ارشيف من :آراء وتحليلات

إفلاس ’المستقبل’ يدفعه للتجييش المذهبي.. وبعض الأصوات أهمّ من ’المصلحة الوطنية’

 إفلاس ’المستقبل’ يدفعه للتجييش المذهبي.. وبعض الأصوات أهمّ من ’المصلحة الوطنية’

كلما اقتربنا من السادس من أيار ينحدر الخطاب السياسي الى مستويات لا تخدم لبنان، هذا التوصيف الذي أطلقه الرئيس نبيه بري على بعض المفلسين سياسيا ووطنيا ولا يجدون ما يخاطبون به جمهورهم سوى شعارات تافهه، أقل ما يقال عن هؤلاء أن ليس لديهم ما يقولونه للناخبين سوى تحريك الغرائز، على الرغم من ان التجربة والوقائع اثبتت ان هذا الكلام هو كلام مفلسين ويعبّر عن ضعف قائليه شعبيا، حتى لدى مناصريهم.
في كل الأحوال، لماذا بلغ الإفلاس بهؤلاء من بقايا 14 آذار وأيتامهم حد اللجوء الى هذه اللغة من التجييش الطائفي والعودة الى لغة العداء للمقاومة وما يدعونه عهد الوصاية، مع ان هؤلاء او اكثريتهم بنوا زعاماتهم وقصورهم مما يعتبرونه وصاية؟
مصدر وزاري يرى ان ما يدفع البعض الى منطق الاتهامات والعداء للمقاومة مرده الى الامور الاتية:
_ان العودة الى هذه الشعارات، ليس بعيدا عن الاملاءات السعودية، خصوصا ان التسوية التي أبرمها "تيار المستقبل" مع الرياض قاعدتها ترك الحرية لرئيسه باختيار مرشحيه وتحالفاته الانتخابية في مقابل رفع لغة العداء للمقاومة وحزب الله، والدليل على ذلك لجوء بعض المرشحين كانوا قد خرجوا عن شعارات "المستقبل" الى الانسحاب من المعركة الانتخابية حتى لا يتعرض "المستقبل" الى خسائر كبيرة في بعض الدوائر.
_ان القاعدة التي يسير عليها هؤلاء في خوض الانتخابات النيابية تنطلق من التجييش المذهبي والعداء للمقاومة سعياً لإثارة غرائز مناصريهم، حيث لا يجد هؤلاء لديهم من امكانية لاطلاق وعود فارغة بعد ان تأكد ان كل وعودهم كانت حبرا على ورق.
_ان كل التاريخ السياسي لهذه الاطراف يكذب كل ادعاءاتهم حول ما يطلقون من شعارات حول قيام دولة العدالة والكفاءاة وتحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد والهدر، فهؤلاء يدركون ان مناصريهم لا يثقون بهكذا شعارات ووعود بعد ان لمسوا طوال أكثر من عشرين سنة كذب هذه الوعود والشعارات.
وعلى هذا الاساس يقول المصدر الوزاري ان هؤلاء لا يجدون ما يحرضون به مناصريهم سوى لغة التحريض والعداء للمقاومة وما يسمونه عهد الوصاية، بعد ان تيقن اصحاب هذا المنطق ان جزءاً كبيراً ليس من الرأي العام، بل من مناصريهم باتوا في مكان أخر.
ولذلك، فالسؤال الآخر، هل سيؤدي هذا التصعيد الى تحسين واقعهم الشعبي في صناديق الاقتراع؟
المصدر الوزاري يؤكد ان هذا التصعيد ولغة الشتائم وشتم فئات واسعة من المواطنين حتى من قلب العاصمة التي يدعون الدفاع عنها لن يغيّر شيئا في الوقائع حتى باعتراف بعض هؤلاء، بل ان هذا التصعيد هو مجرد "زوبعة في فنجان"، الا انه في المقابل، يؤذي البلاد اقتصاديا وسياحيا خصوصا ان لبنان يقترب من موسم السياحة، كما انه يفاقم الانقسامات الداخلية ويدخل المزيد من التعقيدات على مرحلة ما بعد الانتخابات، في حين ان البلاد في حاجة ماسة لمزيد من الوحدة والتماسك الداخلي لمواجهة ازماته الداخلية والاخطار الخارجية بدءا من خطر العدو الاسرائيلي.

2018-03-26