ارشيف من :ترجمات ودراسات

الإرهاب و العنف التربوي السلاح الأخطر صهيونياً و الأونروا تتذرع بتدريس "حقوق الإنسان"

الإرهاب و العنف التربوي السلاح الأخطر صهيونياً و الأونروا تتذرع بتدريس "حقوق الإنسان"

بعد الفشل العسكري على قطاع غزة ، وفي خضم مخططات الاستيطان والتهويد التي ازدادت توسعا مع الحكومة الصهيونية الاخيرة برئاسة بنيامين نتنياهو ، برزت دلائل ومؤشرات توحي بان النوايا المبيتة للعدو الصهيوني تتجه لتهويد كل شيء داخل كيانها الغاصب ، وهي خطت بذلك سلسلة خطوات في هذا الاتجاه . باتت الحرب ثقافية إذاً .

وما يؤكد هذا الإستنتاج إستغلال قادة العدو إفتتاح العام الدراسي لبخ السم في العسل و تمرير رسائل صهيونية للفلسطينيين بلهجة إنسانية و"ترويض "الطلبة الفلسطينيين تربوياً على مصطلحات "يهودية" ، ومن بين هذه الرسائل مزاعم الحرص على حقوق فلسطينيي العام 1948، رغم القرارات التعسفية التي اتخذتها حكومة بنيامين نتنياهو مؤخراً بحقهم، خاصة في ما يتعلق بفرض التعاليم الصهيونية و "الهولوكوست" تحديداً على المدارس العربية.

فبعد فرض النشيد الوطني الصهيوني على طلاب المدارس الفلسطينية كل صباح و بعد مكافأة المدارس التي ينخرط خريجوها في جيش الإحتلال و منحهم منح مالية ، وبعد التمهيد لإدخال مصطلح "الهولوكوست " بحذف مصطلح "النكبة " وتجريد الفلسطينيين بذلك بجزء كبير من هويتهم الثقافية ، أقرت حكومة الإحتلال الإسرائيلي تكثيف تعليم اللغة اليهودية في المدارس العربية و أعلن وزير التربية والتعليم الصهيوني جدعون ساعر، منع استخدام كلمة "النكبة" و إستبدالها بكلمة "مأساة" .

وأوضح ساعر خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية أنه بالإمكان القول أن عرب ال48 مروا بمأساة خلال الحرب لكن لن يكون هناك استخدام لكلمة "نكبة"، التي يشبه معناها معنى كلمة "محرقة" ، اتى ذلك في الوقت الذي تسعى فيه "الأنوروا" لتدريس "الهولوكست" للفلسطينين تحت غطاء تدريس "مادة حقوق الإنسان".

وفي هذا السياق خصصت وزيرة خارجية العدو السابقة تسيفي ليفني حصة من خطابها أمام طلبة مدرسة في "تل أبيب" أمس الثلاثاء لمهاجمة الجماهير العربية ولجنة المتابعة العليا، ولجنة متابعة التعليم العربي، ولجنة رؤساء السلطات المحلية، وذلك بعد قرارهم رفض أي محاولة لفرض نشيد" إسرائيل" على المدارس العربية، وغيرها من الرموز التي تتعارض مع الهوية والوجود الفلسطيني .
كذلك دعت ليفني إلى فرض الخدمة العسكرية أو "القومية" أو المدنية" على كل شاب وشابة من فلسطينيي 48 .

ردود الفعل :

وفي هذا الصدد ، أثار قرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" إدخال مادة تؤرخ ما يسمى المحرقة اليهودية "الهولوكست" في المناهج الدراسية الفلسطينية حالة من السخط في الشارع الفلسطيني وموجة مواقف وردود فعل .

وكشفت اللجان الشعبية في قطاع غزة أن الأونروا قررت تقديم شرح للمحرقة المزعومة والتي أدعى اليهود أنهم تعرضوا لها إبان الحكم النازي في مقرر مادة حقوق الإنسان في الصف الثامن.

وأضافت اللجان الشعبية أن الأنوروا تناولت الموضوع بشكل يؤكد حدوث المحرقة ويثير التعاطف تجاه اليهود، مؤكدة في رسالة وجهتها إلى جون كينج مدير عمليات الأونروا في قطاع غزة على رفضها القاطع لبعض السياسات والقرارات التي صدرت عن الوكالة في القطاع ومارستها في الآونة الأخيرة.

وشددت اللجان الشعبية على رفضها أن يتم تدريس هذه الكذبة التي اختلقها الصهاينة، وروجت لها وضخمتها آلتهم الإعلامية المسيطرة على الإعلام الغربي، وتابعت أنها إن أرادت تناول انتهاك حقوق الإنسان فالنكبة الفلسطينية والجرائم الصهيونية التي طالت مؤسسات الأنوروا أَوْلى بالتدريس.

وتعالت صيحات الغضب الفلسطينية مع توارد تلك الأنباء، حيث وصف يونس الأسطل القيادي في حركة حماس قرار الأونروا بخصوص "الهولوكست" بأنه يدخل ضمن الجرائم الكبرى، مضيفا أنه لا يبالغ إن قال أن هذا الأمر في منزلة جرائم الحرب.

وأكدت المنظمات الفلسطينية أنه في حال أخرجت هذه المخططات إلى حيّز التنفيذ سيكون الجواب بالعصيان، وقررت إعداد وثيقة حول سياسة وظواهر عسكرة و"صهينة" التعليم في "إسرائيل" ورفعها إلى المؤسسات الدولية والسفراء الأجانب.

بدوره طالب الكاتب الفلسطيني مصطفى الصواف ب"وقف وكالة الغوث عن غيّها " و قال ": " لو قارنا الجرائم المرتكبة من قبل هتلر وتلك المرتكبة من قبل يهود بحق الشعب الفلسطيني لصعبت المقارنة من هول ما ارتكب الصهاينة اليهود من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها المحرقة التي ارتكبت في قطاع غزة في العدوان الأخير "، مضيفاً : " مازالت محارق اليهود مشتعلة في أجساد أبناء قطاع غزة وفلسطين" .

وإستنكر الصواف بشدة القرار الخطير متسائلاً : " كيف يمكن أن أدرَّس هذه المادة لطالب فقد أبويه أو واحداً منهما، أو شقيقه أو ابن عم له أو جار، وأتحدث عن الظلم الذي وقع لليهود على يد هتلر، وأنا أعاني ظلماً أشد وأفظع على أيدي النازيين الجدد من الصهاينة اليهود؟، كيف؟، وهل يستقيم ذلك؟، وتحت أي مبرر أخلاقي أو وطني أسمح به؟".

يأتي ذلك في الوقت الذي نفت فيه المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الاونروا" كارين ابو زيد بشدة ما أشيع حول قيام الوكالة بتدريس موضوع المحرقة اليهودية "الهولوكست" ضمن مناهجها في مدارس قطاع غزة.

وشددت أبو زيد في تصريحات صحافية في غزة، على أن "منهج حقوق الانسان الذي يدرس في غزة لم يتغير" . وقال ناطق باسم الأمم المتحدة إنه لم يتخذ قرار بعد بشأن المقرر الدراسي للعام القادم.

و في وقت سابق ، قال القس توتو في زيارته مؤخراً للأراضي المحتلة أن الدرس الذي كان يجب أن تتعلمه "إسرائيل" من المحرقة هو أنها لن تحصل على الأمن بواسطة الأسوار والبنادق .

و في مقابلة خاصة بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قال توتو إن الفلسطينيين يدفعون ثمن المحرقة اليهودية التي ارتكبها الغرب، ويؤكد أن ممارسات الاحتلال أسوأ من نظام الابرتهايد في جنوب أفريقيا، ويلمح إلى ضرورة ممارسة الضغط على "إسرائيل "لدفعها إلى الانسحاب من الأراضي المحتلة.

وفي تطرقه إلى تصريحات رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو، في ألمانيا والتي جاء فيها أن دروس المحرقة تفيد أنه على الكيان الغاصب أن يدافع عن نفسه، قال توتو إنهم حاولوا تحقيق الأمن من خلال البندقية، بيد أن الأمن لم يتحقق إلا بعد أن اعترف النظام بحقوق الإنسان واحترام حقوق الإنسان بدون تمييز.
وأضاف توتو " إن الغرب يشعر بالذنب والندم تجاه "إسرائيل" بسبب المحرقة، إلا أن الفلسطينيين العرب يدفعون الثمن."

يذكر أن "الهولوكوست" مصطلح تم استخدامه لوصف الحملات الحكومية المنظمة من قبل حكومة ألمانيا النازية وبعض من حلفاءها لغرض الاضطهاد والتصفية العرقية لليهود في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية.

والـ "هولوكوست" كلمة مشتقة من اليونانية تعني "الحرق الكامل للقرابين المقدمة لخالق الكون" في القرن التاسع عشر تم استعمال الكلمة لوصف الكوارث أو المآسي العظيمة.

الكلمة لم تلق انتشارا واسعا حتى الخمسينيات ومع السبعينيات أصبحت كلمة هولوكوست تستعمل حصريا لوصف حملات الإبادة الجماعية التي تعرض لها اليهود بالتحديد على يد السلطات الألمانية أثناء هيمنة الحزب النازي بقيادة "أدولف هتلر".
وينظر إلى "الهولوكوست" خلال الحرب العالمية الثانية في البلدان العربية على أنه أداة لدعم الكيان الغاصب .

بتول زين الدين

2009-09-02