ارشيف من :أخبار لبنانية
مهرجانات انتخابية وإعلان أسماء.. والحكومة تقرّ اليوم مشروع موازنة العام 2018
توالت المهرجانات الانتخابية لاعلان عن أسماء المرشحين لعدد من القوى السياسية، والتي كان أبرزها أمس إعلان "تيار المستقبل" عن أسماء مرشحيه في مختلف الدوائر الانتخابية.
وبعيدًا عن الانتخابات تشخص الأنظار اليوم إلى جلسة الحكومة بعد الظهر، حيث من المقرر أن يننهي النقاش بموازنة العام 2018 بعد جلسة للجنة المختصة بدراستها ليل أمس، والآمال معلقة على إقرار هذه الموازنة في الجلسة التي ستعقد في السراي الحكومي تمهيدًا لاحالتها إلى مجلس النواب، وذلك قبيل الذهاب إلى مؤتمر روما-2 يوم الاربعاء.
"النهار": الموازنة تبصر النور في "أسبوع الحسم"
أشارت صحيفة "النهار" إلى أنه أمس كانت مهرجانات متعددة أولها لـ "تيار المستقبل" الذي اعلن خلاله الرئيس سعد الحريري مرشحي التيار من دون المقربين والحلفاء الذين سيعلن عنهم لاحقا. ومثله فعل حزب الكتائب بمهرجان سياسي لعرض البرنامج وليس الاسماء. والثالث "حزب سبعة" الذي اعلن مرشحيه في كل المناطق. وقابل المهرجانات لقاء لحركة "المبادرة الوطنية" اطلقت فيه إعلانها السياسي، داعية الى "حوار وطني جامع، وتطوير عمل وطني لمكافحة الاستيلاء الإيراني واستعادة التسوية الوطنية والعربية والدولية للبنان".
على صعيد آخر، يقر مجلس الوزراء الذي ينعقد اليوم في السرايا مشروع موازنة 2018، لاحالته على مجلس النواب. وحتى الساعة التاسعة والنصف من ليل أمس عقدت اللجنة الوزارية المكلفة درس الموازنة اجتماعها الاخير، وخصصته لقراءة نهائية لمشروعها الذي شهد خفوضات كبيرة في الارقام لامست في بعض الوزارات حدود الـ 20 في المئة كما تمنى رئيس الوزراء سابقاً. وقال وزير المال علي حسن خليل قبيل الجلسة: راض عن الخفوضات التي لا يعرفها حتى الآن الرئيس الحريري وسيفاجأون بحجمها. وبعد الاجتماع أعلن وزير المال عن مؤتمر صحافي يعقده اليوم والرئيس الحريري لعرض الاجراءات الإصلاحية والتحفيزية.
وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري انه تلقى وعداً بأن يتسلّم المجلس الموازنة غدا الثلثاء على أبعد تقدير، موضحا أنه سيحيل مشروعها على اللجنة النيابية للمال والموازنة فور وروده، وأن التوجّه هو الى عقد جلسات نهارية ومسائية للجنة بما يمكّنها من إنجاز مهمتِها خلال أسبوعين أو ثلاثة على الاكثر، الامر الذي يعني إمكان عقد جلسة لإقرار الموازنة أواخر آذار الجاري، أو مطلع نيسان المقبل.
وبعد ان يطمئنّ الى سلوك الموازنة طريقها الصحيح، بما يُثبت جديّة لبنان الرسمي في ملاقاة متطلبات الدول المانحة التي ستشارك في مؤتمرات الدعم الدولي، يُتوقع ان يغادر الرئيس الحريري بيروت الاربعاء المقبل الى مؤتمر روما 2، يرافقه وفد أمني كبير يضم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ووزير الدفاع يعقوب الصراف ووفد عسكري من كبار ضباط الجيش وقوى الامن. وقد وضعت الاجهزة العسكرية والامنية دراسة وافية عن حاجاتها، عرضت صيغتها النهائية في اجتماع المجلس الاعلى للدفاع الجمعة في بعبدا، وستناقش في المؤتمر الذي من المنتظر ان يخرج منه الجيش والقوى الامنية بسلّة مساعدات وفيرة.
"البناء": الحريري طهّر «كتلته الزرقاء» من «طعنة الخناجر»
وأعلن رئيس الحكومة سعد الحريري مرشّحي تيار المستقبل للانتخابات النيابية المقبلة، وبلغ عددهم 37 مرشحاً من دون مرشحَي «التيار» في دائرة بيروت الأولى وعن المقعد الأرمني في زحلة اللذين لم يُحسَما بعد، وقد وصل عدد الوجوه المستقبلية الجديدة الى 22 من بينهم 3 نساء. هنّ ديما جمالي وليلى شحود ورولا الطبش إلى جانب اعتماده الفصل بين النيابية والوزارة.
في دائرتي طرابلس وعكار حافظ الحريري على الهوية السياسية للمرشحين الذين يعبّرون عن الحالة المتطرفة، وإنْ تمّ استبدالهم بأبنائهم بالتوريث كطارق المرعبي وسامي فتفت نجل النائب أحمد فتفت إلى جانب النائب والوزير الحالي محمد كبارة، أما في بيروت فقد رشح زاهر وليد عيدو نجل النائب الراحل وليد عيدو.
أما اللافت غياب أسماء 16 نائباً عن ترشيحات «المستقبل» كانوا موجودين في الكتلة سابقاً، وهم: فؤاد السنيورة – عاطف مجدلاني – عمار الحوري – عقاب صقر – كاظم الخير – سبوح قالباكيان – سيرج طورسركيسيان – رياض رحال – خالد زهرمان – خالد الضاهر – جان أوغاسابيان – جمال الجراح – أحمد فتفت – نضال طعمه – نبيل دو فريج – محمد قباني، والملاحظ أن عدداً من هذه الأسماء أشارت إليها عائلة الحريري بأصابع الاتهام بطعن رئيس الحكومة خلال أزمة احتجازه في السعودية من دون أن تسمّيها لا سيّما السنيورة والجرّاح وفتفت وصقر والمرعبي ما يؤشر إلى أن الحريري قام بعملية «تطهير ناعمة» لكتلته النيابية الزرقاء من الذين اتهمهم الأمين العام لـ «التيار» أحمد الحريري بأنهم «أخذوا الأموال من عائلة الحريري واشتروا بها الخناجر لطعن الحريري».
وتشير مصادر مراقبة لـ «البناء» الى «أن عملية اختيار المرشحين أتت بشكل يمكّن الحريري من الإمساك بزمام الأمور وبناصية الكتلة المقبلة التي ستكون منضبطة بقراره السياسي وخالية من الأجنحة والتيارات».
وقد لفت الرقم الكبير للمرشحين، رغم أنه من المرجح أن لا يفوز «المستقبل» بأكثر 18 مقعداً لا سيما في دائرة طرابلس المنية الضنية، حيث لن تتجاوز حصته 4 مقاعد بحسب خبراء انتخابيين.
وقد جاءت أسماء المرشحين وتوزيعها بحسب الدوائر على الشكل التالي:
صيدا – جزين: بهية الحريري – حسن شمس الدين.
الشوف عاليه: محمد الحجار – غطاس خوري.
البقاع الغربي وراشيا: محمد القرعاوي – أمين وهبي – زياد القادري.
زحلة: عاصم عراجي – نزار دلول.
بعبك الهرمل: حسين صلح – بكر الحجيري.
طرابلس – المنية – الضنية: محمد كبارة، سمير الجسر، ديما جمالي، نعمة محفوض، ليلى شحود، شادي نشابة، وليد صوالحي، جورج بكاسيني، قاسم عبد العزيز، سامي فتفت، عثمان علم الدين.
بيروت الثانية: تمام سلام، نهاد المشنوق، رلى الطبش جارودي، غازي يوسف، ربيع حسونة، باسم الشاب، نزيه نجم، زاهر وليد عيدو، سعد الحريري.
عكار: طارق المرعبي، محمد سليمان، وليد البعريني، هادي حبيش، خضر حبيب، جان موسى.
واعتبر الحريري خلال الاحتفال، الذي نظّمه «المستقبل» أمس، في البيال، أن «التصويت للوائح تيار المستقبل في الانتخابات النيابية المقبلة، يعني تجديد التفويض الشعبي لمتابعة تنفيذ مشروع كبير نعمل عليه كل يوم، يقوم على حماية البلد واستقراره وتحقيق الأمان فيه وعلى حماية الدستور والحرية والديموقراطية والسيادة والأمن الاجتماعي والعملة الوطنية والنهوض بالاقتصاد، لإيجاد فرص عمل للشبان والشابات في بلدنا، ونحن سنأخذه معنا الى ثلاثة مؤتمرات دولية جمعنا العالم فيها للمضي به».
وأثار استبدال المرشح عثمان علم الدين بالنائب الحالي كاظم الخير موجة اعتراض واسعة بين أهالي المنية وأعلنوا تعاطفهم مع الخير الذي اتّهم المستقبل وأمينه العام أحمد الحريري بالغدر به، وأعلن أنه مستمرّ في ترشيحه ضد تيار المستقبل.
واتّهم النائب السابق مصباح الأحدب الرئيس الحريري بـ»خيانة النائب كاظم الخير»، مضيفاً: «لم تفاجئنا، فسبق له أن خاننا وخان كل مَن وقف الى جانبه وسانده، وخان ثقة الشعب وباع البلد في سوق التسويات والصفقات الرخيصة، الانتخابات قريبة والشعب سيحاسب كل مَن خانه».
"الأخبار": الحريري وجعجع: عروض مفخخة
وفي سياق متصل، اعتبرت صحيفة "الأخبار" أنه على الرغم من الأجواء الإيجابية التي طبعت علاقة الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع منذ عودة الأول من زيارته الأخيرة للسعودية، والزيارات المتبادلة بين موفدي الطرفين الوزيرين ملحم رياشي وغطّاس خوري، لم تنجز صيغة التحالف العالقة بين الاثنين حتى الآن، في بعض الدوائر الحساسة للطرفين، وخصوصاً دائرة زحلة.
حتى دائرة عاليه ــ الشوف، التي سارع تيار المستقبل إلى الإعلان عن إنجاز التفاهم فيها مع القوات والحزب التقدمي الاشتراكي، لا يزال شكل الائتلاف الثلاثي النهائي مبهماً، مع قلق النائب وليد جنبلاط من خسارة قد تصيب أحد مرشّحيه المسيحيين في الدائرة وتحديداً مرشحه للمقعد الكاثوليكي وممول لائحته نعمة طعمة، فضلاً عن استعصاء أزمة تمثيل بلدة برجا على الحلّ.
غير أن التفاهم المحتّم على الأرجح في جبل لبنان الجنوبي، يبدو متعثّراً في الدوائر الأخرى، ويمكن القول إن شيئاً جديّاً حتى الآن، «لم يركب» بين القوات والمستقبل.
فبعدما كانت دائرتا زحلة وبيروت الأولى، مساحةً لتحالف مؤكّد بين القوات والمستقبل، حسمت القوات أمرها أمس بالتحالف في الدائرتين مع حزب الكتائب. ووصف متابعون ما قام به الحريري مع القوات في زحلة، كـ«من يرفع مهر ابنته لأنه لا يريد تزويجها». فعرض الحريري «المستحيل» أو «العرض المفخخ»، على القوات، إمّا بالتحالف الثلاثي مع ميريام سكاف أو بالتحالف الثلاثي مع التيار الوطني الحر، وهو يعني في الحالة الأولى خسارة محتّمة لمرشّح القوات، وفي الثانية اصطداماً بطلب التيار الوطني الحرّ إضافة ثلاثة مرشّحين محسوبين عليه، الى اللائحة.
وفيما حسمت القوات أمر عدم تحالفها مع المستقبل، من المفترض أن تبدأ اليوم الاجتماعات الانتخابية بين ماكينتي الطرفين، للبحث في إمكانية التحالف في دوائر عكّار، البقاع الغربي ــ راشيا، بعلبك ــ الهرمل وصيدا ــ جزّين، مع وجود عوائق عدّة لتثبيت التحالف، أولها في البقاع الغربي، بعد إعلان الحريري تبني ترشيح هنري شديد بصورة غير رسمية، فيما تبدو احتمالات التحالف في بعلبك ــ الهرمل مرتفعة لحاجة الطرفين إلى التكاتف لمواجهة لائحة حزب الله وحلفائه.
ومع إعلان أسماء مرشحي تيار المستقبل الـ 38 في معظم الدوائر الانتخابية، وقبله إعلان أسماء مرشحي حزب الله وأمل وباقي الحلفاء والأصدقاء، وكذلك أسماء مرشحي حزب القوات اللبنانية والأحزاب الأرمنية، تكون أسماء أكثر من نصف النواب قد حسمت قبل موعد الانتخابات المقررة في السادس من أيار المقبل. يعني ذلك، أن التنافس الحقيقي وليس «المحسوب»، سينحصر على ربع المقاعد النيابية، في ظل اتجاه يريد أن يستفيد منه معظم اللاعبين الانتخابيين، لأن تتشكل حالات وكتل تتحرك في الوسط ولا تريد أن تتموضع بالسياسة مع هذا أو ذاك من فريقي الصراع الأساسيين.
"الجمهورية": المــوازنة تقرّ اليوم
من جهتها، قالت صحيفة "الجمهورية" أنه يمكن القول إنّ الأسبوع الطالع هو أسبوع الاستحقاقات الكبرى على تنوّعها تزامناً مع اقترابها دفعةً واحدة وفي محطات متلاحقة. من هذه الاستحقاقات ما هو ماليّ وانتخابي وسياسي وعسكري وأمني وديبلوماسي. ويتمثل أوّل الاستحقاقات المالية بالدعوة الى جلسة استثنائية لمجلس الوزراء الثانية بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي لبتّ مشروع موازنة 2018 بعدما انجَزته اللجنة الوزارية بصيغته النهائية في اجتماعها العاشر والاخير مساء أمس.
وأوضح وزير المال علي حسن خليل مساءً انّه ورئيسَ الحكومة سعد الحريري سيقدّمان في مؤتمر صحافي بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء «ملخّصاً عن كل ما حصل من عمل في اللجنة». وأكد أنّ «الأرقام تحدَّد نهائياً بعد أن يحيلها مجلس الوزراء إلى مجلس النواب، لكنّ الأكيد أنّنا أمام مجموعة من الإجراءات الإصلاحية والتحفيزية، وأنا شخصياً مرتاح الى التخفيض الذي أجريناه على أرقام الموازنة».
وعليه، وإذا اكتملت خطوة بتِّ مشروع الموازنة في جلسة حكومية واحدة اليوم، تكون الحكومة قد وفَت بالوعد الذي قطعته لرئيس مجلس النواب نبيه بري بإحالة المشروع الى مجلس النواب غداً الثلاثاء تمهيداً لبدء درسِه في لجنة المال والموازنة النيابية لتبتَّ به سريعاً فيكون جاهزاً نهاية الشهر الجاري أو مطلع نيسان المقبل على أبعد تقدير، كما توقّعت مصادر وزارية ونيابية تتابع ورشة التعديلات التي اجريَت عليها وتسعى الى إنجازه قبل مؤتمر «سيدر 1» المزمع عقدُه في باريس منتصف نيسان المقبل.
وفي هذه الأجواء، تحزم القيادات العسكرية والأمنية حقائبَها للتوجّه بعد غدٍ الأربعاء الى روما ضِمن وفدٍ كبير يَرأسه الحريري ومعه وزراء الدفاع والمال والداخلية والخارجية، للمشاركة الخميس في اعمال مؤتمر «روما 2» المخصّص لدعم الجيش وبقيةِ المؤسسات العسكرية والامنية اللبنانية.
وسيَطرح الوفد اللبناني مشروعاً متكاملاً للسنوات الخمس المقبلة «2018 – 2022» تحدّد بالتفصيل حاجات الجيش اللبناني والقوى الأمنية والعسكرية المختلفة.