ارشيف من :أخبار لبنانية
الرئيس عون: تحديث الدولة والتطوير الإداري أصبحا ضرورة وليس ترفاً
أكد رئيس الجمهورية ميشال عون أنه مع التطور المتسارع في عالم التكنولوجيا في مختلف القطاعات، أصبح تحديث الدولة والتطوير الإداري ضرورة وليس ترفاً أو من الكماليات، مضيفاً " فيما نحن نتلمّس خطانا نحو الحكومة الرقمية نجد العديد من الدول قد تخطّاها، حيث يمكن للمواطن القيام بجميع معاملاته في الدولة عبر الهاتف".
وفي كلمة له في مؤتمر التحول الرقمي، أشار الرئيس عون الى أن الإدارة في لبنان، وعلى الرغم من بعض محاولات التحسين والتطوير في بعض الوزرات، فإنها لا تزال دون المطلوب بدرجة كبيرة، ولا يمكن لأي قطاع أن ينطلق كما يجب ويحقق إنجازاً، في ظل إدارة تكبّلها البيروقراطية والتقنيات القديمة والتقليدية، وينخرها الفساد".
وتابع أن "الفساد في الإدارة هو وجه من أوجه الفساد العام، ومكافحته ضرورة على كل الصعد، فهو يسيء الى سمعة الدولة ككل، ويضرب ثقة المواطن بمؤسساته الرسمية، ويعرقل سير العمل"، مضيفاً إن "التأليل أو التحول الرقمي هو اجراء عملي لقطع دابر هذا الفساد لأنه يؤمّن شفافية الإدارة، ويقطع الطريق أمام كل أنواع الرشوة والسمسرات والعرقلة، ويمنع التزوير كما يؤمّن أيضاً سلامة المحفوظات وحمايتها وسهولة حفظها والعودة اليها عند الحاجة، ويوفر الوقت والجهد".
أما عن هجرة الأدمغة، فأكّد الرئيس عون أنها مشكلة لبنان الكبرى، على الصعيد الاقتصادي كما الاجتماعي، مضيفاً "نحن نصدّر خيرة أبنائنا الى الخارج، ونتابع من الإعلام العالمي أخبار نجاحاتهم وإبداعهم، وكل ذلك لأن وطنهم غير قادر على تأمين سوق العمل المناسب لمؤهلاتهم"، مشيراً الى أن مشروع التحول الرقمي للحكومة سيحتاج الى الكثير من الكفاءات والخبرات وسيفسح المجال للإبداع اللبناني أن يبرع في وطنه وبين أهله".
وشدد الرئيس عون على أن المعلوماتية والتكنولوجيا الذكية والرقمية أصبحت ثقافة العصر، وولدت نوعا جديدا من الأمية، يشعر به كل من لا يزال بعيداً عن هذا العالم، مهما بلغت ثقافته "التقليدية" ودرجة تعليمه"، لافتاً الى أن "الأدوار انقلبت فصار صغير العائلة هو المعلّم، يشرح بسهولة فائقة ما يستعصي على الأهل فهمه في هاتفهم أو حاسوبهم، وفي هذا مؤشر إضافي على أن عالم الغد هو لهذه التكنولوجيا، وأنها ستكون من أكثر القطاعات جذباً للاستثمار".
وقال الرئيس عون "سأترك التقنيات لأهل الاختصاص، ولكن ما أوّد التأكيد عليه هو أن وضع استراتيجية للتحوّل الرقمي يشكّل الخطوة الأولى في مشروع، إذا أحسنّا تنفيذه، يجعل من لبنان نقطة استقطاب في المنطقة للتكنولوجيا الرقمية، مع ما يعنيه ذلك من نهضة على مختلف الصعد".
وذكر أن مؤسسة "أوجيرو" أعلنت منذ فترة وجيزة عن استراتيجية "الرؤية الجديدة" لتطوير قطاع الانترنت، فإذا تمكن لبنان فعلاً من تنفيذ هذين المشروعين المتلازمين سيكون قد خطا خطوة جبارة تؤسس لاقتصاد جديد، يفتح له آفاقاً جديدة.
وختم بالقول "نحن بدورنا، نسعى لتأمين الظروف الملائمة التي تسمح بالتنفيذ، خصوصاً ما يتعلّق منها بتثبيت الاستقرار السياسي والأمني، وأحيي العمل الدؤوب للوزيرة عناية عز الدين ولفريق العمل، كما لكل القيمين على هذا المشروع، وأتمنى أن تثمر جهودكم وتتكلل بالنجاح".