ارشيف من :أخبار لبنانية
ميقاتي إلى المنية: معركة قاسية ضدّ ’المستقبل’
لن تمر مرور الكرام، الانتخابات النيابية في الدائرة الثانية في الشمال والتي تضم (طرابلس- المنية- الضنية)، حيث يتوقع أن تشهد هذه الدائرة أقسى المعارك الإنتخابية وأعنفها، بدءاً من طرابلس، التي يتنافس فيها المرشحون على زعامة الشمال اولاً والطائفة السنية ثانياً، ومروراً بالضنية التي يسيطر عليها "المستقبل"، وصولاً الى المنية حيث دخلها الرئيس نجيب ميقاتي بمواجهة علنية ضد الرئيس سعد الحريري.
مع إعلان الحريري لأسماء مرشحيه بكافة الدوائر الانتخابية في لبنان، برزت صدمة في الشارع الشمالي، إثر قرار استبدال النائب الحالي عن كتلة "المستقبل"، كاظم الخير، بالمرشح عثمان علم الدين، الذي كان يعد من أبرز خصوم الحريري في المنية، وهو ما شكل مفاجأة مدوية في المنطقة دفعت بالنائب الخير الى إعلان تمرده على تيار "المستقبل"، وتوجه لخوض معركة إنتخابية بوجه مرشح الحريري في المنية.
لم ينتظر الخير كثيراً، رغم محاولات مقربين من "المستقبل" لإعادة استيعابه، وسارع الى فتح قنوات تواصل مع معظم المنافسين للرئيس الحريري في الدائرة الثانية، أثمرت المفاوضات والإجتماعات السياسية الى تحالف سريع مع الرئيس نجيب ميقاتي، الذي تلقف الموضوع وعقد لقاءات عديدة أدت الى تبني ترشيح نائب وعضو كتلة "المستقبل" كاظم الخير على لائحة العزم.
ترشح الخير على لائحة الميقاتي، أعاد خلط الأوراق الإنتخابية في المنية، وفرض على "المستقبل" إعادة مراجعة حساباته، كون المعركة لم تعد في مواجهة مرشح عائلة فحسب، بل تحولت الى مواجهة حقيقية مع خصم "المستقبل" اللدود نجيب ميقاتي، فباتت المعركة معركتين، الاولى، أن الرئيس ميقاتي يريد زيادة حصته الانتخابية عبر أخذ مقعد المنية من "المستقبل"، والثانية أن نائب "المستقبل" المتمرد يطمح في رد الاعتبار أمام جمهوره، بعد ما وصف ما حصل معه بأنها "مؤامرة ضده، خاضها امين عام تيار المستقبل أحمد الحريري، وأدت الى إقصائه" وفي أحد الفيديوهات المسربة للخير قال: "كنا مخلصين وأوفياء مع الرئيس سعد الحريري لأننا مؤمنون بأن هذا الخط سينقذ لبنان رغم اعتراضنا على بعض الممارسات، إلا أننا شعرنا منذ أشهر بأن هناك مؤامرة ضدنا. الظاهر أن الرئيس الحريري أخذ الخيار بالتخلي عنا، مستمرون بمعركتنا، ومحضرين حالنا، ما رح نسكّر بيوتنا ومكمّلين معركتنا".
قرار الخير الاستمرار بالمعركة في وجه "المستقبل"، شكل قناعة لدى "التيار الأزرق" أن المعركة بات يصعب عليه مواجهتها دون حسابات دقيقة، بعد أن كانت شبه محسومة له في المنية، وفي مواجهة حتمية بوجه التحالف القوي بين الخير ميقاتي ضد "المستقبل"، وهو ما بات يحسب له ألف حساب.
في المحصلة، سيتوجه أبناء المنية في 6 أيار الى صناديق الإقتراع، للإدلاء بأصواتهم لمصلحة أحد المرشحين، ومن المتوقع ان تكون المعركة "كسر عظم" بين مرشح ميقاتي كاظم الخير، ومرشح الحريري عثمان علم الدين، إلا أن الأكيد، أن النتيجة التي ستفرزها الصناديق ستكون رسالة سياسية مهمة، فإما أن يبقى الحريري مسيطراً على مقعد المنية، أو يتكمن ميقاتي من الدخول الى المدينة من بابها النيابي، في الوقت الذي سيرد بها كاظم الخير الصفعة لـ"المستقبل".