ارشيف من :أخبار لبنانية
في ذكرى مجزرة بئر العبد.. صور تنشر للمرّة الأولى يظهر فيها الشهيد القائد عماد مغنية
ظهر يوم الجمعة الثامن من اذار/مارس 1985، وقع تفجير بئر العبد الذي راح ضحيته أكثر من 105شهداء و275 جريحاً. وفي ذكرى هذا التفجير الارهابي، نؤرّخ لأسلوب التناول الصحفي لصحيفة "العهد" - آنذاك - للحدث. اضافة الى صور تنشر للمرة الأولى، يظهر فيها القائد الجهادي الكبير في حزب الله الشهيد الحاج عماد مغنية.
وجاء في نص المقال الذي نشرته جريدة "العهد" في العدد 38 تاريخ الجمعة 23 جمادى الثانية 1405 للهجرة، ما يلي:
"اقتلونا فإن شعبنا يعي أكثر": مجزرة بئر العبد عنوان حرب إبادة ضد المسلمين
قبل أن تجف دماء معركة وتلملم جراحها، هدرت النازية الجديدة دماً جديداً في بئر العبد استكمالاً لجرائمها البربرية في إطار سياسة القبضة الحديدية.
وهذه المرة استهدفت المؤامرة الاسرائيلية رمز الاسلام الأصيل والثوري في لبنان حجة الاسلام والمسلمين السيد محمد حسين فضل الله ولكن الله منّ على الأمة المستضعفة، وعصم منارة هداها من الأيدي الأثيمة التي امتدت لتطفئها، والله متم نوره ولو كره الكافرون.
ففي وقت خروج المصليات من مسجد الإمام الرضا (ع) وهو الوقت المحدد لانتهاء السيد فضل الله امامة صلاة النساء والعودة الى منزله، وفي الوقت التي كانت الضاحية تشارك اهالي بلدة معركة في احياء مجالس الفاتحة عن ارواح شهدائها امتدت اليها يد عميلة يحركها العقل اليهودي عبر تفجير سيارة مفخخة بأكثر من 250 كلغ من المواد المتفجرة قرب منزل السيد فضل الله الذي تأخر بشكل استثنائي دقائق قليلة عن موعد مغادرته المسجد، وهذا التأخر الذي يتجلى فيه الامداد الغيبي كان العامل الأساسي في نجاة "السيد" وخلاص الأمة الثكلى معه، هذا الانفجار الهائل أعاد منطقة الصنوبرة في بئر العبد الى ما كانت عليه ابان معارك 6 شباط بل افظع حاصدة هذه المرة 105 شهداء و 275 جريحاً وغالبية الضحايا، كن من شهيدات المسجد اللواتي كنّ انتهين للتو من أداء صلاة الظهرين، وتصدعت أكثر من اربع بنايات، جعلتها هياكل، وقذفت ما في احشائها من بشر وأثاث الى الطريق.
ودمر الانفجار شققاً ومنازل ومتاجر وتطايرت شظايا السيارات وبقايا الشرفات في دائرة قطرها نحو 500 متر فيما اشتعلت حرائق كثيرة وغطت سحب الدخان سماء المنطقة وأفاد شهود عيان أن عدداً من الشهداء قضى اختناقاً واحتراقاً داخل المنازل وان نحو 55 سيارة احترقت.
وقد سارعت على الفور عشرات من سيارات الاسعاف والاطفاء وظلت على مدى يومين تعمل على نقل الشهداء والمصابين الذين توزعوا على عدد من المستشفيات.
واثار استغلال اذاعة خاصة للحادث الذعر في صفوف المسلمين القاطنين في المناطق البعيدة عن الانفجار فقد اوردت تلك الاذاعة بياناً مدسوساً نسبته الى حزب الله أدعت فيه ان السيد فضل الله نجا بأعجوبة من الموت فيما اصيب ا هله وقتل 6 من مرافقيه الأمر الذي ادى الى غليان في شوارع الضاحية وتوافدت اعداد هائلة من سكان بيروت الغربية الى الضاحية للاطمئنان عن سلامة السيد فضل الله.
وتجلت الوحدة في أبهى مظاهرها عندما تدافع الالاف من الشباب والرجال والنساء لتلبية نداءات التبرع بالدم، حيث تمثلت الأمة قول رسول الله (ص) "المسلمون في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد اذا اشتكى عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى".
وقد أثارت الجريمة ردود فعل واسعة في اوساط العلماء والجماهير المسلمة في الضاحية الجنوبية وبيروت الغربية والجنوب والشمال والبقاع ومناطق التواجد الاسلامي في العالم الغربي.
حجة الاسلام والمسلمين فضل الله علّق بالقول: "اننا نعيش هول هذه الكارثة المجزرة التي تحمل الملامح الحقيقية البارزة لصانعيها وهي اسرائيل وحلفاء اسرائيل في الداخل، اننا نعيش هول هذه الكارثة نقول للذين ارسلوا هذه المتفجرة لقد وصلت الرسالة وفهمنا كل مدلولاتها ونحن نعتبر اننا سنظل واقفين في الساحة ندافع عن حرية الانسان في المنطقة وسيعرف كل هؤلاء الذين يلعبون بالنار من الذين خلقوا مأساة الانسان في لبنان ان ايديهم ستحترق بالنار ان آجلاً أو عاجلاً ، اننا نقف لنقول اننا سنظل قوة مع كل الاقطار ومع كل المجاهدين حتى تخرج اسرائيل، لا من لبنان فحسب، بل من المنطقة، وحتى ينهزم كل حلفاء اسرائيل في الداخل، اننا نشعر بهول الفاجعة، لكنها لن تدمرنا، وانني اذكر كل اخواني الذين عبروا عن مشاعرهم وعن عواطفهم تجاهي انني سأبقى معهم في الساحة سيفاً للحرية وسنظل نواجه كل قوى الاستكبار والاستعمار والصهيونية في الداخل والخارج، انهم يخوفوننا بالموت، ونحن من قال قائده :"الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة".
صور تنشر للمرة الأولى:
الشهيد القائد الحاج عماد مغنية بين الحشود