ارشيف من :نقاط على الحروف
من سلسلة كي لا يضيع التاريخ: إجراءات الدولة والمقاومة وألاعيب اللوبي اللبناني
حالات تهود ونكران للدين والوطن
انخرط هؤلاء العملاء في المجتمع الصهيوني كأبنائه تقريباً، حتى انّ بعضاً من أبنائهم فضل ان يدخل مدارس دين يهودية بل وتغيير ديانته.
فقد سبق للصحافة الإسرائيلية أن كتبت عن ظاهرة التهود ودلالاتها ، ونشرت عدة تقارير عن رحلة تهوّد ضابط سابق في جيش العملاء، فرّ إلى فلسطين المحتلة مع انسحاب جيش الاحتلال من لبنان عام 2000 يدعى "ميلاد عواد" (43 عاماً)، غيّر اسمه إلى "عوفاديا"، حيث ادعى بأن "الرب أظهر له إشارات كثيرة وجّهته إلى جادة الصواب واعتناق اليهودية"، وهي إشارات كان يرسلها الرب إليه خلال فترة خدمته الطويلة مع جيش لحد في لبنان، أو خلال فترة فراره إلى إسرائيل.
وبمراقبة ورعاية الحاخام شاؤول ديمري من طبريا، سار عوفاديا وزوجته فاتن (29 عاماً)، مشوار التهود الطويل. الزوجة وهي ابنة مقاتلين في جيش لحد العميل غيرت اسمها الى "راحيل"، قالت : "قررنا أن نتهوّد، والانعطافة حصلت بعد أن حظينا بمعرفة مؤسسة التعليم الدينية في شلومي، علماً أننا كنّا حتى ثلاث سنوات مضت، نتردد إلى الكنيسة كل أحد، ونحتفل بعيد الميلاد، ونزيّن شجرة في البيت".
ولم تكن المرة الأولى التي يطل فيها عواد على الإعلام العبري فقد أوردت القناة السابعة العبرية عام 2015 في حلقة عن اللبنانيين " المقيمين في اسرائيل " تقريراً وكلاماً خطيراً عنه حيث قال لمعد التقرير :" أنا لست لبنانياً، ولست عربياً. أنا يهودي. وعندما أتحدث عن فترة وجودي في لبنان، اتحدث عن شخص آخر، كان هناك».
15 دونما من ارض فلسطين المحتلة لنصب تذكاري وحديقة لما يسمى "شهداء جيش لبنان الجنوبي"
وأشارت القناة السابعة العبرية، في تقرير لها، إلى أن عواد ولد في لبنان الأوسط، في إحدى المدن البقاعية، وهو ليس كعملاء آخرين قرروا الهجرة إلى الغرب بعد فرارهم إلى إسرائيل، أو العمل في قطاع الزراعة أو التنظيفات، بل واصل مع عدد كبير من زملائه الخدمة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، متنقلاً من مستوطنة إلى أخرى، إلى أن التقى أحد الحاخامات، الذي بدأ بتوجيهه نحو اليهودية.
حالياً، يشدد عوفاديا وراحيل على التزام التعاليم اليهودية، ويحافظان على الحضور إلى الكنيست ايام السبت، ويرسلان الاولاد الى دور حضانة يهودية دينية، اما ابنهم الاكبر، فيطلب من ابيه المشاركة في المراسم والطقوس الدينية، أيام السبت والاعياد اليهودية.
مشوار تهود اثنين من اللبنانيين المسيحيين، وعائلتهما، انتهى. بحسب القناة السابعة العبرية، بعد اتمام مراسم التهود وكان لا بد من تصحيح زواجهما الكنسي، واتمامه بموجب الشريعة اليهودية. فأعاد الزوجان عقد قرانهما امام الحاخام. وبعد انتهاء المراسم، اكد عوفاديا أنه "شخص مختلف تماماً، أنا شخص جديد بعد المراسم، وكذلك الأمر بالنسبة إلى راحيل"، مضيفاً أن "فكرة اعتناق اليهودية فكرة عادية وطبيعية جداً، بل لا أعرف كيف استغرقت كل هذه المدة، كي أقرر التهود".
المشاركة الفاعلة في الانتخابات الصهيونية
في 30 تموز/ يوليو 2016 خلال الانتخابات البلدية في كيان العدو ، ورغم أن عملية التي كانت منخفضة نسبة الى السنوات السابقة.
إلا أن الصحافة العبرية ذكرت أن "أبناء الجالية اللبنانية"، شاركوا بالاقتراع بكثافة في هذه العملية وكان لهم الثقل الاكبر في مدينة نهاريا، التي تضم العدد الأكبر منهم.
وذكر مراسلو الصحافة العبرية أن المرشحين واللوائح المتنافسة، تنافست ايضا على أصوات "العائلات اللبنانية"، الا ان القسم الأكبر صوّت للرئيس الحالي والفائز جاكي صباغ، وفي محاولة لمعرفة الأسباب لاختياره أو عدمه، رصدت الصحافة العبرية آراء "اللبنانيين" حول مشاركتهم بالعملية الانتخابية في " نهاريا" فكانت الآراء على الشكل التالي :
"لطالما أبدى اهتماما في قضيتنا، لذلك واجب علي ان اختاره" تقول السيدة ع. ف وهي متوجهة الى صندوق الاقتراع،. ليضيف أ. س باللهجة الل" من يرانا بعين نراه بكلا العينين، هذا الرجل ساعد اللبنانيين، ورغم أنه لم يشتر لهم قصوراً، لكن مكتبه مفتوح دائماً للـ" تسادال" (هي التسمية التي يعرف بها العملاء باللغة العبرية اختصاراً "جيش لحد".
ونقل موقع العملاء الالكتروني (اللبنانيون في اسرائيل) عن إحدى المقترعات قولها باللهجة اللبنانية: "لانو اكثر واحد منعرفو، اكثر واحد اهتم فينا" وعندما سألت عن سبب عدم اختيارها شخصاً اخر اجابت" جربنا قبل بكم سني وطلعت براس اللبنانيي". لتقاطعها أخرى: "جاكي صايغ (المرشح لرئاسة بلدية نهاريا بفضلو في اكثر من خمسين عايلة عم تشتغل بالبلدي"، وقال ثالث لمندوب الموقع "ما فينا ننسا، كل سني بقدم هدايا بسيطة للاطفال بعيد الميلاد، وبيعمول سهرا خاصة للبنانيي، نحنا شعب ما منكسر الايد لبتقدم مساعدة النا". ويختم موقع العملاء تقريره بالعبارات التالية :" تبقى كلمة.. الاختلاف في الاراء لا يولد خلاف، انه عملية ديمقراطية لعبها اللبنانيون في اسرائيل ولا سيما في نهريا بحكمة وحضارة، فبالنهاية كلنا ابناء قضية واحدة .. ولا يسعنا الا أن نقول شكرا لكل من يدعم، يساعد، يؤمن ويثق ب" تسادال"".
هذه العبارات تنم عن حجم ذوبان هذه الفئة التي باعت أرضها وشعبها وفضلت العيش في أحضان عدو اللبنانيين جميعاً فهي أعطت الأذن الطرشاء للبنانيين الحقيقيين الذين حين حرروا البلاد من المحتل الاسرائيلي وطردوا جيشه من جنوب لبنان وتركوا بابا للتوبة للعملاء وأوكلوا الامر بخصوصهم للدولة والقضاء اللبنانيين ، ولكن هؤلاء العملاء فضلوا الهروب من وطنهم لبنان مع جيش الاحتلال الاسرائيلي وقبلوا على انفسهم أن يتجنسوا ويتهودوا ويستمروا في تعاملهم ولم يجبرهم احد في ذلك ،
إجراءات الدولة والمقاومة وألاعيب اللوبي اللبناني المدافع عن العملاء
في عرض للإجراءات التي قامت بها الدولة اللبنانية والمقاومة منذ التحرير عام 2000 يمكن فهم حجم التضليل الذي يمارس باسم هؤلاء العملاء أصحاب الهوية الزرقاء :
1ـ لم تسجل أي حالة انتقام أو ثأر ولم تزهق أي روح كما لم يصب أي لحدي برصاصة او تلقى شتيمة خلال أيام التحرير الخمسة من 19 حتى 24 أيار 2000 وحفظت البيوت ودور العبادة وعوائل وأعراض العملاء الذين استسلموا أو فروا وتركوا عوائلهم في المناطق المحررة ولا يمكن لأحد أن يجادل في نزاهة المقاومة وشعبها إبان التحرير والاسلوب الذي تعاملت به مع من آذاها وقتل وأسر أبناءها وهجر أهاليها لمدة 22 عاماً عن بيوتهم وقراهم.
2ـ جرى تسليم العملاء المستسلمين للجيش اللبناني وللقضاء اللبناني الذي أصدر بحقهم أحكاما رمزية مخالفة للاعتبارات القضائية والعرفية لأسباب سياسية. وتلك بطولة لم تُسجّل لغير لبنان ومقاومته في هذا المضمار، حتى أن قسماً من الشعب اللبناني أصيب باليأس من الرأفة المتزايدة مع المتعاملين ضدّهم وضدّ بلادهم، وكأنهم عصابات لسرقة الخبز والسيارات!
3ـ سمحت الدولة اللبنانية والمقاومة للعائدين من الفارين إلى فلسطين المحتلة وعلى مدى 18عاماً بالعودة الى لبنان لقاء تسليم أنفسهم للسلطات اللبنانية ومحاكمتهم .
4ـ نص قانون "معالجة أوضاع المواطنين اللبنانيين الذين لجأوا إلى إسرائيل" الذي أقره مجلس النواب عام 2011 على مادة وحيدة تقول: "يخضع المواطنون اللبنانيون من ميليشيا جيش لبنان الجنوبي الذين فروا الى الأراضي المحتلة في أي حين للمحاكمة العادلة وفقاً لأحكام القوانين اللبنانية المرعية في حال عودتهم الى لبنان، ويلقى القبض عليهم عند نقطة العبور من الأراضي المحتلة ويسلمون الى وحدات الجيش اللبناني. أما المواطنون اللبنانيون الآخرون الذين لم ينضووا عسكرياً وأمنياً، بمن فيهم عائلات المواطنين من زوجات (أو أزواج) وأولاد، الذين لجأوا الى الأراضي المحتلة في 25 أيار 2000، فيسمح لهم بالعودة الى لبنان ضمن آليات تطبيقية تحدد بمراسيم صادرة عن مجلس الوزراء، دون أي قيد أو شرط سوى تسجيل أسمائهم لدى وحدات الجيش اللبناني الموجودة عند نقطة العبور التي يسلكونها أثناء عودتهم من الأراضي المحتلة".
في المقابل تصر بعض الجهات اللبنانية على إثارة موضوع العملاء بشكل مبالغ فيه وبطريقة استفزازية في كل مناسبة انتخابية .
حيث يعود ما يسمونه زوراً بملف "الهاربين الى إسرائيل" الى واجهة الاهتمامات اللبنانية، وتسعى بعض الأطراف اللبنانية في كل موسم انتخابي للتسليط على هذا الموضوع ومحاولة انتزاع قانون "عفو شامل" عن العملاء للحصول على مكاسب انتخابية في الوسط "المسيحي" تحديداً في حال إقرار هكذا قانون، وينكر هؤلاء أي حقائق تنشرها وسائل الاعلام عن أن من يدافعون عنهم قد أوغلوا في العمالة إلى حد لا يمكن التغاضي عنه بهكذا عفو مزعوم.