضمن بعض الوزراء "المتنمرين" المقربين منه، وان هؤلاء قدموا استشارة سيئة جدا ادت الى الفشل في اليمن ولبنان وقطر.

الكاتب أضاف بأن هذه الأمور قد تقوض إصلاحات ابن سلمان، وبالتالي شدد على ضرورة الانخراط الاميركي معه وتقديم الاستشارة الحكيمة اليه.

كما قال إن وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون لا يحظى بالاحترام في الرياض، وانه يجب تعيين شخصية مثل جيمس بيكر (وزير الخارجية الاميركي الاسبق)، أو ديفيد بترايوس (مدير ال-CIA الاسبق)،  من أجل مساعدة ابن سلمان على "نزع فتيل الحرب" في اليمن ووقف الشجار مع الدول المجاورة وتركيز كل طاقاته داخل السعودية وتوطيد العلاقات بين الرياض وجيرانها.

وخلص الكاتب الى أن ذلك هو السبيل الأفضل من أجل التصدي لما وصفه "توسّع ايران"، محذّرًا في الوقت نفسه من أن ابن سلمان سيخسر في حال "لاحق ايران في جميع الاماكن"، وبالتالي أكد مرة أخرى ضرورة أن تقدم واشنطن الاستشارة بشكل مستمر إليه، وذلك من خلال شخصية اميركية يحترمها ابن سلمان.

2018-03-07