ارشيف من :أخبار لبنانية
السعودية تنهي تحالف ريفي والضاهر في عكار
يبدو أن الانتخابات النيابية لن تترك وداً يجمع بين حليفين، حتى بمن هم في التوجه السياسي الواحد، فالأولوية باتت للمصلحة الشخصية، وتأمين أكبر عدد من الأصوات التفضيلية ولو على حساب "الحليف".
ما يحدث في عكار، يؤكد أن الدائرة الأولى في الشمال، ستشهد معركة انتخابية من أقسى المعارك في تاريخها، فالولد يترشح ضد والده، والحليف بات خصماً، والخصم حليفاً. أجدد المفاجآت في عكار، وليس آخرها، كان إعلان فك التحالف بين النائب خالد الضاهر والوزير السابق أشرف ريفي، حيث سيتجه كل منهما الى تشكيل لائحته الخاصة، بعد ما كان من المفترض أن تجمع بينهما لائحة واحدة يواجهان بها تيار "المستقبل".
إلا أن حسابات الحقل الانتخابي، لمّا تطابق حساب البيدر. وفي تفاصيل ما جرى تشير المعلومات "الى اختلاف بوجهات النظر بدأ منذ أشهر بين الطرفين، إذ اختلف ريفي والضاهر على الأسماء المطروحة لتأليف اللائحة، بعدما أراد ريفي الإشراف شخصياً على الأسماء، ما أدى الى امتعاض الضاهر، واستمر الخلاف بالتصاعد بينهما الى حين عودة ريفي من الولايات المتحدة، حيث أصدر بياناً هاجم فيه تيار "المستقبل"، والرئيس سعد الحريري، ومعلناً أنه مستعد للتحالف مع أيّ كان للعمل على إسقاط لوائح سعد الحريري في الشمال، وصب جام غضبه ضد السعوديين، قائلاً:" أنهم يركضون خلف العاهرات ويتركون أم الصبي وهم يشبهون بعضهم"".
كلام ريفي استفز الضاهر، الذي رد في بيان مضاد، واتهم ريفي بـالتخلي عن ما سماه "الثوابت الوطنية"، وبين الأخذ والرد حاول بعض الوسطاء جمع الرجلين، ونجحوا بذلك حيث جرى إجتماع بمكتب ريفي في بيروت، ضمه الى جانب الضاهر وعدد من المستشارين، الا أن النتيجة كانت سلبية وخرج بعدها الضاهر ببيان أعلن فيه عن فراق انتخابي مع ريفي، قائلاً:"ليشكل كل منا لائحته".
ماذا دار في اجتماع ريفي الضاهر؟
إثر فشل الإجتماع، صدر عن المكتب الاعلامي للنائب خالد الضاهر بيان أكد فيه الفراق رسيماً مع ريفي، قائلاً : "كنا قد آلينا على نفسنا ان نخرج من اللقاء الذي حصل بيننا وبين اللواء اشرف ريفي من دون أن نتكلم بما حصل في الداخل، ولكن بعدما وصلنا بالتواتر على وسائل التواصل الاجتماعي، اضطررنا للرد مباشرة".
وتابع البيان "بدأت الجلسة بسؤال الضاهر عن سفر ريفي الى اميركا، فرد قائلاً:" انها سفرة ممتازة وانه التقى بضباط ومسؤولين اميركيين. ومن بعدها سأل الضاهر عن الوضع السعودي بما خص ريفي، فكان جواب ريفي: "ان السعوديين يركضون خلف العاهرات ويتركون ام الصبي وهم يشبهون بعضهم". هنا ردّ الضاهر منتفضا على هذا الكلام وقال: "اذا لم تدعمك السعودية ماليا لا داعي لهذا الكلام وما قلته مرفوض".
فتراجع ريفي ودخل في الموضوع الانتخابي. وقال للضاهر: ان هدفي اسقاط سعد الحريري لأنه "ولد" ولا يستطيع ان يقود الواجهة السياسية للسنة في لبنان ولو على حساب اسقاط خالد الضاهر في عكار وانجاح قوى 8 آذار، سقوط الحريري واجب".
هنا وقف الضاهر وقال لريفي: "لا يمكن لأحد ان يدخل عكار بطريقة غير مباشرة وان يساهم في انجاح قوى 8 آذار على حساب الحريري او الضاهر وهذا الكلام مرفوض ولا يوجد اي حقد بيني وبين الحريري او المستقبل، عذرا معالي الوزير يبدو ان في داخلك حقد دفين".
بعدها همّ الضاهر بالخروج فطلب منه ريفي الجلوس، فرفض الضاهر وخرج فقال له ريفي: "امنحني 48 ساعة"، فأجاب الضاهر: "لا 48 ولا نصف ساعة"، فتبعه ريفي الى الباب وقال له: "24 ساعة"، فرفض الضاهر وغادر.
من جهتها، تؤكد مصادر ريفي "أن كل ما أشيع لا يمت للحقيقة بصلة، وأن الفراق مع الضاهرفرضه القانون الإنتخابي الجديد، الذي يراعي مبدأ النسبية، إذ ان وجود الطرفين على لائحة واحدة يلحق بهما الضرر، والمصلحة المشتركة تكون بتشكيل لائحتين مستقلتين.
ومن المتوقع أن يعمد كل من الضاهر وريفي الى تقديم لائحتين مستقلتين خلال اليومين المقبلين، حيث سيتوجه كل من الطرفين إلى تشكيل لائحة مؤلفة من 7 مرشحين، فيما ينتظر الطرفان حسم تحالفهما مع الكتائب والقوات اللبنانية" .