عانت منطقة بعلبك ـ الهرمل حرمانًا تاريخيًّا على صعيد الإنماء والخدمات لأسباب عديدة، أهمها الأسباب السياسية التي تحاصر تلك المنطقة جرّاء مواقفها الحاضنة لحركة المقاومة قبل انطلاقة حزب الله أو بعدها. وقد حرم أهالي المنطقة من حقوقهم في الإنماء بدءًا من الانتداب الفرنسي الظالم، مرورًا بالأحداث التي عصفت بلبنان بعد الانسحاب الفرنسي وصولاً إلى الحرب الأهلية 1975، ثم الاجتياح الصهيوني للبنان وموقف أهالي بعلبك الهرمل منه ودخول معظمهم تحت لواء المقاومة مع الإمام المغيب السيد موسى الصدر (أعاده الله بخير)، وبعد تأسيس المقاومة الإسلامية والشعار التاريخي للأمين العام الشهيد السيد عباس الموسوي "سنخدمكم بأشفار عيوننا".

وإلى أن دخل حزب الله البرلمان ظلت هذه المنطقة تعاني الأمرّين من انعدام التنمية فيها، إلى أن بدأت مسيرة العمل التنموي في 1992 لتصل ذروة العمل ما بين العام 2010 والعام 2017 بحيث وصل التنسيق بين الأحزاب والوزراء والنواب ومديريات العمل البلدي والاتحادات البلدية والبلديات والمخاتير والفعاليات إلى أوجه.

سنعرض في هذا التقرير، برنامج العمل التنموي لحزب الله وحركة أمل ونواب المنطقة والبلديات، وقد بني هذا البرنامج على أساس رؤية موحدة ثم خطة استراتيجية لمدة 10 سنوات تمت ترجمتها ببرنامج عمل سنوي يدرس ويدون ويعمم ثم يتابع ويقيم.
وهذا التقرير الصادر يظهر المشاريع والمبالغ التي تم انفاقها خلال السنوات السبع الماضية وما تم تقديمه للمنطقة عبر المتابعة مع الوزارات والمؤسسات الرسمية، وقد وصلت قيمة الانفاق على هذه المشاريع 893 مليون دولار، موزعة على الشكل التالي:
*751 مليون دولار من الوزارات والمؤسسات الرسمية.
* 113 مليون دولار من البلديات والاتحادات البلدية.
* 29 مليون دولار من حزب الله.

وشملت هذه المبالغ 3460 مشروعًا على محاور متعددة.

أولاً: البنى التحتية

* 350 مليون دولار من الوزارات
*38 مليون دولار من البلديات
*26 مليون دولار من حزب الله
- أي ما مجموعة 414 مليون دولار، وقد شملت:

1- الطرقات الرئيسة، بقيمة 250 مليون دولار وأهمها:
* بعلبك - التوفيقية، بعلبك - بوداي، النقطة الرابعة - كفردان: أنجزت على نفقة الهيئة الإيرانية لإعادة إعمار لبنان.
*أما على نفقة وزارة الأشغال فقد أنجزت الطرقات التالية:
الطريق الدولي: الفرزل - بعلبك، التوفيقية - رأس بعلبك، أبلح - بيت شاما، حزين - حدث بعلبك، الهرمل - القصر - القبيات، إيعات - دير الأحمر.
مداخل: النبي شيت، الخضر، بدنايل، الصوانية، بعلبك الجنوبي والشرقي الأوسط، اليمونة، عيناتا - المشتل الزراعي، بلدات بيت مشيك، وادي الرطل والتركمان. ثم الطرقات الداخلية التي شملت 130 مدينة وبلدة دون استثناء بمبلغ إجمالي تراكمي: 100 مليون دولار.

2- الصرف الصحي:
تم تلزيم 40 مليون دولار لمحطة تمنين التحتا مع الشبكات الرئيسية والتي تشمل كامل قرى الغربي والشرقي من بلدة النبي أيلا وصولاً إلى شمسطار غرباً، ومن علي النهري وصولاً إلى الطيبة شرقاً والعمل جار على حجز مبلغ جديد لمشروع شبكة تمنين 2 الذي يشمل البلدات من طاريا وصولاً إلى شليفا ثم مجدلون.
تم تخصيص اعتماد 35 مليون دولار لمشروع ومحطة الصرف الصحي لمدينة الهرمل وكامل القضاء، حيث تم إطلاق العمل في شهر آب من العام 2017 وبمدة اقصاها ثلاث سنوات سوف يكون منجزاً بشكل كامل.
هذا ويبقى بلدات القاع ويونين ومقنة ونحلة ومعربون وجنتا ويحفوفا وبلدات شرقي زحلة حيث تم وضع مخطط لها على عهدة مجلس الانماء والاعمار، على أن توضع قيد الدرس ثم رصد اعتمادات لها، أما بعلبك وجوارها فلديها محطة تكرير ويتم تشغيلها ضمن مشروع التشغيل لمنظومة المياه.
كما تم تنفيذ شبكات صرف صحي متفرقة في كامل البلدات ويجري التحضير لتنفيذ جزء اخر بما قيمته 25 مليون دولار.

3- مياه الشفة:
تخصيص 20 مليون دولار لآبار وشبكات مياه شفة لقضاء الهرمل، 10 ملايين دولار لآبار وشبكات في قضاء بعلبك وشرقي زحلة، ما يقارب 22 بئراً و 10 خزانات.
4- الكهرباء:
- تم تنفيذ محطة بعلبك والتي شارف الأعمال فيها على الإنتهاء بكلفة 23 مليون دولار.
- خطوط التوتر العالي التي أصبحت شبه جاهزة بكلفة 19 مليون دولار.
- خطوط توتر متوسطة وهوائي بكلفة 20 مليون دولار.
ـ 520 ترنس بكلفة تقارب الخمسة ملايين دولار.

أي ما مجموعه 67 مليون دولار مع الأخذ بالاعتبار أن العمل جار على تلزيم محطة بدنايل قريباً.

5- رصد مبلغ 30 مليون دولار لإنشاء مشاريع بنى تحتية لقرى شمال بعلبك وعرسال والقرى والمجاورة التي تضررت من اعتداءات التكفيريين.

ثانياً: البيئة

تم تخصيص 7 ملايين دولار بالتعاون مع وزارة التنمية الإدارية والاتحاد الأوروبي، لمعمل فرز ومطمر للنفايات في بعلبك حيث أنجز المعمل، والمطمر قيد الإنجاز والعمل جار لتأمين معمل فرز لمدينة الهرمل ومعمل لقرى شمالي بعلبك وآخر لغربي بعلبك وقريباً سيتم وضع المشروع على سكة العمل الجدي وهذا ضمن مخطط استراتيجي لحل مشكلة النفايات في كامل المنطقة.

ثالثاً: الزراعة

حصل التركيز على التشجير والمحميات والحدائق من خلال وزارة الزراعة وهبات من جهات مانحة والبلديات، بالإضافة إلى تقديم أدوية زراعية وأسمدة وبذور، أعلاف على اختلافها، معدات زراعية، آليات لمصانع الحليب. وصلت القيمة الإجمالية على هذا الصعيد إلى ما يقارب الـ 60 مليون دولار.

رابعاً: الصحة

فقد تم إنشاء 11 مركزاً ودعم وتشغيل المشفى الحكومي في بعلبك الهرمل وافتتاح مركز الدواء في بعلبك، بالإضافة إلى تقديم أدوية للمرضى، بلغت القيمة الإجمالية على المستوى الصحي ما يقارب الـ 50 مليون دولار.

خامساً: الخدمات العامة والصناعة
- تجهيز وشراء معدات النظافة العامة من سيارات للنفايات ومكانس للطرقات ومستلزمات أخرى بقيمة 24 مليون دولار.
- تشغيل منظومة المياه والصرف الصحي على مدى سبع سنوات بقيمة 21 مليون دولار.

- تأمين تمويل لمدينتين صناعيتين في بعلبك وتربل والعمل جارٍ على تأمين مجمعات صناعية، بقيمة 60 مليون دولار.
- تأمين تمويل لمركز معاينة في مدينة بعلبك بقيمة 3 ملايين دولار.
ما مجموعه 45 مليون دولار.

سادساً: التربية والتكافل الاجتماعي
بناء 10 مدارس بقيمة 13 مليون دولار بالإضافة إلى ترميم العديد من المدارس والمهنيات في مختلف البلدات

سابعاً: الثقافة والتواصل والرياضة
- إنشاء عدد من الملاعب الرياضية والمراكز الترفيهية في معظم البلدات بقيمة 10 ملايين دولار، كما أن سيتم قريباً افتتاح الملعب البلدي في مدينة بعلبك.
- إقامة العديد من الأنشطة والندوات واللقاءات والحوارات الثقافية وتوقيع الكتب والأهتمام في هذا المجال الأساس بالإضافة إلى التواصل الاجتماعي ومترتباته.

ثامناً: الإدارة

هذا البند علاقتة بالبلديات حصراً على مستوى تشغيل الأجهزة الإدارية وتطويرها على مستوى البنية والمنهجية والأداء والدورة المستندية.

هذا على مستوى المشاريع التي يمكن أن يشار إليها بالأرقام، ولكن هناك مشاريع غير رقمية وقيمتها المعنوية والعملية كبيرة جداً وهي ما تتصل بإدارة المؤسسات والواقع الاجتماعي والانساني والامني والتي تساعد على ترجمة الرؤية التنموية للمنطقة والنهوض العلمي والتطور التقني ونذكر أهمها وفق ما وردت في تقرير العمل الإنمائي كالتالي:

1- تعيين محافظ بعلبك - الهرمل ثم نقل مركز المحافظة إلى مكان يليق بها مع ترميمه وتجهيزه.
2- تعيين رئيس للمنطقة التربوية المستحدثة على مستوى المحافظة.
3- تعيين رئيس تعاونية موظفي الدولة مع نقلها إلى مكان لائق.
4- تعيين رئيس لمصلحة الزراعة.
5- استحداث مصلحة الشؤون العقارية وتعيين رئيس واستكمال الجهاز الإداري.
6- استحداث مركز السجل العدلي وتعيين مديره واستكمال جهازه الإداري وتجهيز المركز.
7- استحداث مركز المالية وتجهيز المركز وتعيين المدير واستكمال الجهاز الإدراي.
8- تثبيت مركز التنظيم المدني.
9- استحداث مركز رئيس قلم دوائر النفوس.
10- استحداث مصلحة صناعة.
11- استخداث 17 بلدية و3 اتحادات.
12- تعيين رئيس مصلحة الصحة واستكمال الجهاز الإداري.
13- المساهمة والمساعدة في استكمال المواقع الأمنية وتأمين مراكز لها.
14- استحداث 3 دوائر نفوس جديدة.
15- متابعة أكثر من 700 ملف نقل للمعلمين والمعلمات في القطاع الرسمي وأكثر من 300 ملف تعاقد جديد وتثبيت المعلمين في القطاع الرسمي الثانوي.
16- تثبيت شعبة العلوم ومعهد العلوم التطبيقية في بعلبك والعمل مع رئيس الجامعة على تنفيذ قرار مجلس الجامعة باستحداث 3 كليات في الهرمل.
17- المتابعة الجدية لبناء سراي للمحافظة في بعلبك حيث تم تحصيل مبلغ 7 ملايين دولار بانتظار حسم المكام المناسب.

هذا العرض يظهر حجم الأعمال خلال سبع سنوات ولكن من المؤكد هذه المشاريع لا تكون لولا المتابعة الجادة والصبر الكبير والتحمل، فمنذ العام 1992 بدأ نواب بعلبك الهرمل من تنمية صفر وكان المسار تخطيط وتنفيذ وتقييم ثم حركة دائمة حتى تم الوصول إلى 62% من انجاز الحاجات المطلوبة لهذه المنطقة، ولكن لا شك أن هناك دراية بأن المنطقة بحاجة إلى خطة عشرية ثانية والعمل بالوتيرة نفسها حتى الوصول إلى تحقيق الأهداف التنموية، ما يتطلب تضافر كل الجهود للوصول إلى هذه الغاية.