ارشيف من :نقاط على الحروف
نشطاء تونسيون لـ’العهد’: لهذا ندعم محور المقاومة ولا نتخندق مع غيره
يتفاعل التونسيون إيجابيا مع ما يحصل من انتصارات لمحور المقاومة وآخرها التقدم الذي يحققه الجيش العربي السوري في الغوطة الشرقية على قوى الإرهاب والدمار و"الربيع العبري". فالتيارات السياسية التونسية وكبرى منظمات المجتمع المدني، مساندة لمحور الممانعة قلبا وقالبا ولهذا المحور شعبية لا توصف وخصوصاً حزب الله الذي يحظى بالتقدير والإحترام في الشارع التونسي الأمر الذي انعكس على تصريحات رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الذي اعتبر الجناح المسلح للحزب حركة مقاومة تسعى لتحرير الأرض ولا يجوز تصنيفها على أنها منظمة إرهابية في رده على بيان أحد اجتماعات وزراء الخارجية العرب الذي وصف الحزب بهذا الوصف بإصرار سعودي.
ويستذكر التونسيون في كل مناسبة كيفية قيام حزب الله اللبناني بتحرير جثامين ثمانية شهداء تونسيين قضوا في أرض فلسطين على يد قوات الإحتلال الصهيوني في عمليات مقاومة مختلفة، وذلك في إطار إحدى عمليات تبادل الأسرى بينه وبين الإحتلال الصهيوني، بعض هؤلاء التونسيين كان يقاتل تحت راية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة والبعض الآخر كان مع غيرها من الفصائل الفلسطينية. حتى أن البعض علق بأن عملية التحرير هذه هي "تحية من حزب الله لشرفاء تونس ومناضليها ولأنصار المقاومة في أرض الخضراء وجب الرد عليها باستمرار بمثلها أ وبأحسن منها، وهي رسالة من القلب إلى القلب تلقفها التونسيون وفهموا مغزاها من لبنان، أرض صور والجنوب، مهد الأجداد القرطاجيين".
شعب مقاوم
وفي هذا الإطار يعتبر الناشط الحقوقي والسياسي التونسي باديس الكوباكجي المنتمي إلى التيار البورقيبي الوطني، في حديثه لـ"موقع العهد الإخباري" أن "مساندة غالبية التونسيين لمحور المقاومة مرده إلى عدة أسباب. فبالإضافة إلى الروابط الروحية والتاريخية والقومية والدينية التي تربطنا كتونسيين مع البلدان المنتمية إلى هذا المحور، فإن ما لا يجب نسيانه ـ بحسب محدثنا ـ أن الشعب التونسي شعب مقاوم عبر تاريخه للمشاريع الإستعمارية وذلك منذ عصور المقاومة القرطاجية الملحمية للرومان والتي دامت قرونا من الزمان، ناهيك عن مقاومة الإسبان بعد سقوط الاندلس وغرناطة وصولا إلى فرنسا التي أخرجها التونسيين بتضحياتهم وبدماء شهدائهم ومعاركهم التي خاضوها بشجاعة البواسل ضد المستعمر".
ويضيف باديس الكوباكجي قائلا:"لا يمكن لشعب مثل الشعب التونسي الذي ذاق ويلات الإستعمار واكتوى بناره وبنار الإرهاب لاحقا أن لا يكون في صف من يقاومون الإستعمار والإرهاب ومشاريع الهيمنة، وبالتالي جاز اعتبار غالبية القوى الحية التونسية ضمن محور الممانعة. كما أن حزب الله تحديدا نجح في النفاذ إلى قلوب التونسيين من خلال صدق قياداته وترفعهم عن كل تفكير طائفي أومذهبي وذلك خلافا للطرف الآخر (بعض الأنظمة الخليجية ) الذي يكشر في كل مرة عن أنيابه ويبرز حقداً مذهبيا مقيتا لا يمكن ان يخدم إلا العدو الصهيوني ورعاة مشروع الفوضى الخلاقة المسمى ربيعا عربيا".
مصير مشترك
من جانبه يعتبر رياض القصاب الحقوقي التونسي والناشط في مجال دعم المقاومة في حديثه لـ"موقع العهد الإخباري" أن "ما بين تونس وشعوب بلاد الشام روابط روحية كبيرة وأيضا براغماتية في التفكير السياسي باعتبار المصير المشترك. فشعوب بلاد الشام وبنظرة استراتيجية عميقة، وبحسب القصاب، هي خط الدفاع الأول في معركة الكرامة التي يجب أن تخوضها الأمة ضد مشاريع الهيمنة الصهيوأمريكية، ومن طبيعي أن يدعم المرء من يدافع عنه، ويوم تسقط المقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا لا قدر الله سنسقط جميعا مثل قطع الدومينو".
ويضيف محدثنا قائلا: "هم ينظرون إلينا كوحدة لا تتجزأ تارة يسموننا منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حفاظا على مشاعر الصهاينة لكنهم يستدركون ويطلقون علينا تسمية إستعمارية هي الشرق الأوسط الكبير بعد أن تغلب يقينهم بأننا وحدة على مراعاة مشاعر الصهاينة. وبالتالي فإن المشاريع التي تستهدفنا واحدة وهمنا واحد رغم أننا نقسم أنفسنا شيعا وقبائل، ولعل أكبر دليل على ذلك أنهم لم يميزوا في مشروع الفوضى الخلاقة بين حسني مبارك المنبطح وبين بشار الأسد المقاوم وأرادوا الإجهاز على الجميع وهو ما يجب أن يكون درسا للانظمة الخليجية المنبطحة ولكل مساند لغير محور المقاومة في تونس وأقصد حركة النهضة وتيار المرزوقي".