ارشيف من :أخبار لبنانية

جلسة حكومية غدًا في بعبدا.. وسباق اللوائح الانتخابية مستمر

جلسة حكومية غدًا في بعبدا.. وسباق اللوائح الانتخابية مستمر

رغم طغيان الأجواء الانتخابية على المشهد العام في البلاد، تتجه الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء التي تنعقد في بعبدا بعد ان تم تأجيلها من اليوم إلى الغد، والتي قد تشهد اشتباكًا كهربائيًا على خلفية البواخر.
وقبل 6 أيام من موعد انتهاء قبول اللوائح في وزارة الداخلية توالى إعلان بعض الأطراف للوائحهم، كما ظهر النقاب عن بعض التحالفات، فيما يستمر التفاوض بين بعض الأطراف السياسية للوصول إلى تسويات في ربع الساعة الأخير.
وكان لرئيس مجلس النواب نبيه بري مواقف بارزة بالأمس من المصيلح، أبرزها ان لا عدو للبنان سوى الكيان الصهيوني وأن المقاومة وحدها هي الرادع، وذلك ردًا على عودة الكلام عن الاستراتيجية الدفاعية.


"الأخبار": مفاوضات أسبوع الحسم: 8 آذار مشتّتة

رأت صحيفة "الأخبار" انه لم يبقَ أمام القوى السياسية إلا أسبوع واحد لحسم التحالفات الانتخابية وإعلان اللوائح التي ستُخاض على أساسها الانتخابات في 6 أيار المقبل. رغم ذلك، تصطدم مفاوضات غالبية القوى السياسية بشروط تصعّب التوصل إلى اتفاقات في عدد من الدوائر.

بقدر التخبّط الحاصل على جبهة تيار المستقبل والقوات اللبنانية من جهة، والتيار الوطني الحرّ و«المستقبل» من جهة أخرى، لا يزال فريق 8 آذار يصطدم بعراقيل من قبل أطراف تناور من أجل تحصيل مكاسب «ليست من حقها»، بحسب مصادر رفيعة المستوى في الفريق. وهذا الأمر بدأ يُشعر الثنائي حركة أمل وحزب الله بالضغط قبل أقل من أسبوع على موعد إقفال اللوائح الانتخابية، وقبل يومين على انتهاء مهلة العودة عن الترشّح، ما يضطرهما إلى التدخل للحدّ من «طموحات» بعض حلفائهما. فقد علمت «الأخبار» أن «مسؤولين في حزب الله انضموا أمس إلى اللقاء الذي جمع الوزير جبران باسيل والوزير طلال أرسلان أمس بهدف الضغط على الأخير لتشكيل لائحة إلى جانب التيار الوطني الحر والوزير السابق وئام وهّاب». لكن أرسلان «ما زال متمسّكاً بموقفه الرافض تشارك اللائحة مع وهاب»، لا بل إنه «لمّح إلى تراجعه عن خيار الانضمام إلى لائحة حزب الله ــ أمل ــ التيار الوطني الحر في بعبدا بعدما حكي عن ترشيحه سهيل الأعور لهذه الغاية». ولفتت مصادر 8 آذار إلى أن الحديث عن انضمام أرسلان إلى لائحة بعبدا لم يصل إلى مستوى اتفاق، رغم أنه «بديهيّ، في ظل عدم التحالف مع النائب وليد جنبلاط».

لا تمانع السعودية تحالفاً بين ريفي والجماعة الإسلامية
وقالت إن «أرسلان عاد للمُطالبة بالمقعد الدرزي في بيروت، وطلب من حزب الله تبنّي مرشّح أرسلاني عن هذا المقعد على لائحته، لكن رئيس مجلس النواب رفض ذلك قطعاً، مؤكداً أنه التزم مع جنبلاط ترك هذا المقعد شاغراً وأنه لن يتراجع عن التزامه». وفي المعلومات أن برّي أبلغ أرسلان عبر المعنيين رفضه «لكن أرسلان لا يريد التجاوب رغم عِلمه باستحالة فوز مرشحه، وبالتالي ما يفعله لا يثير سوى البلبلة». فيما كشفت مصادر اللقاء لـ«الأخبار» أن «أجواء الاجتماع كانت إيجابية جدّاً وخففت من حدة المواقف التي سبقته»، لافتة إلى أن «باسيل طرح صيغة للحلّ، بانتظار ردّ أرسلان الذي تعهّد بالإجابة في غضون 24 ساعة».

من جهة أخرى، نفت مصادر تيار المستقبل المعلومات التي جزمت أمس بإبرام التحالف الانتخابي في دائرة الشمال الثالثة (الكورة ــ البترون ــ بشرّي ــ زغرتا) بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل. ومن شأن اتفاق كهذا أن يؤثر سلباً في مرشّح القوات في البترون فادي سعد، ويقلل من حظوظ فوزه. وفي الوقت عينه، نفت المصادر نفسها أن تكون المفاوضات بين المستقبل والقوات قد حُسم أمر تحالفهما في دائرتي عكار وبعلبك – الهرمل، لافتة إلى أن اتفاقاً بين الطرفين (يشمل إلى الدائرتين المذكورتين الجنوب الثالثة وصيدا ــ جزين والبقاع الغربي) لا يزال بحاجة إلى المزيد من الوقت لإقراره أو إعلان فشله. وما هو محسوم على خطّي معراب ــ وادي أبو جميل و«المستقبل» ــ «الوطني الحر»، هو تحالف التيارَين في مقابل تحالف القوات ــ الكتائب في كل من زحلة وبيروت الأولى.


"البناء": بري: وحدَها المقاومة تردع «إسرائيل»

ومن خارج جدول الأعمال الانتخابي، وعلى ضفة انطلاق مؤتمرات الدعم الدولي للبنان، عاد ملف الاستراتيجية الدفاعية إلى الواجهة في ظل ربط الدول المانحة مساعداتها للبنان بالاستراتيجية الدفاعية التي كانت مدار بحث في بعبدا أمس، بين الرئيس ميشال عون ووزير الداخلية نهاد المشنوق الذي أطلع رئيس الجمهورية على مقرّرات مؤتمر روما، وسط معلومات تحدّثت بأن مجلس الوزراء سيبحث الاستراتيجية الدفاعية في جلسات مقبلة. الأمر الذي نفاه رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي لم يتأخر في تصويب الموقف بتأكيده بأن «الواقع الوحيد لعدم الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، وخاصة في بداية عصر النفط، إذا صح التعبير، هو المقاومة».

وخلال لقاء موسّع مع ناشطي شبكات التواصل الاجتماعي ومدراء المواقع الإخبارية الالكترونية في دارته في مصيلح، أوضح رئيس المجلس النيابي بأن «هناك كلاماً صدر عن فخامة رئيس الجمهورية قال لاحقاً سيعالج الموضوع، لكن في الأساس عام 2006 أول من تحدّث في الاستراتيجية الدفاعية من دون أن يطالبنا أحد كنا نحن. وأيضاً نحن لا نختبئ عندما ندافع عن شرف المقاومة، وأنا مستعدّ أن أثبت بأن مصلحة لبنان المادية هي بوجود المقاومة». وأضاف: «في 2006 أنا طرحت هذا الموضوع والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله نزل شخصياً مرات عدة وشرح نظرته حيال الاستراتيجية الدفاعية. وأنا شرحت وغيري شرح. الامر معروف ما هي الاستراتيجية الدفاعية للبنان التي يجب أن نتبناها عند اللزوم». وتابع بري: «كان لديّ إصرار بأن أحد البلوكات الثلاثة المحاذية لإسرائيل ان يكون من ضمن التلزيم فقط لا غير، لأن يكون هناك كلام موجه ضد إسرائيل بأن حقوق لبنان لا يمكن التنازل عنها».

وفي وقت تنظر الولايات المتحدة وحلفاؤها الى الاستراتيجية الدفاعية في إطار تطويق سلاح المقاومة وتجميد مفاعيله في مواجهة «إسرائيل» وليس لحماية لبنان، قالت مصادر نيابية وعسكرية لـ «البناء» إن «لكل دولة استراتيجية دفاعية، لكن الاستراتيجية لا تحصر بالشأن العسكري فقط، بل بمختلف المجالات الأخرى، والسؤال هو الهدف من هذه الاستراتيجية الذي يجب أن يكون حماية الوطن ومصالحه الكبرى، وليس نزع سلاح المقاومة. أما السؤال الثاني بحسب المصادر فهو كيف نحقق ذلك: هل بالخرزة الزرقاء كما تقول بعض الأطراف الداخلية أم بالسلاح الدفاعي وتعزيز الجبهة الداخلية في الأمن والدفاع والسياسة والمجتمع؟».

وأشارت المصادر الى أن «أي بحث في الاستراتيجية الدفاعية يتطلّب أولاً تحديد العدو للانطلاق نحو وضع استراتيجية لمواجهته»، متسائلة: «هل تسمح الولايات المتحدة التي ترعى تسليح الجيش اللبناني بوضع استراتيجية لمواجهة إسرائيل؟»، مضيفة: «الولايات المتحدة لن تزوّد الجيش اللبناني بأي سلاح رادع لحليفتها إسرائيل».

وعن وضع سلاح المقاومة تحت إمرة الجيش، لفتت المصادر بأن «الجيش ليس مسؤولاً عن الاستراتيجية الدفاعية كي نسلّمه مسؤولية سلاح المقاومة، بل القيادة السياسية هي المعنية بهذا الأمر، وطالما هذه القيادة تسلم زمام أمورها العسكرية للولايات المتحدة والدول المانحة التي تمنع تطوير قدرات الجيش، فلا يمكن الركون إلى استراتيجية دفاعية تُخضِع سلاح المقاومة الى سلطة الدولة، كما تطالب الولايات المتحدة». وتساءلت المصادر: لماذا تحرّك ملف الاستراتيجية الدفاعية في خضم مؤتمرات دعم لبنان؟ هل خضعت الدولة للشروط السياسية؟ وشدّدت على أن «الاستراتيجية القائمة أثبتت فعاليتها في ردع إسرائيل وحماية المصالح، فلماذا لا نعتمدها رسمياً؟».


"الجمهورية": مجلس الوزراء غدًا في بعبدا

وفي هذه الاجواء، ينعقد مجلس الوزراء في قصر بعبدا غداً، في جلسة وُصفت بالمصيرية للحكومة، خصوصاً في ظل التوجّه الى طرح صفقة بواخر الكهرباء على التصويت في مجلس الوزراء، في خطوة هي الاولى من نوعها بشأن ملف بهذا المستوى الكبير من الخلاف السياسي حوله.

وكشفت مصادر وزارية انّ سبب تأجيل الجلسة من اليوم الى الغد هو إصرار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على طرح خطة البواخر من خارج جدول الاعمال وإحالتها الى التصويت. فيما يصرّ رئيس الحكومة سعد الحريري على التريّث وعدم الذهاب الى هذه الخطوة المرّة.

وعلمت «الجمهورية» انّ عون مصمّم على بَت خطة البواخر في جلسة الغد، ولن يسمح بتأجيلها يوماً بعد.

وقالت مصادر وزارية معارضة لهذه الخطة لـ«الجمهورية»: «انّ وزراء «حزب الله» و«أمل» و«المردة» و«القوات» و«الاشتراكي» و«القومي السوري» سيعارضون الخطة بشدة»، لكنها تخوّفت «من أن تمرّ الخطة اذا ما أحالها عون على التصويت، خصوصاً انها بند عادي يحتاج الى النصف زائداً واحداً والثلث المعطّل لا ينفع معها».

وعلمت «الجمهورية» انّ الحريري صارَحَ بعض من تواصَل معه في هذا الشأن بأنه لا يريد تدهور الامور داخل حكومته، وانه سيعمل جاهداً لتجنّب التصويت.

2018-03-20