ارشيف من :أخبار لبنانية
من سلسلة كي لا يضيع التاريخ: العملاء المرفّهون أصحاب الهوية الزرقاء
انخرط العملاء اللبنانيون بشكل كامل في المجتمع الصهيوني، وامتلكوا سائر حقوق "المواطنة المُناطة بالمواطن اليهودي العادي" (كون إسرائيل تقسم مواطنيها حسب الدين). وقد منحوا بطاقات هوية "زرقاء"، وضمانًا اجتماعيًّا، تأمينًا صحيًّا، يُسدّدون الضرائب، يمتلكون حق سحب القروض المالية. الأهم أنهم يمتلكون رواتب شهرية تسددها وزارتا "الدفاع والاستيعاب في كيان العدو"، امتلكوا منازل ممتازة وفاخرة على نققة الدولة العبرية ومنهم من هو موظف أم لديه تجارة خاصة، أبناؤهم يرتادون المدارس والجامعات على نفقة "الدولة العبرية"، وجزء آخر منهم متطوّع فعلياً في الجيش الصهيوني، يخدمون في مناطق الضفة الغربية أو من هم في أجهزة الاستخبارات أو مؤسسات عسكرية رديفة أو تابعة.
نشاطاتهم تتم برعاية الحكومة الصهيونية التي تكفل لهم رحلات ترفيهة بشكل دوري في العام عدّة مرات، كما لهم حق المشاركة في الإنتخابات إقتراعاً وترشيحاً، ومنهم من نشط في الانتخابات الماضية بدعم حملة بنيامين نتانياهو الذي أجرى لقاء معهم ومع بعض العرب اثناء حملته الانتخابية الأخيرة.
الوزير بيلد خلال زيارته لمخيم صيفي لأبناء العملاء اللبنانيين في مستوطنة كريات شمونة
جميعهم متفقون على أنهم سعيدون في وجودهم في "إسرائيل"، يتمتعون بكامل الحقوق ويحترمون هذا الدولة التي يقولون أنها "تحترم الإنسان" ويمجدون بالسلام مع "إسرائيل"، ويجمع هؤلاء على عدم العودة إلى لبنان حالياً لأنهم يجدون في "إسرائيل" ملاذاً آمناً وحيداً لهم، افهي وفّرت لهم ما احتاجوا إليه وكافأتهم على ما قدموا لها، فمعظم الفارين الموجودين في فلسطين المحتلة بعد عودة أربعة آلاف إلى لبنان، وسفر أكثر من خمسمئة إلى دول إفريقية أو أوروبية أو استرالية، "حصلوا على ما أسموه "حقوقهم المالية من الإسرائيليين"، وتبلغ أكثر من أربعين ألف دولار لكل أسرة"، مع التعويض على سنوات الخدمة لكل منضو سابق في صفوف "جيش لبنان الجنوبي" بمعدل ثلاثة أشهر عن كل سنة خدمة.
وتعتبر مراكز تجمّع "اللبنانيين في إسرائيل" مُحدّدة بأكثريتها ضمن مناطق الجليل "نهاريا، طبريا، حيفا، كريات شمونه"، الأخيرة تتمتّع بأكبر كثافة سكانية من اللبنانيين داخل الاراضي المحتلة. الشارع 29 في كريات شمونة المعروف باسم "شارع هاناسي" يسميه أهالي كريات شمونة بـ"شارع اللبنانيين".
ونقلت أكثر من وسيلة اعلامية عبرية واجنبية أن المنازل في ذلك الشارع بأغلبها "لبنانية"، وقال أحد الصحفيين الذي يعمل لوكالة صحفية أجنبية وهو واحد من الذين زاروا هذا التجمع: "تستطيع أن تميّز اللكنة "عبرية على لبنانية". والقليل جداً من اللبنانيين يتكلمون العربية، فهذه اللغة المحصورة بنسبة محددة على التواصل بين لبناني وآخر من الجيل الذي فرّ بعد زوال الاحتلال عن جنوب لبنان، تستطيع القول أنها انقرضت، امّا اللغة العبرية فهي صلة التواصل الوحيدة بين أولاد الجيل الجديد، مع اهاليهم أو الاصدقاء، لا فرق. التواصل باللغة العربية من قبل هؤلاء تنحصر من خلال استخدامها في التخاطب مع العرب الفلسطينين وأبناء الجولان السوري المحتل الذين يرفضون الحديث بالعبرية".
ولا زالت حكومة العدو حتى اليوم تقوم بتأمين اللازم لهم فمنذ أشهر وبعد أكثر من 18 عاماً على فرارهم بدأت حكومة نتنياهو وبالتنسيق مع مختلف المؤسسات والوزارات ببناء مدينة مخصصة بالكامل لعملاء لحد شرق مدينة الطيبة، في المثلث الشمالي داخل الخط الاخضر اطلق عليها اسم "اضواء اسحاق رابين".
هذه المدينة، والتي تم الانتهاء من بناء واقامة بناها التحتية يجري فيها تشييد عشرات العمارات، كان الاعتقاد السائد بأنها تعد للأغراض العسكرية وتوطين جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، لكن وبعد اتمام المرحلة الاولى من الإنشاءات تبين أنها ستخصص لتجميع وتوطين عملاء لحد وعائلاتهم الذين ما زالوا يعيشون في إسرائيل منذ ايار (مايو) من العام 2000.
لقاء الوزير يوسي بيلد بعدد من عناصر جيش عملاء لحد المقيمين في معالوت
أسباب الرفاهية والراحة هذه التي أمنها كيان العدو لعملائه تنفي أي انطباع عن احساس هؤلاء بالندم أو التوبة أو حتى الرغبة بالعودة إلى الوطن خلافاً لما تطرحه بعض الجهات اللبنانية المدافعة عن هؤلاء العملاء والمتباكية على مصيرهم .
الأشكال الجديدة لعمالة الفارين اللحديين الأمنية والعسكرية
لا يمكن إغفال المعلومات الموثقة التي ترد من الداخل الاسرائيلي عن اوضاع هؤلاء العملاء، وكيفية مقاربتهم للأمور ومدافعتهم عن السياسة الاسرائيلية في المنطقة، بل واستمرار أغلبهم بالأذى وفي أعمالهم المخزية التي كانوا يقومون بها قبل فرارهم مع الاحتلال عام 2000 مع إضافات أخرى تتمثل بتكليفهم بمهمات خارجية ويمكن بشكل سريع عرض ما يلي:
1ـ اوقفت السلطات في ساحل العاج قي 7-7 2012 المسؤول الأمني السابق في ميليشيا انطوان لحد المنحلة والملاحق من القضاء اللبناني رياض العبد الله على رأس مجموعة تضم عشرين شخصاً وقامت بترحيلهم الى خارج البلاد بعد تدخل مباشر من سفيري الولايات المتحدة (التي تحارب الارهاب) واسرائيل في ابيدجان، اذ كان العبد الله مكلفاً بتنفيذ مهمة في اوساط الجالية اللبنانية بامر من الموساد الاسرائيلي، وفق ما كشفته التحقيقات والتحريات التي قامت بها السلطات اللبنانية. الجديد الذي تكشف مؤخراً لجوء اسرائيل الى استهداف اللبنانيين عبر عملاء لبنانيين من ميليشيا لحد، بعد القاء القوات الفرنسية القبض على رياض العبد الله أثناء قيامها بمهمة وقف المعارك التي تشهدها بعض مدن ساحل العاج. وكان العبد الله قد وصل الى ساحل العاج مع مجموعته منذ اسابيع. وقام سفير "إسرائيل" في ساحل العاج بتأمين الإقامة لهم وتسهيل جميع تنقلاتهم ليتمكنوا من الوصول الى أهدافهم من المغتربين اللبنانيين وإثارة الفتن من حولهم والتحريض العرقي ضدهم. وقد كشف القبض على العبد الله مخططا اسرائيليا يهدف الى "تصفية" الاغتراب اللبناني تحت ستار الصراعات العرقية والطائفية.
مع ليبرمان
2ـ كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في 1-8-2014 ، أن "مجموعة من جنود جيش جنوب لبنان، سابقاً، الموجودين في إسرائيل يطلبون مساعدة الجيش الإسرائيلي في الحرب العدوانية على قطاع غزة، واستبدال جنود في محيط القطاع كي يتمكنوا من أخذ قسط من الراحة". وقال جندي سابق في "جيش لحد"، ويدعى سامي شرف الدين، إنه "من غير الممكن أن يظل الجيش الإسرائيلي مدة شهر في قطاع غزة وفي محيطه في التجمعات العسكرية، بينما نجلس مكتوفي الأيدي، نحن عناصر جيش جنوب لبنان سابقاً، الجنود الذين حاربوا في جبهات قتال مختلفة في لبنان"، بحسب تعبيره. وقال شرف الدين إن "إسرائيل ساعدت عناصر جيش لحد في استيعابهم بعد الانسحاب الكبير من لبنان في العام 2000"، وأن لديهم أبناء يخدمون في وحدات مختلفة في الجيش الإسرائيلي. وأضاف أنهم يعملون في الأيام القريبة على تنظيم عملية وصولهم إلى التجمعات العسكرية للجيش الإسرائيلي في محيط قطاع غزة، وسيطلبون استبدال جنود كي يتمكنوا من الخروج للراحة لبضع ساعات.
3ـ استغل العدو الصهيوني إقبال الشباب بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي، مستفيداً من الحريات الواسعة التي تتيحها هذه المواقع، فقام بتجنيد ضباط جيش "لحد" السابقين بحكم معرفتهم باللغات العربية والعبرية والفرنسية للعمل في الوحدة 8200 في الاستخبارات الصهيونية في القسم الذي يستهدف لبنان وسوريا ومصر وفلسطين والعراق وبعض دول المغرب العربي ، لينضموا إلى أكبر جيش إلكتروني، لنشر الفكر الصهيوني، والتوغّل في أعماق العالم العربي لضرب القيم الأخلاقية والإنسانية والعقائدية، عبر بث الفتن وترويج الإشاعات، بالإضافة إلى استهداف الناشطين والمثقفين وتأجيج الفتن مذهبية، وفتح صفحات على مواقع التواصل في سبيل خلق روابط افتراضية مع مجتمع محور المقاومة، للتجنيد والحث على الكراهية.
4ـ المشاركة في مهام قتالية وتنظيمية في جنوب سوريا مع وحدة أمان في المخابرات العسكرية الصهيونية
5ـ انخراط العديد من أبناء العملاء الفارين بالجيش الصهيوني وبعضهم يعمل في مجالات حساسة منها الطيران ووحدة الحوسبة وفي "الصناعات الصاروخية" كابنة العميل سعد حداد وفضلاً عن عدد يتراوح بين 400 و500 يعملون لمصلحة جهاز الاستخبارات العسكرية ووحدة المستعربين هناك أكثر من 70 شابة وشابا لبنانيا يخدمون في جيش العدو في الخدمة الفعلية في وحدات "جفعاتي – غولاني – كفير"
6ـ العمل على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت مسمى "أصدقاء دونالد ج. ترامب" لمتابعة أخبار الرئيس الأمريكي والتفاعل مع مواقفه. واللافت في نشاط هذه المجموعة أنها تدار من قبل قياديين سابقين في جيش "لحد" ومعظمهم موجود في الولايات المتحدة الأمريكية أو كندا، وحتى في الكيان الإسرائيلي، وكي نفهم بدقة أكثر من هم أصدقاء ترامب في لبنان، لا بدّ من معرفة من يدير هذه الشبكة ومن يموّلها، فعندما نعلم أن مدير هذه المجموعة هو "عاطف حرب" المعروف بـ "توم حرب" ويشاركه في إدارتها "وليد فارس" الذي رفض تعيينه كمستشار في البيت الأبيض من قبل الكونغرس الأمريكي، لثبوت مشاركته في مجزرة "صبرا وشاتيلا" واعتباره مجرم حرب، كما يشارك في إدارة هذه الصفحة "شربل بركات" المقيم في كندا، والذي كان نائب "أنطوان لحد" قبل فراره إلى كندا في بداية التسعينات إثر إصابته بعملية للمقاومة الإسلامية.