ارشيف من :أخبار لبنانية

ارتفاع حدة السجالات الانتخابية.. واللوائح تُحسم منتصف اليوم

ارتفاع حدة السجالات الانتخابية.. واللوائح تُحسم منتصف اليوم

قبيل ساعات من انجلاء الصورة النهائية للوائح الانتخابية منتصف ليل اليوم، كانت نهاية الاسبوع حافلة باعلان عدة لوائح ورفع السقف الكلامي من أكثر من جهة، لا سيما رئيس الحكومة سعد الحريري موجها أسهمه شمالًا، ليلقى ردًا من الرئيس السابق نجيب ميقاتي ووزير العدل السابق أشرف ريفي.


"الجمهورية": جنون إنتخابي وتبادُل «نشر الغسيل» وصرف النفوذ على غاربه

حفلت الساعات الماضية بتراشقٍ «انتخابي» حادّ بين الرئيس سعد الحريري من جهة وخصمَي تيار»المستقبل»: الرئيس نجيب ميقاتي واللواء أشرف ريفي من جهة أخرى. فقد شنَّ الحريري من مدينة طرابلس خلال إطلاق لائحة تيار «المستقبل» في دائرة الشمال الثانية هجوماً عنيفاً على ريفي من دون أن يسمّيه، وقال: «...على ذِكر قلّةِ الوفاء لا نستطيع أن ننسى بطلَ العالم الذي يُغرقنا ليل نهار تقارير وتخويناً ومؤامرات، ويقول إنّه يحارب «حزب الله»... لماذا تخوض إذاً الانتخابات ضد «المستقبل؟».

وكذلك هاجَم الحريري ميقاتي من دون أن يسمّيه، فقال: «نحن لم نكن في رئاسة الحكومة وتفرَّجنا على 20 جولة قتال في طرابلس من دون أن نفعل شيئاً! نحن حين تسلّمَ دولة الرئيس تمّام سلام رئاسة الحكومة، غطّى الجيش وقوى الأمن الداخلي، ليفرضوا الاستقرارَ في طرابلس، ويَضمنوا الأمانَ لجميع أهلِنا في طرابلس. نحن لم نُتاجر بالشباب الموقوفين.

حين تسَلّمنا رئاسة الحكومة بدأنا نعمل على قانون عفوٍ، ورأيتم أنّ صوغه بات جاهزاً بإذن الله، وهذا الأمر سيحصل، يعني سيحصل. نحن لم نكن في رئاسة الحكومة، ونبيع الكلامَ من جهة ونعطّل المشاريع للمنطقة من جهة أخرى. نحن حين تسَلّمنا رئاسة الحكومة، أطلقنا مشاريعَ بعشرات الملايين من الدولارات بالبنى التحتية في الضنّية والمنية وطرابلس، وكلّكم ترَونها».

ردُّ ميقاتي على الحريري لم يتأخّر كثيراً، فأكّد أنّ «ذاكرةَ اللبنانيين عموماً وأبناء طرابلس خصوصاً ليست ضعيفة، ولا تزال في بالهم وقائعُ ليلة 19 كانون الأوّل 2009 التي شهدت احتضانَ الوصاية».

أمّا ريفي فقال لـ«الجمهورية»: «المرجَلة بوجه «حزب الله» والنظام السوري على المنابر الانتخابية في عكّار وطرابلس، تتناقض مع الاستسلام للحزب على طاولة مجلس الوزراء في بيروت، فهي شعبَوية ازدواجية بالمعنى السلبي تتوهّم أنّها تستطيع الضحكَ على ذقون اللبنانيين، فمَن سلّمَ الرئاسة والحكومة وقانونَ الانتخاب وقرارَ البلد لـ«حزب الله»، لا يحقّ له المزايدة والهوبَرة على المنابر في عكّار وطرابلس، ومَن غطّى معركة «حزب الله» في جرود عرسال، ومَن قال إنّ «حزب الله» يشكّل عاملَ استقرار ولا يَستعمل سلاحه في الداخل، لن يصدّقه اللبنانيون، فمواقفُه هي مجرّد حملة إعلاميّة دعائية وليست معركة سياسية في وجه مشروع إيران في لبنان».

ودعا ريفي الحريري إلى مناظرة أمام الرأي العام «الذي إليه نَحتكم»، وذلك بعدما اتّهَمه بأنه «يحاول تضليلَ الناس اليوم وتصويرَ الأمر وكأنه خلافٌ شخصيّ وهو يحاضر بالوفاء، فيما يَعرف الجميع أنّ خلافنا سياسيّ لأننا رَفضنا الخيارات الخاطئة التي كرّست الوصاية على لبنان».

باسيل ـ الخازن

كذلك، لم يمرّ كلام رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل خلال إعلان لوائح «التيار» مرورَ الكرام عند المرشّح عن المقعد الماروني في كسروان فريد هيكل الخازن ولا عند «المردة».

فبَعد قول باسيل إنّ «كسروان قلبُ لبنان والتيار هو قلبُ كسروان... أنتم من أوصَل رئيس الجمهورية فهل كان غريباً عنكم؟ لا غريب عن كسروان إلّا من يخوّن أهلها ويبيع قرارَها خارج الحدود». وحيّا الخازن «التيار»، لكنّه خاطبَ باسيل قائلاً: «أمّا أنتَ أيّها الوريث المكروه إرثُك في البترون، إخجَل من صفقاتك، تنعّم بثروتِك، واترُك كسروان لأهلها».

كذلك ردّ الوزير السابق يوسف سعادة على باسيل القائل: «نحن السياحة الدينية وهم البينغو، نحن خطة السير والنقل المشترك وهم رخص الـ Fume نحن الغد وهم الأمس..». فقال سعادة في تغريدة: «أنتَ لستَ «مبارح» وبالتأكيد لن تكون «بكرا»، أنت مجرّد عابر سبيل أوجدَته الصُدفَة».

 

"البناء": الحريري يَحشُد في بيروت وطرابلس

وفي ذات السياق تحدثت صحيفية "البناء" عن مواصلة تيار المستقبل حملاته الانتخابية لا سيما في دائرة بيروت ودائرة طرابلس – الضنية – المنية لاستنهاض وتحشيد الشارع من خلال استخدام مصطلحات وعبارات طائفية ومذهبية أثارت استنكار الوسطين السياسي والشعبي.

ومزوّداً بوعود انتخابية تتضمن مشاريع إنمائية وقانون العفو عن الموقوفين «الإسلاميين»، جال الرئيس سعد الحريري في بيروت في محاولة لاستنهاض أهلها، ثم انتقل الى طرابلس، وأعلن عن لائحة المستقبل في المدينة، وقد تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي الى ساحة سجالات افتراضية وحرب بيانات بين الحريري من جهة وكل من الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق أشرف ريفي من جهة ثانية.

وبعد أن دعا ريفي الحريري إلى الانسجام مع مواقفه وأن يستقيل مما وصفها بحكومة حزب الله، ردّ الحريري لم يتأخّر، بل جاء من عرين ريفي في طرابلس، حيث شنّ رئيس المستقبل هجوماً عنيفاً على ريفي وميقاتي، حيث وصف ريفي بأنه بطل العالم في قلة الوفاء، و«الذي يغرقنا ليل نهار بتقارير وتخوين ومؤامرات»، وخاطب ريفي بالقول: «أنت ليس لديك «لا شغلة ولا عملة إلا تقوّص عليّ».

واتهم الحريري حكومة ميقاتي بتعطيل المشاريع التي كانت جاهزة، واصفاً ميقاتي بأنه خبير وشريك ومثل للوصاية. وردّ ميقاتي على الحريري منعشاً ذاكرة اللبنانيين بليلة احتضان الوصاية في التاسع عشر من كانون الأول 2009.

وبحسب مصادر طرابلسية فإن المستقبل أدرك صعوبة المعركة الانتخابية في طرابلس لا سيما في مواجهة لائحتين: الأولى لائحة ميقاتي، حيث عمل الأخير على تعميق علاقته مع أهالي طرابلس بالخدمات وبعض المشاريع الإنمائية، ولائحة الوزير السابق فيصل كرامي حيث تُعتبر عائلة كرامي عائلة عريقة في المدينة، بينما ينظر أهالي طرابلس الى الحريري كوافد إلى مدينتهم». وأشارت المصادر لـ «البناء» الى أن «المستقبل يعتمد في سياسته الانتخابية على حشد كافة وسائل إثارة الشارع واستغلال المحطات والملفات الماضية لشدّ العصب الانتخابي»، لكن المصادر أوضحت أن «المستقبل أيقن أن زمن احتكار التمثيل النيابي في المدينة قد ولّى والمقاعد ستتوزع على ثلاث لوائح الحريري كرامي ميقاتي، بينما استبعدت أن يتمكّن ريفي من فرض نفسه في المعادلة الثلاثية للمدينة».

كما لفتت المصادر الى أنه «بات من الصعوبة بمكان من إعادة توجيه وتعبئة الشارع الطرابلسي ضد حزب الله طائفياً ومذهبياً لا سيما أن أهالي المدينة يعرفون أن قوى وأحزاباً ومسؤولين سياسيين هم الذين وقفوا خلف جولات القتال والعنف التي شهدتها طرابلس بين باب التبانة وجبل محسن وما خلفته من ضحايا ودمار، وبالتالي لن ينجروا مجدداً الى هذا الخطاب المذهبي». كما كشفت المصادر الى أن «أهالي الموقوفين أبلغوا قيادات المستقبل بشكل واضح وحاسم بأن أبناءنا تعرضوا للتضليل بسبب الخطاب السياسي وزُجّوا في السجون، فإما يوضع المسؤولون عن أحداث طرابلس في السجون أيضاً وإما إطلاق سراح الموقوفين، وهذا ما دفع الحريري الى استمالة أهالي الموقوفين أمس»، كما لم يعد أهالي طرابلس، بحسب المصادر، يصدّقون الوعود التي تُغدق عليهم عند كل استحقاق، ويتردّد في أحياء طرابلس وأزقتها: «قبل أن يعدونا بثلاث مليارات إنماء فليدفعوا هبة الـ50 مليون دولار التي رُصدت لطرابلس، استغلوا أولادنا في حروبهم للوصول إلى السلطة وتركوا الفقر يأكل طرابلس».

وردّ المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد على الحريري عبر تويتر قائلاً: «يجب أن تعرف لوائح حزب الله وبشار الاسد أن زمن الاستيلاء على قرار الشمال لن يعود، وطرابلس ترفض الوصاية..»! يرحم بيك نحنا لا نمنا بتخت بشار الأسد ولا استولينا على السوليدير والسيللولير بواسطة خدام ولا سلّمنا مفتاح بيروت لغازي كنعان! الحليف لا ينقلب على سورية. العملاء ينقلبون».

وكان الحريري قد أعلن لائحة المستقبل في دائرة عكار، في غياب لافت لنواب عكار الحاليين: معين المرعبي ونضال طعمة وخضر حبيب وخالد زهرمان، بحضور النائب خالد الضاهر الذي أعلن بيعته للحريري من بيت الوسط منذ أيام، ما يرفع عدد نواب المستقبليين المعترضين على سياسة التيار الانتخابية، وذلك بعد انضمام كاظم الخير الى لائحة ميقاتي ورياض رحال الى التيار الوطني الحر. وقالت مصادر شمالية مطلعة لـ«البناء» إن «تيار المستقبل من أكثر التيارات التي تعرّضت للانقسام والتفتت الداخلي الذي بدأ منذ احتجاز الحريري في السعودية حتى بداية إعلان المرشحين للاستحقاق الانتخابي»، ولفتت الى أن «المستقبل لم ينشأ على مشروع سياسي ووطني واضح بل قام على دمّ الرئيس رفيق الحريري وتم تجميع قوى وشخصيات عدّة للانضواء داخله لتنفيذ مشروع خارجي ومواجهة حزب الله. وعندما تضاربت المصالح تخلّت تلك القوى عن التيار عند أول مفترق انتخابي». ولفتت المصادر إلى ضغط سعودي مباشر في تشكيل اللوائح لا سيما في طرابلس وبعلبك الهرمل. واتهم عضو كتلة التنمية والتحرير النائب هاني قبيسي بعض السفارات والدول المشبوهة بتقديم إغراءات مالية لبعض المرشحين للترشح في وجه حركة أمل وحزب الله في مختلف الدوائر.

 

"الأخبار": سامي الجميّل «يغدر» بالمستقلّين

وفي الأجواء الانتخابية، وبعد أشهرٍ من المعارك الدونكيشوتية، عاد حزب الكتائب إلى بيت طاعة السلطة السياسية. فقد طوت قيادة الصيفي، يوم السبت، صفحة خطابها «الإصلاحي» نهائياً، بتخليها قبل ساعاتٍ من انتهاء مهلة تسجيل اللوائح عن تحالفها مع المستقلين في دائرة الشمال الثالثة، مُفضّلة القوات اللبنانية

خلال الانتخابات الفرعية في المتن عام 2007، سألت مُراسلة محطة تلفزيونية أحد المقترعين: «لمن اقترعت؟». حاول الرجل جاهداً تذكّر اسم المُرشح الطبيب كميل الخوري، من دون جدوى. «معقول لا تعلم من انتخبت؟»، قالت له. فردّ عليها: «ولكنّني أعرف أمين الجميّل». جواب «فلسفي» مُعبّر جداً، يصحّ إسقاطه حالياً على النائب سامي أمين الجميّل. فرئيس حزب الكتائب، بقي في السنوات الماضية يُردّد لـ«المُشككين» في خطابه الاصلاحي «انتظروا واحكموا على تصرفاتنا، التي ستُنسيكم تاريخنا». لم يكن الجميّل على قدر الرهان عليه. ووجب، منذ البداية، تصديق عارفيه في الأمانة العامة لقوى 14 آذار (سابقاً) حين قالوا إنّ «سامي سيكون أسير التركة الحزبية التي ورثها، ولن يكون قادراً على أن يذهب بعيداً في خطابه التغييري»، أي إنه رئيس حزب الشيء ونقيضه.

سامي الجميّل مدينٌ اليوم باعتذار إلى كلّ من أوهمهم، طوال الأشهر الماضية، بأنّه «قائد الثورة»، وبأنّ عدد المقاعد التي سيكسبها من الانتخابات لا يهمه، بقدر ما يُريد التأسيس لنهجٍ سياسي (أخلاقي) جديد. فقد تبيّن أنّه رئيس حزبٍ لا يُشبه إلا السلطة القائمة، ولا يعرف أن يُمارس السياسة إلا من خلال مؤسساتها. هكذا ظهر في الأشرفية وزحلة والشمال الثالثة وصيدا ــ جزين. مُجرّد لاهثٍ وراء مقاعد على لوائح «السلطة»، مُمثلة بالقوات اللبنانية. والأنكى، أنّ حظوظ فوزه في زحلة والشمال الثالثة وجزين شبه معدومة. وسيكتفي بلعب دور «السُلّم» لـ«القوات»، حتى ترفع حاصلها الانتخابي، وتُعزّز حظوظ فوزها بالمقاعد. يُمكن تخيّل سمير جعجع يُقهقه عالياً، بعد أن «أجبر» الجميّل على الانصياع لشروط معراب، من دون أن يُقدّم له تنازلاً واحداً!

آخر «طعنات» الجميّل لـ«المستقلين» كانت في دائرة الشمال الثالثة. فقد كان هؤلاء، صباح يوم السبت، على موعدٍ مع إعلان لائحة تحالف حزب الكتائب ــ المستقلين لخوض الانتخابات النيابية. المفاجأة كانت في «تسلّل» قيادة الصيفي إلى معراب، وعقدها اتفاقاً معها، من دون أن يُسحب مُرشح «القوات» فادي سعد (كما كان يشترط النائب سامر سعادة)، أو تأخذ «الكتائب» وعداً بتوحيد الأصوات التفضيلية.

يوم أمس، أصدر الناشط المدني مروان معلوف بياناً يُعلن انسحابه من الانتخابات. مثله فعل الزميل رياض طوق، الذي عقد مؤتمراً صحافياً، يُخبر فيه عن «أنانية بعض من يصف نفسه بأنه مجتمع مدني، وأنانية حزبٍ أخبرنا أنّه ترك السلطة، ويُريد المشاركة معنا لخلق جوّ جديد في البلد».

يبدأ طوق في حديثه إلى «الأخبار» من الجوّ التغييري في بشرّي الذي «تطوّر كثيراً في الأسابيع الثلاثة الماضية، فوضع جعجع كلّ ثقله لعزلنا». التنسيق بين رئيس «القوات» والنائب السابق قيصر معوض «تطور خلال أسبوع حسم اللوائح. عقدا جلسة، لمدّة ساعتين ونصف ساعة، طلب خلالها جعجع من معوض إقناع الكتائب بالانضمام إلى اللائحة». معوض هو نفسه الشخص «الذي بدأ منذ تموز الماضي العمل لتشكيل لائحة مستقلين، وكان أول من زارنا في بشرّي».

تحالف رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض مع التيار العوني، قرّب قيصر معوض من «القوات»، فبدأ ضغوطه على حزب الكتائب، «بأن يتحالفا مع القوات، وإلا فسينسحب من اللائحة»، يقول طوق. وفي الوقت نفسه، كان «سعادة، الخائف من تشكيل لائحة لا تنال الحاصل، يستقبل وفوداً قواتيّة في منزله». لم يكن «المستقلون» على دراية بهذه التطورات، «فقد كنا أيضاً نجتمع مع سعادة ومعوض واليسار الديمقراطي، ونضع اللمسات الأخيرة على لائحتنا».

مع مرور الأيام، واقتراب إتمام «الصفقة» بين معراب والصيفي، «حاولنا طمأنة معوض، الذي يبدو أنّه أوهمنا بأرقامه المُبالغ بها أنّه يُمكن رفع حاصل اللائحة». لم يعد بإمكان معوض أن يُناور أكثر، «فكشف أنّ الكتائب هم الذين يسعون إلى التحالف مع القوات». طلب طوق من سعادة ومعوض «مُصارحتنا قبل انتهاء مهلة تسجيل اللوائح»، فما كان من شريكَي التسوية إلا «الإصرار على تحالفنا معهما، وأنّ اللائحة ستُعلن يوم السبت، العاشرة صباحاً». كانت تلك المناورة لمنع «المستقلين» من البحث عن خيارات أخرى.

2018-03-26