ارشيف من :أخبار لبنانية
مؤتمر روما 2 ينطلق على وقع الاحتدام الانتخابي..وإيران ترد على تصعيد ’ترامب’
لفتت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس الى تصاعد سخونة المشهد الداخلي في لبنان في ظل تشابك تطورات ومحطات تتقاطع جميعها عند الحمى الانتخابية التي بدأت تدب في كل أوصال الواقع السياسي والشعبي، وجاء ذلك مع ترقب إنطلاق مؤتمر روما - 2 الدولي عصر اليوم لدعم القوى العسكرية والامنية اللبنانية، وانشداد الانظار الى المؤتمر وما يمكن ان يتركه من تأثيرات على الواقع الداخلي والانتخابي.
وكان اللافت التغيير الوزاري الذي أجراه الرئيس الأميركي، الذي قللت إيران من خطورته، هذا في الوقت الذي جدد الإيرانيون مقابلة تهديد ترامب بتهديد مماثل، بأن أي انسحاب أحادي الجانب يلُوِّح به البيت الأبيض لن يجرّ إيران إلى إعادة الاتفاق إلى طاولة التفاوض، في موازاة التمسك برفض التجاوب مع الرسائل التي بعثت بها واشنطن عبر الوسيط الأوروبي.
مؤتمرات الدعم تنطلق على وقع الاحتدام الانتخابي
بدايةً مع صحيفة "النهار" التي رأت أنه "تصاعدت سخونة المشهد الداخلي في لبنان أمس في ظل تشابك تطورات ومحطات تتقاطع جميعها عند الحمى الانتخابية التي بدأت تدب في كل أوصال الواقع السياسي والشعبي، علماً ان الفترة الفاصلة عن 27 آذار موعد تسجيل القوائم الانتخابية ستكون الفرصة الاخيرة امام القوى السياسية والحزبية والمرشحين المستقلين لانجاز التحالفات الانتخابية قبل اعلان نفير المواجهات في كل الدوائر الانتخابية. واتخذت صورة التسابق الانتخابي بعداً متوهجاً في التوقيت اللافت الذي اعتمده حزب "القوات اللبنانية" لاعلان مرشحيه الـ19 للانتخابات النيابية وتقديمهم في الذكرى الـ13 لانتفاضة 14 آذار 2005 تحديدا اذ تميز المهرجان الحاشد الذي اقامته "القوات" في مسرح "البلاتيا" بساحل علما بتعمد رئيس الحزب سمير جعجع اختيار هذه المحطة التي تحمل رمزيات كبيرة لاطلاق العنان على اشده للمبارزة الانتخابية على قواعد سياسية في المقام الاول لا تنفصل عن مبادئ قوى 14 آذار انطلاقا من الصراع المديد مع "حزب الله" ومشروعه.
وأضافت، "ثم ان التوهج لم يقف عند هذه المحطة بل اتسع نحو آفاق مؤتمر روما - 2 الدولي لدعم القوى العسكرية والامنية اللبنانية والذي ابدى رئيس الوزراء سعد الحريري تفاؤلاً ملحوظاً بحجم الدعم العربي الذي سيوفره للبنان وهو الامر الذي سيرتب انشداد الانظار اليوم الى المؤتمر وما يمكن ان يتركه من تأثيرات على الواقع الداخلي والانتخابي لان سلسلة مؤتمرات الدعم الدولية المخصصة للبنان ستنعقد بين اليوم ونهاية نيسان بما لا يمكن معها التنكر لتأثيراتها الانتخابية".
في أي حال وعلى اهمية مؤتمر روما - 2 الذي ينعقد بعد ظهر اليوم بمشاركة نحو 40 دولة ومنظمة دولية قفزت الاولويات الانتخابية الى الواجهة في ظل اتجاهات برزت في الايام الاخيرة بات معها مستبعدا ان يتجاوز التحالف بين "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" دائرتي الشوف وعالية، في حين كان بعض الاوساط يتحدث عن توسيع اضطراري للتحالف نحو دوائر اخرى مثل زحلة والبقاع الشمالي. وفيما لم يتمدد مشروع التحالف بين الفريقين الى البقاع الغربي، بات في حكم المؤكد تقريبا ان تحالف "القوات" والكتائب في بيروت الاولى وزحلة سيرغم افرقاء كثيرين على اعادة الحسابات وخلط الاوراق في هاتين الدائرتين. وفي ظل هذه المعطيات جاءت النبرة العالية لمواقف جعجع في مهرجان "البلاتيا" لتضفي انطباعات متزايدة حيال اتجاه معظم "حلفاء الامس" في تحالف 14 آذار مبارزات انتخابية بدا جعجع دافعا نحوها من دون لبس او تردد.
طلب "إسرائيلي" بنشر المراقبين الأمميين على خطوط الجولان... ينعي الرهانات على الحرب الأميركية
بدورها، صحيفة "البناء" التي كتبت أنه "تزاحمت التطوّرات الدولية والإقليمية لرسم صورة متغيّرات كان البعض يرى فيها قرعاً لأجراس حرب كبيرة، ربما يتورط فيها الأميركيون والروس، واعتبروا استبدال الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوزير خارجيته ريكس تيلرسون برئيس مخابراته مايك بومبيو طلقتها الأولى، لترسو على مؤشرات تشير إلى تراجع مخاطر اندلاع المواجهة، رغم حملات التصعيد الإعلامية والدبلوماسية الأميركية والغربية بوجه روسيا، والتي اختصر وصفها وزير الخارجية الروسية بتوجهه للسفيرة الأميركية في نيويورك نيكي هايلي، طالباً منها الانتباه للفارق بين مكبر الصوت في مجلس الأمن والقنوات الساخنة لتواصل الضباط الروس والأميركيين، والتي يبدو أنّها القناة التي أنتجت استبعاداً لخيار المواجهة بعد التحذيرات الروسية المباشرة بأنّ أيّ عمل عسكري أميركي يستهدف سورية ويعرّض حياة الجنود الروس للخطر سيلقى رداً مناسباً، لتأتي التطورات العسكرية والسياسية المحيطة بغوطة دمشق وتقدّم المزيد من المؤشرات، سواء لجهة نجاح الجيش السوري في تحرير بلدة حمورية جنوب الغوطة، حيث السيطرة لفيلق الرحمن الذي استهدفت مقاره القياديّة وخسر العديد من أركانه، أو في تمديد هدنة دوما ليومين مع المفاوضات التي يُجريها الروس مع جيش الإسلام تحت عنوان تجنيب دوما تبعات معركة خاسرة بفتح الطريق لخروج الأهالي، أو فتح طريق تسوية تعود لمندرجات أستانة التي تنصّ على تسوية وضع المسلحين ودخولهم في إطار للحلّ السياسي الذي ينصّ عليه القرار الأممي 2254 وعنوانه حكومة موحّدة تضع دستوراً جديداً وتتيح إجراء انتخابات على أساسه".
وأضافت الصحيفن أن "التطور الأهم واللافت تمثل بإعلان حكومة الاحتلال عن توجهها بالطلب من الأمم المتحدة لإعادة جهاز المراقبين التابع لوحدة الإندوف التي كانت تنتشر على حدود الجولان المحتل وفقاً لخط فك الاشتباك المتفق عليه منذ العام 1974. وهو ما قامت «إسرائيل» بتعطيله لتسهيل سيطرة جبهة النصرة على مواقع الإندوف واعتمادهم نواة صلبة لإقامة حزام أمني يحمي العمق الإسرائيلي، ضمن مشروع تقسيم سورية، وبقيت حكومة الاحتلال تستبعد خيار العودة لاتفاق فك الاشتباك طالما بقي أمامها الأمل باللعب عسكرياً في الجغرافيا السورية أو الرهان على قدرة واشنطن على اعتماد الخيار العسكري لفرض تقسيم سورية او قبول دعوتها لتقاسمها، كما ورد في وثيقة الخمسة التي أعدّتها واشنطن ووقّعتها كل من لندن وباريس والرياض وعمان. وتشكل الخطوة الإسرائيلية أهم مؤشر بنظر المراقبين على تراجع فرضيات الذهاب الأميركي لعمل عسكري في سورية، أو جدوى الرهان على تغييرات مقبلة في عكس الاتجاه الذي يرسمه تقدم الجيش السوري المتسارع، خصوصاً مع التفسير الذي قدّمه المحللون الإسرائيليون للخطوة عبر القنوات التلفزيونية الرسمية بأنه ناتج عن التقدّم الذي يحققه الجيش السوري. والجدير ذكره أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد نصح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مراراً بصرف النظر عن اللعب بالجغرافيا والأمن في سورية، والعودة للعمل في ظل اتفاق فك الاشتباك، حيث الدولة السورية تكون مسؤولة عن الأمن داخل حدودها، فلا حزام أمني سيفيد ولا الإصرار على ربط التهدئة بانسحاب حزب الله سيجدي".
طهران لا تكترث لـ"سهام" ترامب: سنخرج من الاتفاق
الى ذلك، رأت صحيفة "الأخبار" أن إيران تحاول إبداء عدم اهتمام بالتغيير الوزاري الذي أجراه الرئيس الأميركي، مُقلِّلةً من خطورة الخطوة، وإن وضعها دونالد ترامب في سياق مواجهة طهران. في الوقت نفسه، يجدد الإيرانيون مقابلة تهديد ترامب بتهديد مماثل، بأن أي انسحاب أحادي الجانب يلُوِّح به البيت الأبيض لن يجرّ إيران إلى إعادة الاتفاق إلى طاولة التفاوض، في موازاة التمسك برفض التجاوب مع الرسائل التي بعثت بها واشنطن عبر الوسيط الأوروبي.
وأضافت، "حذِرةً وباردةً بدت ردة فعل إيران الأولية على قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إقالة وزير خارجيته ريكس تيلرسون، على الرغم من الإشارات التي ترسلها الخطوة باتجاه طهران واتفاقها النووي. لا شيء حتى الآن يشي باستنفار استثنائي في "الجمهورية الإسلامية"، وإن كانت الأنظار تتجه إلى كل من المرشد الأعلى علي خامنئي، والرئيس حسن روحاني، الذي قد لا يكون هو وفريقه في وضع يحسدون عليه إذا ما تلى قرار ترامب، وفق ما ألمح إليه الأخير، قرارٌ بالانسحاب من الاتفاق، ما يعني خيبة أمل إيرانية تلوح في الأفق لدى المتحمسين للصفقة النووية".
بالنسبة إلى طهران، فإن التصعيد الأميركي، وإن لم تُحسم وجهته إلى الآن في انتظار مشاورات أميركية مع الشريك الأوروبي في الاتفاق، كان احتمالاً وارداً ردّ عليه الإيرانيون باكراً عشية زيارة زير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وفي أثنائها، بجملة مواقف تصدّرها تأكيد روحاني أن قوة إيران الدفاعية ليست قابلة للتفاوض، في إشارة إلى البرنامج الصاروخي، وذلك في موازاة موقف المرشد الأعلى الذي رفض أي تفاوض بشأن دور إيران في المنطقة.
زيارة لودريان، التي وصفها مراقبون بـ"حوار الطرشان"، حسمت النقاش حول صعوبة الموقف الذي وضع ترامب أمامه أطراف الاتفاق، الإيرانيين والأوروبيين على السواء. لم ينجح لودريان في سحب تنازل ولو جزئي من طهران، التي أصرت على أن ينحصر النقاش في مكان آخر، هو تطبيق ما لم يُنفّذ بعد من لوازم الاتفاق، أي في ما يتعلق بالجانب التجاري، وإن أدت الزيارة هدفها لجهة إيصال رسالة واضحة من الفرنسيين، وضمناً الأميركيين، إلى المسؤولين الإيرانيين، بأن واشنطن جادة في التصويب على الاتفاق في حال لم يُطرح مشروع ترامب لـ"إصلاح" الاتفاق على الطاولة ويعاد التفاوض عليه.
وحسب الصحيفة، ففي واشنطن، كان ترامب واضحاً في تأكيد التكهنات بشأن خلافاته مع تيلرسون، عبر ربطه طلاق إدارته مع الأخير بجملة أمور أبرزها الخلاف على ملف إيران. قال ترامب إن "الاتفاق (النووي) الإيراني رهيب"، مضيفاً: "أردت إما إلغاءه أو القيام بأمر ما، بينما كان موقفه (تيلرسون) مختلفاً بعض الشيء. لذلك لم نتفق في مواقفنا".
في مقابل سهام ترامب، كان موقف طهران مشوباً بالترقب والحذر، ظاهره لا مبالاة بالتعيينات الأميركية، التي وضعتها وزارة الخارجية الإيرانية في إطار "الشأن الداخلي" لواشنطن. "ما يهم الجمهورية الإسلامية"، بحسب المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي، هو "السياسات الأميركية تجاه القضايا الدولية والتعامل معنا حيث نقوم برصدها وسنتخذ مواقفنا حيالها"، إذ إن "هذه التغييرات والتطورات والإقالات في حكومة ترامب ليست جديدة... لقد شهدنا تطورات مماثلة"، وفق قاسمي. وكان ظريف، ضمن سلسلة تصريحات له إلى وسائل الإعلام الباكستانية خلال زيارته إسلام آباد، رأى أن «الإدارة الأميركية تنقض الاتفاق النووي عملياً"، معرباً عن أسفه لاتخاذ ترامب قرارات "لا يمكن التنبؤ بها، تتسم بطابع غير واقعي على المستوى العالمي"، مشدداً في الوقت نفسه على أن واشنطن ملزمة بتطبيق الاتفاق النووي كونه "اتفاقاً دولياً".
وختمت "الأخبار": إلا أن مساعد ظريف، كبير المفاوضين النوويين عباس عراقجي، كان، أمس، مباشراً في تفسير الإطاحة بتيلرسون، إذ حذر من أن التغيير "الترامبي" يستهدف الانسحاب من الاتفاق. وأكد أن «خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وارد جداً، ومتوقع في أي لحظة»، مضيفاً أن "الأميركيين جادون في الخروج من الاتفاق النووي، والتغيير الحاصل في الخارجية الأميركية يأتي في هذا السياق". ولفت إلى أن بلاده أبلغت الأوروبيين بأنها ستخرج من الاتفاق في حال خروج واشنطن منه.