ارشيف من :أخبار لبنانية
ارتفاع في درجة الحرارة الانتخابية.. تحالفات وتباعد وتراشق إعلامي
يشهد العالم موجات انتخابية كان أبرزها فوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بولاية رابعة وحصوله على اكثر من 75% من أصوات الروس، وفي الوقت نفسه تشهد الساحة السورية تطورات في قرب القضاء على الارهاب بالغوطة الشرقية، وتهويل أمريكي بعمل عسكري ضد دمشق.
محليًا كان الخطاب الانتخابي هو الطاغي، حيث بدأ إعلان اللوائح في عدد من الدوائر الانتخابية، ولاحت معالم التحالفات والمواجهات في دوائر أخرى، بانتظار أن تتبلور الصورة النهائية للتحالفات قبل بضعة أيام من انتهاء مهلة تسجيل اللوائج في وزارة الداخلية.
"الأخبار": حمّى الانتخابات: تدشين خطاب الاستهزاء
أشارت صحيفة "الأخبار" إلى انه قبل 7 أيام من انتهاء مهلة تسجيل القوائم الانتخابية رسمياً في وزارة الداخلية، اشتعلت جبهات سياسية عدّة، للتدليل على بدء الحملة الانتخابية رسمياً للأحزاب السياسية. إلا أنّ ذلك، لا يعني أنّ التحالفات قد حُسمت. فكلّ من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ يؤكدان، مُنفصلين، أنّ اتفاقاً انتخابياً أُنجز مع تيار المستقبل
أسبوعٌ وتنتهي مهلة تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية. سَبق ذلك، أمس، الإعلان عن عددٍ من القوائم الانتخابية. الخطوة التالية تتمثل برفع «دوز» الخطاب السياسي. كان ذلك ظاهراً في زحلة، عبر «استهزاء» الوزير القواتي غسان حاصباني بحملة تيار المستقبل الانتخابية، «نحنا الخرزة الزرقا». فقال إنّه «لا نريد أن نلتجئ إلى أساليب تحمينا من العين وصيبة العين لأنّنا فشلنا في كل شيء».
عبر «تويتر»، أتاه الردّ من مُرشح المستقبل في طرابلس الزميل جورج بكاسيني، الذي كتب «شكراً دولة الرئيس معالي وزير الصحة أكدت المؤكد. وأكيد «صار بدا» خرزة زرقا لصد... شو قولك؟ فهمك كفاية أو بدك توضيح؟». لم يمض وقت حتى انضم الوزير سيزار أبو خليل إلى حفلة الرد على حاصباني.
اشتباك المستقبل والقوات لا يعني انفصالهما انتخابياً. فقد علمت «الأخبار» أنّ النقاش لا يزال مُستمراً بين الطرفين حول دوائر بعلبك ــ الهرمل، عكار، صيدا ــ جزين، البقاع الغربي، الجنوب الثالثة، «ومن المتوقع أن تتبلور الصورة في اجتماعٍ يُعقد اليوم، بعد اجتماع أمس بين الوزيرين ملحم رياشي وغطاس خوري ونادر الحريري» وفق مصادر قواتية.
ويتضمن اقتراح «القوات» في البقاع الشمالي أن «تضم اللائحة مُرشح القوات الماروني أنطوان حبشي، والعميد الركن المتقاعد سليم كلاس عن المقعد الكاثوليكي». الأخير كان قائد اللواء الثامن، يوم كان الرئيس ميشال عون قائداً للجيش. و«ما ركبت بعد» في صيدا ــ جزين، والجنوب الثالثة. أما في البقاع الغربي، فلا تزال العقدة في إصرار المستقبل على ترشيح ماروني، ولكن مُشكلة القوات أنّها لم ترشح أرثوذكسياً عوض الماروني. وبحسب مصادر معراب «حُسم الاتفاق مع المستقبل في عكار».
على جبهة المستقبل والتيار الحرّ، تقول مصادر عونية إنّهما توصلا إلى ما يُشبه الاتفاق في غالبية الدوائر، وتحديداً زحلة. ولكن دائرة صيدا ــ جزين، «لم تُحسم بعد».
من جهته، هاجم النائب أكرم شهيب من عاليه التيار الوطني الحرّ، من دون أن يُسميه. فقال إنّه راود «كُثر من خلال هذا القانون حلم محاصرة المختارة، لكن من أراد محاصرة المختارة هو محاصر اليوم. وبعد أن تدلل من تدلل واشترط من اشترط نجحنا في التحالف مع من يُشبهنا في الحرية، وتأكيد مصالحة الجبل».
"البناء": «القوات» تنعى المفاوضات مع «المستقبل»
وعلى صفيح ساخن من السجالات والاتهامات المتبادلة واصل كلّ من تيار المستقبل و»القوات» مفاوضات ربع الساعة الأخير لحسم التحالف في الدوائر الخلافية، وقد زار وزير الإعلام ملحم رياشي مساء أمس، بيت الوسط، وعقدا جولة مفاوضات جديدة مع الحريري بحضور وزير الثقافة غطاس خوري، غير أنّها لم تفضِ إلى نتيجة حاسمة، بحسب مصادر «البناء» مع استمرار التباين والتناقض في الحسابات والمصلحة الانتخابية بين الفريقين في عدد من الدوائر. وإذ لم يخرج أي بيان عن المجتمعين نعى رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات» شارل جبور المفاوضات مع المستقبل للتحالف في الانتخابات، مشيراً الى أن «التحالف مع المستقبل فشل في كل الدوائر، إلا في دائرة واحدة حيث التفاوض لا يزال مستمراً وهي بعلبك الهرمل ».
ويأتي هذا اللقاء في إطار حسم إمكانية التحالف أو عدمه في دوائر بعلبك الهرمل والبقاع الغربي وجزين وعكار، خصوصاً أن «المستقبل» حسم ترشيح هنري شديد عن المقعد الماروني في البقاع الغربي، وبالتالي إذا تحالفت «القوات» مع «المستقبل» و»الاشتراكي» في هذه الدائرة فإن «القوات» ستطلب في المقابل من «المستقبل» دعم مرشحها في البقاع الشمالي. أما في بعلبك الهرمل فترفض «القوات بحسب مصادرها لـ»البناء» تمسّك المستقبل بضم التيار الحر الى التحالف، باعتبار «القوات» أن التيار حليف لحزب الله ولا تريد التحالف مع مَن يتحالف مع الحزب، انطلاقاً من قرار اتخذته قيادة القوات في هذا الأمر.
وسُجل أمس، سجال بين مرشح «المستقبل» في طرابلس جورج بكاسيني ونائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني الذي ردّ على الحريري قائلاً: «لسنا بحاجة إلى منجم مغربي لنعرف إلى أين البلد ذاهب ولا نريد أن نلتجئ إلى أساليب تحمينا من العين وصيبة العين، لأننا فشلنا في كل شيء، فعلينا بجهدنا أن ننهض بهذا البلد». فردّ بكاسيني عبر «تويتر» بالقول: «شكراً دولة الرئيس معالي وزير الصحة أكدت المؤكّد.. وأكيد «صار بدّا» خرزة زرقا لصد… شو قولك؟ فهمك كفاية أو بدك توضيح؟».
«التيار» و«القوات» اللاتحالف سيّد الموقف
ولم يُسجّل أي خرق على خط التحالف بين «التيار البرتقالي» و«القوات»، فدوائر زحلة والبقاع الشمالي والبقاع الغربي والمتن الشمالي وبعبدا والشوف وكسروان – جبيل وبيروت الأولى والبترون. وبالتالي لن تشهد أي تحالف حتى الآن وسط استبعاد مصادر الفريقين لـ «البناء» أي اتفاق بينهما على لوائح مشتركة قبل الاثنين المقبل، باستثناء دائرة جزين التي لم تُحسَم حتى الآن، وسط ترجيحات بأن يشملها اللاتحالف أيضاً، بحسب مصادر «التيار».
وقد سُجّلت جبهة الفريقين أمس، سجال حار بين وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل، والمسؤول «القواتي» شارل جبور ، وفي حين غرّد أبي خليل قائلاً: «لم يعُد البلد واقتصاده يحتملان مراهقتكم… روحوا تعلّموا القانون والعمل الوزاري واعملوا شي إنجاز في وزاراتكم… كفى متاجرة بمصالح المواطنين». فردّ جبور مغرّداً «إذا كنت تقصد «القوات اللبنانية»، نقول لك أنتَ المراهق، وأنتَ الجاهل بالقانون، وأنت الفاشل في وزارتك، وأنت التاجر».
على صعيد آخر، أعلن الرئيس نجيب ميقاتي «لائحة العزم» التي ستخوض الانتخابات النيابية عن دائرة الشمال الثانية طرابلس والمنية والضنية في مواجهة لائحتَي المستقبل التي لم يعلنها بعد، ولائحة الوزير السابق أشرف ريفي التي لم تكتمل أيضاً في ظل خلاف كبير بين القيادات السياسية في المناطق الشمالية، وأبرز أعضاء اللائحة الى جانب ميقاتي، الوزير السابق جان عبيد، النائب كاظم الخير.
"الجمهورية": حماوة انتخابية قبل موعد انتهاء مهلة سحبِ الترشيحات
وفي ظلّ المشهد الانتخابي الفارضِ نفسَه بقوّة على الساحة، وذلك على مسافة يومين من موعد انتهاء مهلة سحبِ الترشيحات، وأسبوعٍ مِن موعد انتهاء مهلة تسجيل اللوائح الانتخابية في وزارة الداخلية التي توالى إعلانُها أمس، من طرابلس حيث أعلن الرئيس نجيب ميقاتي «لائحة العزم»، مروراً بزحلة التي أعلن فيها حزبا «القوات اللبنانيّة» و«الكتائب اللبنانيّة «لائحتَهما «زحلة قضيتُنا»، وفي بعلبك التي أُعلِنت فيها لائحة «الأمل والوفاء»، فالمتن الشمالي حيث أعلنت «القوات» لائحة «المتن قلب لبنان».
وتَرافقَ إعلان اللوائح وإطلاقُ مرشّحين ماكيناتِهم الانتخابية مع سجالات سياسية لم تخلُ من الحدّة، طبَعت نهاية الأسبوع، خصوصاً بين «التيار الوطني الحر» بشخص الوزير سيزار أبي خليل، و«القوات اللبنانية» بشخص الوزير غسان حاصباني الذي انتقد كذلك تيار «المستقبل» وشعاراته، ولم يتأخّر التيار في الردّ عليه، في وقتٍ قال رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل خلال جولته الكسروانية: «إسألوهم ماذا فعلوا لكسروان قبل تمثيلِنا لكسروان واسألوهم عمّا يحملونه من مشاريع للمستقبل (...) هم يريدون ردَّنا إلى الخلف ونحن نريد أن نتقدّم»، فردَّ عليه الوزير السابق المرشّح فريد هيكل الخازن قائلاً: «لم نعطّل مجلسَ نواب أو حكومة من أجلِ موقعٍ في السلطة، ولم نُتّهَم بصفقات مشبوهة، وعندما نسألك عن البترون إسألنا عن كسروان».
وفي هذه الأجواء ينعقد مجلس الوزراء عصر غدٍ في قصر بعبدا وعلى جدول أعماله 35 بنداً معظمُها تقليديّ لولا إدراج بند شراء إنتاج الطاقة الكهربائية من البواخر في ضوء إصرار رئيس الجمهورية على تقديم هذا الملف على ملفات أخرى منذ فترة، وخصوصاً في الفترة الفاصلة عن الصيف. لكن وفي ظلّ السجال الحامي الذي دار أمس بين الوزير حاصباني وأبي خليل تبدو مقاربة هذا الموضوع محطةً إضافية قد تؤدّي الى تفجير الوضع، فالرفض لا يقف عند موقف وزراء «القوات» ويتعدّاه إلى وزراء حركة «أمل» و«حزب الله» وآخرين.
وقالت مصادر وزارية لـ»الجمهورية» إنّ تأجيل بتِّ الموضوع قد يكون مخرَجاً لعدمِ المسّ بالحدّ الأدنى من التضامن الحكومي على أبواب الانتخابات النيابية ولا يمكن القبول بتفجير الحكومة وزيادة عدد الملفات العالقة بين أقطابها، وقد يكون إدراجُه في البند الثامن عشر من الجدول «ضربة معلم» ومخرجاً طبيعياً لتأجيل البحث فيه.