ارشيف من :آراء وتحليلات

بعد فشل مزاعم تخويفهم من اللجوء إلى الحكومة السورية...حملة جديدة تستهدف أهالي الغوطة

بعد فشل مزاعم تخويفهم من اللجوء إلى الحكومة السورية...حملة جديدة تستهدف أهالي الغوطة

فشلت كل محاولات المجموعات الإرهابية المسلحة في الغوطة ومن ورائها الغرب ومشيخات الخليج في ثني أهالي الغوطة عن الوصول إلى أماكن سيطرة الحكومة السورية عبر الممرات الآمنة التي أحدثتها هذه الأخيرة حرصا على سلامتهم ولم يبق أمام جوقة التهويل هذه سوى العودة إلى الأسطوانة القديمة المتجددة التي تتحدث عن " تغيير ديموغرافي مزعوم " تنوي الحكومة السورية القيام به يطال الغوطة وأهلها " لكن هذا السيناريو يفتقد إلى الحجة المنطقية التي تعدم وجود سابقة مماثلة قامت بها الحكومة السورية في عديد المناطق التي حررتها من الإرهابيين كما أوضح المهندس علاء ابراهيم محافظ ريف دمشق لموقع "العهد" أثناء تفقده لأوضاع الأهالي النازحين من الغوطة الشرقية.


حملة جديدة تقودها العديد من الفضائيات العربية تستهدف أهالي الغوطة الشرقية الساعين للخروج من جحيم الإرهابيين هناك، قوام  الحملة تخويف ممنهج ومدروس عن أن من سيغادر لن يعود ثانية إلى بيته وأرضه التي "سيحتلها أناس آخرون من مذاهب أخرى تعمل الحكومة السورية على توطينهم في الغوطة ليكونوا ذراعها الطويلة هناك " حملة لم تختلف عن سابقاتها لجهة التضليل وسوق الحجج الواهية والشهادات المزورة ، لكن الحكومة السورية لم تعدم الرد المنطقي والواقعي على هذه الإتهامات التي سألنا عنها  محافظ ريف دمشق المهندس علاء ابراهيم حين كان يتفقد أحوال النازحين في مراكز الإيواء ويقف على احتياجاتهم.


محافظ ريف دمشق أوضح لموقع "العهد " أن هذه الإتهامات ليست جديدة ونعرف جيدا من يسوقها ودوافع هذا التسويق ، وفي كل مرة كنا نحرر فيها أرضنا وشعبنا كانت الشائعات تطلق في هذا الإتجاه سواء في الذيابية أو الزبداني أو المعضمية أو الغوطة الغربية وكل مكان دخله الجيش ، كان همنا ينصب على تأمين الأهالي في مراكز الإيواء المؤقتة ريثما تتحرر الأرض وتشرع الدولة في إعادة تأهيل البنى التحتية تمهيدا لعودة الأهالي تباعا إلى مناطقهم وهذا أمر يمكن التحقق منه فهذه المناطق باتت آمنة وبإمكان أي شخص أن يزور أهلها الذين عادوا ولا يزالون يعودون تباعا إلى بيوتهم مع العلم أننا جميعا شعب واحد ولا يجوز تفريقنا إلى فرق شتى".
وبين محافظ ريف دمشق لموقع " العهد " بأن هذا الأمر سينسحب أيضا على أهالي الغوطة الشرقية الذين سيعودون جميعهم إلى بيوتهم وبلداتهم داخل الغوطة حين يطهر الجيش السوري المنطقة بكاملها من الإرهابيين وتعيد الدولة إصلاح البنى التحتية والطرق التي دمرها هؤلاء بحيث تكون عودة نهائية للأهالي تسمح لهم بالإنخراط مجددا في بناء وطنهم بعد زوال الإرهابيين".


سنحدث مراكز إيواء جديدة وسنفعل مركز الحرجلة  


لم  تنفع سياسة التهويل بالحديث عن " أعمال انتقامية وجرائم سيرتكبها الجيش بحق المدنيين "  ولم تجد عمليات إطلاق النار على الخارجين من جحيم الإرهابيين إلى أمان الدولة السورية  حين تحول هؤلاء من أفراد مغامرين بحياتهم إلى طوفان بشري هادر لم يقو هؤلاء على وقفه ، إزاء ذلك وجدت الحكومة السورية نفسها أمام استحقاق إيواء عشرات الآلاف من أبنائها في الغوطة ، سألنا محافظ ريف دمشق عن قدرة الحكومة السورية على ذلك فقال " منذ انشاء الممرات الآمنة ونحن نعد أنفسنا لإستقبال الآلاف من أهلنا في الغوطة ، مركز الدوير جاهز لإحتضان الدفعات الأولى وكذلك مركز الحرجلة الشهير والذي يتمتع بإمكانيات جيدة تفي بالحاجة فضلا عن كوننا نعد لإنشاء مركز جديد واحد على الأقل للغرض نفسه ، لن يعيش السوريون في ظل حكومتهم إلا مكرمين فهذا هو التوجيه الأساسي الذي زودنا به السيد الرئيس بشار الأسد".


تغييرات لم ينتبه إليها أحد


مزاعم التغيير الديموغرافي التي تطال الحكومة السورية زورا يجب ألا تحول الأنظار عن حقائق وضع اليد على أراضي وممتلكات المواطنين من قبل المجموعات الحاكمة بأمرها في الغوطة، أبو أحمد رجل من مدينة دوما حجب الإرهابيون عنه المعونات التي سمحت الدولة السورية بدخولها حتى لا تكون أزمة في الغوطة لكن الحاكمين بأمرهم هناك حالوا دون وصولها إلى الأهالي وخبأوها في مخازنهم وراحوا يوزعونها على عناصرهم هناك بحسب الولاء والطاعة لهم حتى بات شرط حمل السلاح ضد الجيش السوري هو السبيل الوحيد لفتح مغاليق هذه المخازن على الأهالي ، ضاق بأبي أحمد الحال وانتبه الإرهابيون لذلك فراحوا يساومونه على بيع بيته الذي يساوي الملايين بمبلغ ثلاثمائة ألف ليرة سورية ونجحوا في ذلك كما روى لنا الرجل الخارج لتوه من سجن الغوطة الكبير.


حال أبي أحمد ينسحب على كثيرين غيره رووا لموقع "العهد" قصصا مشابهة تنازلوا فيها عن بيوتهم وأراضيهم وساومهم المسلحون في احيان كثيرة كذلك على أعراضهم مقابل حفنة من المال تسد رمق أطفالهم إلى حين نفاد قيمة هذه المبالغ الصغيرة التي دفعوها مقابل مشاريع صرفوا عمرهم في إنجازها.


" هذا هو التغيير الذي يجب أن تتحدثوا عنه وليس التغيير الديموغرافي الذي لم نسمع به ولم نشاهده أصلا " يقول أبو خالد جار أبي أحمد في مركز ايواء لموقع "العهد الإخباري".

2018-03-16