ارشيف من :آراء وتحليلات

معركة حامية في دائرة عكار: المستقبل يقطع الطريق على حلفائه

معركة حامية في دائرة عكار: المستقبل يقطع الطريق على حلفائه

تكتسب المعركة الانتخابية في دائرة الشمال الاولى ـ اي دائرة عكار ـ اهمية كبرى كما غيرها من الدوائر التي يتوقع ان تشهد معارك كسر عظم بين ثلاث لوائح أو اكثر، على اعتبار ان الاتصالات بين الاطراف التي ستخوض الانتخابات هناك لم تنته من انجاز لوائحها حتى اليوم وقبل اقل من عشرة ايام من الموعد النهائي لتقديم اللوائح الى وزارة الداخلية، وبالاخص بين القوى التي كانت تنضوي سابقا داخل ما يسمى قوى 14 آذار.
فالواضح ان احداً من القوى المعنية لا يضمن الفوز بأكثرية مقاعد هذه الدائرة والبالغة سبعة مقاعد موزعة بين ثلاثة للسنة ومقعدين للارثوذكس وواحد ماروني وسابع علوي، ومرد ذلك الى اعتبارات عدة وفق مصادر مطلعة على اجواء المعركة الانتخابية هناك اهمها الاتي:
اولا: ان قانون الانتخابات الجديد الذي يقوم على النسبية يحول دون فوز اي تحالف انتخابي مهما كانت طبيعته بأكثرية المقاعد على غرار ما حصل في انتخابات العام 2009، حيث فازت لائحة المستقبل و"القوات" بكامل مقاعد الدائرة، لأن القانون الاكثري الذي اعتمد في الانتخابات السابقة لا يحقق العدالة على مستوى تمثيل الاطراف المختلفة، فرغم حصول لائحة قوى 8 أذار يومها على نحو 40 ألف صوت لم تتمثل بأي مقعد نيابي.
ثانيا: ان طبيعة التنوع السياسي والطائفي في دائرة عكار يمنع تفرد اي جهة بأكثرية المقاعد، فناخبو هذه الدائرة موزعون سياسيا بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي و"القوات اللبنانية" وتيار المردة والحزب العربي الديمقراطي وعدد من الشخصيات ابرزها النائب السابق وجيه البعريني، ولو ان نسبة مناصري كل حزب تختلف نسبياً، كما ان ناخبي هذه الدائرة يتوزعون طائفيا بين 187 ألف سني و41 ألفًا من الروم الكاثوليك و30 الف ماروني و14 الف علوي وثلاثة آلاف شيعي والفين من الروم الكاثوليك، ما يعني ان نسبة الاقتراع اذا اختلفت بين طائفة واخرى او بين مناصري هذا الحزب او ذاك ستؤدي الى خلط الكثير من الأوراق على صعيد نتائج الانتخابات، وبالتالي فلجوء تيار المستقبل الى ترشيح ستة مرشحين من سبعة مرشحين لهذه الدائرة لن يؤدي الى زيادة نسبة المقاعد التي قد يفوز بها.
ـ ثالثا: إن التحالفات سيكون لها أيضا تأثيرها على طبيعة الحاصل الانتخابي الذي ستحصل عليه اي لائحة من اللوائح المتنافسة، بالإضافة الى مدى حضور الاطراف المعنية على الارض وعلى مستوى الخدمات الانمائية لهذه المنطقة التي لا تزال تعّد من أكثر المناطق حرمانا في لبنان، على الرغم من احتكار تيار المستقبل التمثيل لهذه  الدائرة منذ العام 2005، لم يعمل على تنمية هذه المنطقة ورفع الحرمان عنها. كما تشير المصادر على سبيل المثال الى انعدام الخدمات من جانب وزراء "القوات" لهذه المنطقة، في مقابل خدمات كبيرة ساهمت بها أطراف مختلفة من قوى 8 آذار، خاصة تيار المردة والنائب السابق وجيه البعريني.

معركة حامية في دائرة عكار: المستقبل يقطع الطريق على حلفائه
"الحرمان" في عكار تحت ناظري المستقبل

رابعا: ان نسبة المشاركة في عمليات الاقتراع لها ايضا تأثيرها الكبير، خاصة اذا تجاوزت الـ 60 بالمئة وهو ما يعني مزيدًا من خلط الأوراق على مستوى النتائج، على اعتبار أن الفارق في الفوز بمقعد او اكثر قد لا يتجاوز مئات الاصوات.
لذلك، فإن السؤال الآخر، كيف تبدو طبيعة التحالفات هناك في ضوء ما هو قائم من اتصالات؟
وفق معطيات المصادر، فالمعركة ستكون محصورة بين لائحتين او ثلاث في الحد الاقصى، حيث ستضم اللائحة الاولى أطراف 8 آذار اي تيار المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي والنائب السابق وجيه البعريني والحزب العربي الديمقراطي مع ارجحية انضمام التيار الوطني الحر الى اللائحة، الا اذا اختار الاخير التحالف مع تيار المستقبل في اللحظات الأخيرة. وتقول المصادر ان الاتصالات مع التيار الوطني مستمرة وإن كانت تنتظر قرار قيادة التيار لحسم تحالفاته في كل الدوائر.
اما اللائحة الثانية فهي بأكثريتها من مرشحي تيار المستقبل بعد ان رشح رئيسه سعد الحريري ستة مرشحين لهذه الدائرة ولم يبق سوى مقعد واحد شاغر من حصة الروم الارثوذكس، وهو تركه افساحا في المجال للتحالف مع التيار الوطني الحر او "القوات اللبنانية" . ورغم ان المستقبل يسعى من وراء ترشيح ستة مرشحين الى محاولة الفوز بكل المقاعد، الا ان الوقائع تناقض هذه المحاولة ويكفي الاشارة الى نتائج الانتخابات السابقة والتي حصلت فيها لائحة 8 أذار على اكثر من اربعين الف صوت لتأكيد سقوط هذا الرهان الذي لا ينطبق على الواقع الشعبي، اضافة الى ذلك ان جمهور المستقبل لم يعد هو نفسه كما كان سابقاً، بل ان كل الوقائع تؤكد تراجعه بشكل كبير.

2018-03-16